حذّر سكان حي الفحص الدوري (شمال العاصمة المقدسة) من كارثة بيئية قد تحدث في مخططهم، نتيجة اختلاط الصرف الصحي مع المياه الجوفية، وتسربها إلى الخزانات الأرضية لمساكنهم، محملين شركة المياه الوطنية والأمانة مسؤولية الأضرار التي تكبدوها، بانتشار المستنقعات في الحي منذ ما يزيد على سبع سنوات. واتفقوا على أن البحيرات الراكدة كبدتهم خسائر فادحة، ونشرت الأمراض والروائح الكريهة بينهم، فضلا عن تسببها في تآكل الاسفلت، وإحداث الحفر والأخاديد في الشوارع التي حطمت مركباتهم، مشيرين إلى أن المياه الجوفية اعتدت على أساسات مساكنهم التي انفقوا أموالا طائلة لتشييدها. وألمحوا إلى أنه لو عاد بهم الزمن إلى الوراء لما أنفقوا ملايين الريالات لبناء مساكن في منطقة موبوءة، لافتين إلى أن التلوث في الفحص الدوري تسبب في انخفاض قيمة العقار فيه. وشكا سعود الحربي من تدفق المياه الجوفية في شوارعهم منذ أكثر من سبعة أعوام، مرجعا المشكلة إلى التركيبة الجيولوجية للحي، لافتا إلى أنها طينية بالدرجة الأولى وتحمل بين طبقاتها مياها جوفية وبكميات كبيرة. ورأى أن افتقاد الحي لشبكة الصرف الصحي فاقم المشكلة، ونشر المستنقعات في أروقته، مخلفة بؤراً لتكاثر البعوض والحشرات، وانبعاث الروائح الكريهة، ملمحا إلى أن أثر البحيرات الراكدة لم يقتصر على التلوث، بل أدى إلى تآكل الأسفلت وأحدث حفريات وأخاديد في الطرق أتلفت المركبات. وبيّن حماد اللحياني أن الانهيارات الأرضية لطبقات الأسفلت أصبحت أمرا مألوفا لدى سكان حي الفحص الدوري، بسبب انتشار المياه الجوفية، مشيرا إلى أن المشكلة تفاقمت، وتضررت منها أساسات المباني. وأبدى اللحياني مخاوفه من وقوع كارثة بيئية في الحي نتيجة اختلاط الصرف الصحي بالمياه الجوفية، وتسربها إلى الخزانات الأرضية لمساكنهم، متحسرا على تأثر البنية التحتية في الحي. ولم ينسَ اللحياني الخسائر الفادحة التي تكبدها متجره إثر تكون طبقات الملح داخل فنائه، مبينا أن تدفق المياه الجوفية في حيهم أوجد بيئة مثالية لتكاثر الفئران، نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة. وأفاد ماجد السلمي أن معاناته في حي الفحص الدوري مضاعفة، مبينا أن مياه الصرف الصحي تتدفق بكثافة في أروقته، إضافة إلى المياه الجوفية التي تنبعث من باطن الأرض، معتبرا التحرك في الشوارع نوعا من المجازفة غير محمودة العواقب. وأكد أن المعاناة المتفاقمة دفعت كثيرا من السكان إلى النزوح من الحي إلى مناطق أخرى تتمتع بالحد الأدنى من الإصحاح البيئي، لافتا إلى أن غالبيتهم بات يعض أصابع الندم لإنفاقه أموالا طائلة في تشييد مساكن في حي الفحص الدوري. وأنحى السلمي باللائمة على شركة المياه الوطنية وأمانة العاصمة المقدسة في ما يحدث من تلوث في الحي. وتذمّر صاحب محل عطارة عدنان صبغة من الخسائر التي تكبدها متجره بسبب العزلة التي فرضتها عليه مستنقعات الصرف الصحي الممزوجة بالجوفية التي أحاطت بمحله، وبات الزبائن يجدون صعوبة في الوصول إليه. وبين صبغة أن المعاناة تتفاقم بهطول الأمطار، إذ يرتفع منسوب المياه لمستويات عالية، تعيق حركة العابرين، مع انتشار الحفر والأخاديد التي عطلت المركبات. وذكر أن اتصالاتهم المتكررة بالأمانة وشركة المياه الوطنية لإنهاء معاناتهم مع الجوفية وانتشار الصرف الصحي لم تجدِ نفعا، مجددا مناشدته لإنهاء المعاناة التي أنهكتهم منذ ما يزيد على سبع سنوات.