لم يبق في حلب حجر أو بشر إلا واستهدفته ميليشيات الموت الإيرانية الطائفية، بدت حلب مدينة الموت بعد أسابيع من القصف والإبادة الجماعية على يد الحاقدين من إيران والنظام السوري.. وعلى وقع هذا الدمار المخيف رحب النظام الاٍرهابي السوري الطائفي المقيت بانتصاره المزيف. أمام مشهد الدم والقتل والدمار الذي عانته مدينة حلب، يظهر سفاح دمشق وكأنه منتصر، بينما مأساة الأطفال والنساء والشيوخ تتطاير إلى بلدن الجوار بحثا عن ملجأ أو مأوى يحميهم من برد الشتاء. أما العالم فقد اكتفى بالتباكي والتنديد والاستنكار وهو يشاهد أنواع المجازر وألوان العذاب ضد أهالي حلب، مبتكرا أساليب جديدة في التنكيل والتعذيب والتطهير. ندد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة التي تشرف ولايته على الانتهاء، واستنكر الاتحاد الأوروبي الذي يُزعم بأنه الداعم الأول لحقوق الإنسان كعادته، فيما عبر البيت الأبيض عن ارتيابه مما يجري في حلب، أما الدب الروسي فذهب للدعم العلني وأمام مرأى ومسمع العالم وأنهى ملف حلب قبل 20 يناير لكي يضع ترمب أمام أمر واقع. ولا ندري هل يغير ترمب القادم إلى البيت الأبيض الواقع المر أو يعيد سورية وحلب المسلوبة لسيرتها الأولى ويتحدث بنفس لغة روسياوإيران ونظام الأسد. للأسف العالم يكتفي بالمشاهدة أمام أكبر نظام إرهابي على مر العصور، وهو النظام الإيراني الراعي الأول للإرهاب الدولي، هذا الإرهاب رأيناه في العراق وسورية ولبنان واليمن وفي مناطق أخرى من العالم عبر ميليشيات فيلق القدس برئاسة الإرهابي قاسم سليماني الذي أسس العديد من المنظمات الإرهابية في الداخل والخارج، منها ميليشيات الباسيج وحزب الله والحشد الشعبي وعشرات الميليشيات في العراق وعدد من الدول الإسلامية هدفها التدمير ونشر الفكر الطائفي والإرهابي، إضافة إلى دعم وتواطؤ إيران مع منظمات إرهابية عالمية تعمل على نشر الفوضى والعبث والشيطنة في العالم. ولم يكتف نظام ولاية الفقيه بإنشاء الميليشيات الإرهابية وخلايا التجسس فحسب، بل قام بعمليات خطف وتفجيرات واغتيالات ضد السفارات والدبلوماسيين والمراكز المدنية والمعارضين وخصومه السياسيين. ورغم كل هذا الألم في حلب، يقف العالم مكتوف الأيدي بينما الجلاد ما زال طليقا.