يعض سكان حي الفلاح2 في الحمدانية (شمال جدة) أصابع الندم على إنفاقهم مئات الآلاف من الريالات في شراء وتشييد مساكن في المخطط، بعد أن تبين لهم افتقاده لكثير من الخدمات التنموية الأساسية، أبرزها شبكة المياه، ومشروع الصرف الصحي. إذ يعتمد الأهالي على الصهاريج في السقيا، ما أنهكهم ماديا ونفسيا، في حين تنتشر المستنقعات الراكدة وبحيرات المجاري في شوارع الحي وتصدر لهم الأوبئة والحشرات، فضلا عن الروائح الكريهة. ويعتزم الأهالي في الحي مقاضاة شركة المياه الوطنية لتقاعسها في تنفيذ مشروع الصرف الصحي، ما تسبب في تدهورالمخطط وترهله، ودخوله مرحلة الشيخوخة رغم أن عمره لا يتجاوز أربعة أعوام، مرددين أن «الفلاح شاخ قبل أوانه». ويطالب الأهالي الجهات المختصة بتدارك الوضع ورفد حيهم الجديد بخدمات البنية التحتية، مثل شبكة المياه وخدمة الصرف الصحي، لإنهاء معاناتهم، وإزالة الحسرة التي في نفوسهم على هدرهم أموالا طائلة في منطقة بلا مشاريع تنموية. وذكر محمد طلال أنه يأسف كثيرا على إنفاقه ما يزيد على مليون ونصف المليون ريال في تشييد بناية سكنية في حي الفلاح2، على أمل أن تزود المنطقة بالخدمات التنموية في أسرع وقت، لافتا إلى أن السنوات مضت دون أن يطرأ أي تطوير على الحي، فبقي بلا شبكة للمياه أو الصرف الصحي. وقال: «أصبحنا نطارد صهاريج المياه لننهي العطش الذي أصابنا، فضلا عن أن مستنقعات الصرف تنتشر بجوار مساكننا وتصدر لنا الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة»، متمنيا إنهاء معاناتهم بتزويدهم بالخدمات الأساسية ليحافظ «الفلاح» على حيويته وشبابه، بعد أن بدأت تداعيات الشيخوخة تعتريه. وتوعد سالم الأحمدي بمقاضاة شركة المياه الوطنية لتقاعسها عن تزويد حي الفلاح بالخدمات التنموية، مستغربا تجاهل الشركة لمخططهم الذي لا يبعد عنها سوى بضعة أمتار. وأضاف: «لا يبعد حي الفلاح عن مقر شركة المياه الوطنية سوى بمسافة قصيرة، إلا أنها تجاهلته ولم تنظر إلى معاناة ساكنيه»، لافتا إلى أن العطش أنهكهم وباتوا يطاردون الصهاريج بحثا عن الماء. وتحسر سعيد باشراحيل على إنفاقه أموالا طائلة لتشييد مسكن في حي الفلاح2 بعد أن اصطدموا بافتقاده لكثير من المشاريع التنموية، منها الصرف الصحي وشبكة المياه، ما أدى إلى ترهل الحي سريعا ودخوله مرحلة الشيخوخة المبكرة، ملمحا إلى أن صبرهم نفد على غياب تلك الخدمات.