تنفث محطة معالجة الصرف الصحي المتاخمة لحي المصانع (جنوبالرياض) الروائح الكريهة والتلوث للسكان، الذين باتوا يعضون أصابع الندم لإنفاقهم أموالا طائلة لشراء بيوت في حي يفتقد لكثير من الخدمات الأساسية، فضلا عن معاناتهم من الروائح والأبخرة التي تتسلل إلى مساكنهم قادمة من محطة المعالجة دون استئذان. وانتقد سكان حي المصانع تهالك طرق الحي وتآكلها بسبب البحيرات التي تنتشر فيه، وافتقادها للسفلتة والرصف والإنارة، محذرين من انتشار استراحات العزاب وغرف العمالة الوافدة بين مساكن الأهالي، ملمحين إلى أن التلوث الذي يعانيه الحي حوله إلى أرض خصبة للحيوانات والكلاب الضالة. وطالبوا بإنهاء وحل جميع أسباب التلوث التي يعانيه حيهم، ونقل محطة معالجة الصرف الصحي بعيدا عنه، وتنفيذ مشاريع لتصريف مياه الأمطار، مشيرين إلى أن الملوثات تسببت في تدني القيمة العقارية لمساكنهم. وشكا سالم بومحمد من التلوث الذي يعانيه حي المصانع، إضافة إلى التجاوزات التي تطغى عليه، مثل غرق شوارعه بالمستنقعات الراكدة مع أي رشة للأمطار، مصدرة لهم الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، إضافة إلى انتشار استراحات العزاب وغرف للعمالة الوافدة بين مساكن الأهالي. وقال بومحمد: «للأسف تتسلل روائح الصرف الصحي والغازات المنبعثة منها إلى مساكننا دون استئذان، وتضايقنا يوميا ولا ندري ما العمل، كرهنا المنطقة وندمنا لشرائنا مساكن فيه»، مؤكدا أنه لو عاد به الزمن إلى الوراء لما سكن في المصانع. وشدد على ضرورة أن تتحرك الجهات المختصة مثل شركة المياه الوطنية والأمانة لمعالجة جميع الملوثات التي اجتاحت حي المصانع، وجعلت الحياة صعبة، محفوفة بكثير من المخاطر، مبينا أن البحيرات التي تنتشر في حيهم، أتلفت الشوارع وتسببت في تآكل الأسفلت ونشرت الحفر التي تتحطم عليها المركبات. ورأى بومحمد أن مجاورتهم لمصلحة المياه والصرف الصحي، وراء مشكلة الروائح الكريهة التي تتسلل إلى مساكنهم، لافتا إلى أنه كان من الأجدى نقل مقر المصلحة بعيدا عن التجمعات السكانية خارج المدينة، لحمايتهم من التلوث الذي أصابهم. واستاء نايف حسن من التلوث الذي يعانيه الحي منذ سنوات عدة، مشيرا إلى أنه نغص عليهم حياتهم اليومية، وباتوا يخجلون من توجيه الدعوة لأقاربهم وأصدقائهم لزيارتهم في منزلهم، خجلا من التلوث والروائح الكريهة التي تعم الحي. وأوضح حسن أن مستنقعات الصرف الراكدة في حيهم تسببت في تآكل الطبقات الأسفلتية، ونشرت الحفر والأخاديد في الطرق، وأتلفت المركبات، مشددا على ضرورة نقل محطة معالجة مياه الصرف الصحي إلى خارج الحي، ومن ثم معالجة الأمور الأخرى التي تعتبر سهلة أمام بقاء تلك المحطة في الحي. وأكد حسن أنه فكر ببيع منزله والانتقال إلى حي آخر، ولكن عندما جرى تثمينه من قبل أحد مكاتب العقار لم يحصل على نصف قيمته بسبب رائحة مياه الصرف، فضلا عن النقص الحاد الذي يعانيه في الخدمات التنموية الأخرى. وأشار إلى أنه لو عاد به الزمن إلى الوراء لما اشترى المنزل في حي المصانع، الذي يغص بالسكان ويفتقد لكثير من الخدمات التنموية الأساسية، مثل السفلتة والرصف والإنارة وانتشار الكلاب الضالة بين مساكن الأهالي. وحذر ناصر سعيد من تزايد استراحات العزاب وغرف العمالة الوافدة بين مساكن الأهالي، مبينا أن مخالفي أنظمة العمل والإقامة يتحركون بكثافة مع غروب الشمس في أروقة الحي، مشكلين كثيرا من المخاطر على السكان، مشددين على أهمية تكثيف التواجد الأمني في المصانع، وضبط التجاوزات التي تحدث فيه. وطالب بإنهاء معاناتهم من مجاورة محطة معالجة الصرف الصحي التي تصدر لهم الروائح الكريهة، بنقلها بعيدا عن التجمعات السكانية، ملمحا إلى أن كثيرا من السكان باتوا يعضون أصابع الندم ويتحسرون لإنفاقهم أموالا طائلة لشراء مساكن في حي المصانع الذي يعاني من التلوث وتدهور الإصحاح البيئي، وانتشار الحيوانات الضالة.