لم يعد هناك أدنى شك في أن التدخلات الإيرانية في الشأن العربي لتكريس الفتنة الطائفية، أصبحت ظاهرة للعيان وعلى أرض الواقع، ولم تعد مجرد تكهنات وأقاويل وقصص تحكى. فالباسيج الإيراني موجود بقوة في سوريا ويعتبر الراعي الرسمي للنظام الأسدي البربري الذي أهلك الحرث والنسل بدعم من الحرس الثوري وميليشيات حزب الله والمالكي الطائفية. وفي العراق، فإن التغلغل الإيراني بلغ أقصى مداه وساهم بشدة في تكريس الفكر الطائفي وتمدد التشدد والإرهاب الداعشي الذي أعاد العراق للعصر الحجري. وفي لبنان، فإن حزب الله الذي يعمل بالوكالة نيابة عن مرجعيات قم يكرس جهده لضرب الاستقرار في لبنان وينفذ تعليمات الباسيج الإيراني من الضاحية الجنوبية التي أصبحت معقلا للمرجعيات الشيعية في قم. أما في اليمن، فإن تصريحات الرئيس اليمني هادي المتكررة والتي اتهم فيها إيران بالتدخل في الشأن اليمني ودعم الحوثي الذي أصبح يعيث في الأرض اليمنية فسادا، وحثها على التعامل مع الشعب وليس مع فئة أو جماعة أو مذهب، قطعت الشك باليقين بالتدخل الإيراني الفاضح في اليمن عبر دعم جماعات الحوثي حيث جعلت من صعدة مركزا لتكريس الطائفية وتدريب جماعة الحوثي لتدمير اليمن. وفي اليمن أيضا، تسعى إيران لإكمال حلقة التآمر الطائفي والتي لن تنجح لأن اليمن حكومة وشعبا متأهبون ومتنبهون للخطر الداهم، ولديهم القناعة الكاملة لمخاطر الحوثي والدعم العسكري والمادي الذي يتلقاه من طهران. إن الفتنة الطائفية التي تكرسها وتمارسها إيران لن تنتهي إلا بإخراجها من العراق واليمن ولبنانوسوريا، خاصة أن هدر الدماء في سورياوالعراق واليمن ولبنان أصبح لا يحتمل بسبب السياسات الإيرانية التي تسعى إلى تحقيق الهيمنة وبسط النفوذ وتكريس الطائفية القميئة. إن إيران بتصديرها لأزماتها إلى الخارج ومحاولاتها الفاشلة لخلط الأوراق في سوريا بدعم النظام الهمجي الأسدي وفي العراقولبنان واليمن، فإنها تثبت من خلال ذلك للجميع عدم رغبتها في السلام والأمن في المنطقة خاصة أن أذرع مخابراتها الإعلامية التي تعمل في اليمن كشفت عن وجهها القبيح وأصبحت تروج علانية لجماعة الحوثي. إن إخراج الباسيج الطائفي الإيراني من المنطقة العربية، يعني قطع رأس الفتنة الطائفية واليد الإيرانية الملطخة بالدماء التي تربت على كتف الأسد، وبالتالي التفرغ لإرهاب داعش ونظام الأسد لكي يعود الأمن والاستقرار في المنطقة العربية بأكملها ويتم تطهيرها من الفكر الطائفي المقيت والذي تتزعمه إيران والتشدد الإرهابي الظلامي الذي تقوده داعش واجتثاث إرهاب وقمع النظام الأسدي الذي احتضن داعش والذي تمدد في المنطقة وزرع الفكر الطائفي الإيراني في الأرض السورية، وانتقل إلى بعض دول المنطقة، وتتفرغ الدول العربية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي الذي يعتبر جوهر الصراع في المنطقة وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة ببناء دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.