ماذا يمكن أن نقول عن العالم وعن المجتمع الدولي، بل والبشرية جمعاء وهم جميعاً يشاهدون ويتفرجون دون أن يفعلوا شيئاً على ما يحدث من إبادة بشرية في مدينة حلب إحدى المدن التاريخية التي تعد من أقدم الأماكن الحضرية والأكثر تنوعاً ثقافة وأقواماً تجمع القوميات والأديان من عرب وأرمن وأفرنج ورومان، مدينة كانت عنواناً للحضارة والتنوع الإنساني فأصبحت عنواناً للإبادة والقتل والانحدار الأخلاقي والإنساني، وأضيفت لقائمة المدن التي دمرها الإنسان المجرم، فتبعت روما التي دمرها شمشون، وكابل التي غزاها الروس وأكمل تدميرها الأمريكيون وطالبان، وجروزني التي نشر الموت فيها بوتين على يد صنيعته قادروف. ماذا نقول عن حلب التي حولتها الطائرات الروسية وبراميل الأسد، والمليشيات الطائفية القادمة من لبنان والعراق وأفغانستان وإيران وباكستان إلى مدينة مقابر. ماذا نقول عن مدينة حلب الشهباء التي جعلتها الطيور الكواسر من غربان ملالي ومليشياتهم الإرهابية الطائفية، مدينة للأموات يفر أهلها ليقعوا في براثن المجرمين من جلادي بوتين والأسد، فمن يخرج من المدينة يقع في يد عصابات المجرم الذي تدعمه روسياوإيران على حساب مليون سوري ذهبت أرواحهم تشكوا ظلم الإيرانيين والروس والطائفيين الذين جلبوا من لبنان والعراق والهند وباكستان وأفغانستان ومن روسيا، إذ تدفق آلاف القتلة من الشيشان لتكرار مجزرة جروزني. ماذا فعلت حلب لترتكب كل هذه المجازر التي تحصل يوميا على أرضها وخاصة في جزئها الشرقي؟ لأنها فقط رفضت استعبادات بشار الأسد والمليشيات الطائفية التي استقدمها من دول تحكمها عصابات لم تكتفِ بدماء الشعوب التي استعبدتها لتنقل إجرامها إلى أرض سوريا. لماذا كل هذا الصمت الذي يحصل وحلب والمدن السورية تتحول إلى مسارح للقتال تمتلئ ببرك دماء الأطفال، والنساء، والشيوخ يقتلون دون أن تهتز ضمائر العالم، وكل ما يفعله ممن تركوا السوريين يذبحون على يد الإيرانيين والروس والطائفيين، أن يطلبوا من المجرمين متعطشي الدماء إظهار التعاطف والرأفة بالمدنيين وحلب، هذا ما قاله الوزير جون كيري ممثل ووزير خارجية الرئيس المتهالك والضعيف الذي شجع ملالي إيران وبوتين على مواصلة ذبح السوريين بمواقفه المتخاذلة بل المتواطئة مع أعداء المسلمين من روس ومجوس فرس.