يتحسر سكان حي الهدى (الطحلاوي) جنوبجدة، على الأموال الطائلة التي أنفقوها في تشييد مساكنهم في مخطط تبين لهم لاحقا أنه يربض على بحيرة كبيرة من المياه الجوفية تتدفق يوما بعد آخر إلى سطح الأرض، وتتسلل إلى مساكنهم وتدك أساساتها، فضلا عن أنها تشكل بحيرات راكدة تصدر لهم الروائح الكريهة والحشرات والأمراض المختلفة. واتفق سكان «الهدى» على أنهم وقعوا ضحية بين أمانة جدة وشركة المياه الوطنية اللتين تتقاذفان المسؤولية بينهما، غير عابئتين بما يعانيه الأهالي من آلام، مشيرين إلى أن أبرز مطالبهم معالجة الطفوحات وتنفيذ مشروع الصرف الصحي الذي وعدوا به منذ سبعة أعوام، إضافة إلى إنجاز تصريف مياه الأمطار والسيول التي سيبدأ موسمها الأيام القليلة القادمة. وانتقدوا توقف صهاريج شركة المياه الوطنية عن سحب «الجوفية» منذ الأسبوع الماضي، بانتهاء أعمال اللجنة الوزارية المكلفة بمكافحة حمى الضنك في جدة، بدعوى تلقيهم توجيها شفويا من المحافظ بانتقال ملف «الجوفية» إلى الأمانة، في حين تؤكد الأخيرة أن المهمة لا تزال من مسؤولية شركة المياه الوطنية. وأكد سعود الغامدي أنه لو عاد به الزمان إلى الوراء لما أنفق أموالا طائلة في تشييد مسكنه في حي الهدى، بعد أن تدفقت المياه الجوفية إلى سطح الأرض واختلطت بالصرف الصحي وتسربت إلى بيوتهم ملحقة بهم كثيرا من الأذى. وذكر أن المشكلة تفاقمت منذ الأسبوع الماضي، حين توقفت صهاريج شركة المياه الوطنية عن سحب «الجوفية» بدعوى انتقال المهمة إلى الأمانة، في حين تتنصل الأخيرة من المسؤولية، متمنيا تدارك الوضع وإنهاء معاناتهم سريعا. ونقل عبدالله الحارثي مخاوف سكان الحي التي تتزايد باقتراب موسم هطول الأمطار، لافتا إلى أنهم يعيشون معاناة سنوية من هجمات السيول المتدفقة إليهم من الجبال والمرتفعات شرق الحي. وطالب الحارثي بإنشاء مشروع درء مخاطر السيول سريعا ليقيهم من الأخطار، مناشدا إمارة المنطقة ومحافظة جدة بالتدخل سريعا واتخاذ الإجراءات اللازمة قبل حدوث ما لا تحمد عقباه، وتكرار كارثة جدة. ورأى أحمد الأسمري أن المشكلة الأزلية التي يعاني منها حي الهدى تكمن في غياب شبكة الصرف الصحي، فانتشرت المستنقعات الجوفية في زواياه واختلطت بالصرف الصحي، وباتت الأخطار البيئية تهدد السكان، مشددا على أهمية وضع حد لمعاناتهم. واستغرب عدم تنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي على الرغم من اعتماده قبل سبعة أعوام، مبينا أن سكان الحي يتحسرون على إنفاقهم أموالا طائلة في تشييد مساكنهم في منطقة موبوءة تفقد لأدنى مقومات الإصحاح البيئي. وحذّر ساعد الزهراني من كارثة بيئية قد تجتاح مخطط الطحلاوي باختلاط المياه الجوفية مع الصرف الصحي وتسربها إلى خزانات المساكن.