لم يشفع الموقع الإستراتيجي لحي النوارية على المدخل الشمالي للعاصمة المقدسة، في حصوله على الخدمات التنموية الأساسية، فالمخطط الحديث يعاني من غياب شبكة الصرف الصحي، ما نشر مستنقعات المجاري في أروقته، مصدرة للسكان الروائح الكريهة والحشرات والأمراض. وبات السكان يعضون أصابع الندم لإنفاقهم أموالا طائلة لتشييد مساكنهم في حي يفتقد للخدمات التنموية الأساسية، ما أفقد منازلهم القيمة السوقية المستحقة، مشيرين إلى أن المستأجرين يرفضون السكن لديهم، بمجرد علمهم بافتقاد النوارية لشبكة المجاري، لأنهم يدركون أن سيضطرون لدفع مبالغ تزيد عن قيمة الإيجار. وحملوا شركة المياه الوطنية مسؤولية ما يحدث لهم، موضحين أن بحيرات الصرف تسببت في تآكل الطبقات الأسفلتية في الطرق ونشرت الحفر والأخاديد فيها. وشكا عياد الجامعي حرمان حيهم النوارية من شبكة الصرف الصحي، رغم أنها تغطي غالبية أحياء العاصمة المقدسة ومنها بعض المناطق العشوائية، مستغربا افتقاد النوارية للشبكة، خصوصا أنه من المخططات الحديثة ويعتبر البوابة الشمالية لمكةالمكرمة. وقال: «من المفترض أن يزود النوارية بجميع الخدمات الأساسية، لتمتعه بكثير من الميزات منها حداثته وموقعه الإستراتيجي في العاصمة المقدسة»، مطالبا شركة المياه الوطنية بالنظر إلى معاناتهم باهتمام وتزويدهم بشبكة الصرف الصحي. وانتقد إبراهيم الحسني افتقاد حيهم لشبكة المجاري، ما نشر التلوث فيه، مبينا أن مستنقعات الصرف الصحي تتدفق في شوارعه بكثافة مشكلة بحيرات تصدر لهم الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، لافتا إلى أن المياه الراكدة تسببت في تآكل الطبقة الأسفلتية في الحي وأحدث حفرا تتربص بالمركبات. وشدد الحسني على أهمية أن تنجز شركة المياه الوطنية شبكة الصرف في النوارية أسوة بغالبية أحياء العاصمة المقدسة، مشيرا إلى أن افتقاد المخطط للكثير من الخدمات، جعلهم يعضون أصابع الندم لإنفاقهم أموالا طائلة في منطقة تفتقد للخدمات الأساسية مثل شبكة الصرف الصحي. وتذمر سلمان اللحياني من اعتمادهم على الصهاريج في شفط الصرف الصحي، ما أنهكهم ماديا وجعلهم مرتهنين لأصحاب الوايتات الذين يتلاعبون بالأسعار دون رادع على حد قوله. وأكد اللحياني أنهم يضطرون لاستئجار ما يزيد على صهريجين من أجل عملية الشفط، ما ينهكهم ماديا، مبينا أن أصحاب شاحنات الشفط لا يأتون إليهم إلا بمشقة، وبعد أن يرفعوا الأسعار. وأفاد أن بعضا من مالكي العقارات تضرروا لعدم وجود مستأجرين، ملمحا إلى أنهم يرفضون السكن في النوارية بمجرد معرفتهم افتقاد الحي لتمديدات الصرف الصحي، لأنه يدرك بأن هناك أموالا أخرى سيدفعها مع الإيجار. واستغرب افتقاد النوارية للخدمات الأساسية رغم أنه من الأحياء الحديثة، إضافة إلى أنه يعتبر الواجهة الشمالية للعاصمة المقدسة، متمنيا من شركة المياه الوطنية التحرك سريعا وإنشاء شبكة تنهي بحيرات الصرف التي تلوث أجزاء واسعة من النوارية. وأشار فارس الجهني إلى أن غالبية سكان النوارية يعضون أصابع الندم لإنفاقهم أموالا طائلة لإنشاء مساكنهم في مخطط يفتقد للخدمات التنموية الأساسية مثل الصرف الصحي، مشيرا إلى أن تدفق المجاري في شوارع الحي أفقده كثيرا من قيمته في سوق العقار. وحذر من كارثة بيئية تجتاح الحي، إثر تدفق الصرف الصحي في شوارعه، مصدرا للسكان الروائح الكريهة والحشرات، فضلا عن الأوبئة، ملمحا إلى أنهم باتوا يغلقون نوافذهم باستمرار لمنع تسرب التلوث إلى بيوتهم. وقال:«للأسف كلما راجعنا شركة المياه الوطنية، يردون بأن المشروع معتمد، ولم يتبق سوى التنفيذ»، متمنيا أن تتعامل الشركة مع معاناتهم باهتمام وتنفذ شبكة الصرف في أسرع وقت.