انتقل إلى رحمة الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد رحمه الله وقرأنا وشاهدنا واستمعنا إلى الكثير من القصص الإنسانية والمواقف الرائعة لسموه مع الكثيرين التي تمثل نبله وكرمه وعطاءه وتعدد مواقفه وشموليتها داخل المملكة وخارجها ، ولكن السؤال المهم كيف نواصل ترسيخ منهج الأمير ونعمقه في وجدان الناشئة وتبقى رسالته ويستمر منهجه دائماً بإذن الله ، فأولاً أخلاقه وأعماله مستمدة من الشريعة الإسلامية وتربيته على يد والده رحمه الله وتتلمذه في مدرسته المميزة . ولهذا عندما نرى ارتباط الأمير بالقيم نراها في بر الوالدين عن طريق بره بوالديه والوفاء لهما ، وعندما نرى صلة الرحم فهو فريد في ذلك حيث عرف بتخصيص أيام لأبناء العائلة ونساء العائلة يتفقد فيها أحوالهم كما هو كذلك مع كل مواطن سعودي حيث فتح مجلسه للجميع رحمه الله . وعندما نرى الابتسامة والبشر وإفشاء السلام فهو كذلك يحمل ابتسامة دائمة ووجها صبوحا ، وعندما نرى قيمة التواضع تجده متواضعا لين الجانب وفي الكرم معطاء شهماً باذلاً بكل أريحية وسخاء ، وهنا كيف نرسخ هذا المنهج ونحن نرى من هم دون الأمير سلطان بفارق كبير ومع ذلك تجد الكبر والغرور والغطرسة والتعالي والتجهم ؟ وهناك من يملك المليارات ولكنه بخيل شحيح لا يفكر في فقير أو محتاج وإنما يكنز الذهب والفضة وينسى الآيات الكريمة التي حثت على الإنفاق والبذل والعطاء لذا ينبغي ترسيخ مدرسة الأمير سلطان رحمه الله ونشرها عبر المدارس والجامعات ووسائل الإعلام ومنابر الجمعة ومواقع الانترنت وغيرها . وقد قرأت في مواقف عدم تسرعه في سماع النميمة والتأكد من المعلومة وسؤال من وشي به عن صحة المعلومة لمنع الخبثاء والحاقدين من الإساءة للناس مقتدياً بالتوجيه الرباني حول النبأ والفاسق بحيث يتبين ويتأكد لأن هناك من يستغل الثقة في منافساته وأحقاده للإساءة للآخرين . يقول الدكتور محمد بن ناصر الشثري في مؤلف ضخم صدر عن الأمير سلطان بعنوان .(على نهج الملك عبد العزيز صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز).وذلك عام1423»إن توجهات سمو الأمير سلطان الإسلامية ومقدراته العلمية قد أدت إلى إتاحة الرأي مع الآخرين وهذا واضح في حواره مع العلماء والمفكرين ورجال الأعمال إيماناً من سموه بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، مما أدى بهؤلاء العلماء ورجال الفكر إلى التطور الدائم والابتكار المتجدد.» ويتميز سموه كذلك بالتواضع لقدر ثقته بنفسه لذا تواضع لعامة الناس فرفعوه عاليا فوق رؤوسهم إتباعاً لقوله تعالى ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) سورة الحجر آية 88 ، فكسب سموه بهذا المبدأ الناس مقتديا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد لله إلا رفعه. )