(رويترز) - وصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى السعودية يوم الاربعاء لتوقيع مبادرة مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة بعد احتجاجات شعبية على حكمه بدأت قبل عشرة أشهر وأصابت اليمن بالشلل. وهذه هي المحاولة الرابعة لابرام اتفاق نقل السلطة الذي تراجع صالح عن توقيعه ثلاث مرات في السابق مما أذكى اضطرابات في اليمن. ووصف نشطاء احتشدوا في ساحة بوسط صنعاء الاتفاق بأنه حيلة وطالبوا صالح بانهاء حكمه المستمر منذ 33 عاما. واشتبكت قوات حكومية مع مسلحين موالين لزعيم قبلي معارض قوي في العاصمة. وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان صالح وصل هذا الصباح الى الرياض في زيارة للمملكة بعد دعوة من القيادة السعودية لحضور توقيع المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية. وجاءت تطورات اليوم بعد أن تمكن مبعوث الاممالمتحدة جمال بن عمر وبدعم من الولاياتالمتحدة ودبلوماسيين أوروبيين من التوصل الى تسوية لتنفيذ اتفاق نقل السلطة الذي صاغته الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وتقضي المبادرة الخليجية بأن ينقل صالح كل سلطاته الى نائبه عبد ربه منصور هادي الذي سيشكل حكومة جديدة مع المعارضة الى جانب الدعوة الى اجراء انتخابات رئاسة مبكرة في غضون ثلاثة أشهر. ويحتفظ صالح بموجب الاتفاق بلقبه كرئيس لحين انتخاب الرئيس الجديد لليمن. وقال بن عمر في مؤتمر صحفي بصنعاء قبل أن يركب طائرة في طريقه الى الرياض مع مسؤولين من الحكومة اليمنية وزعماء في المعارضة لحضور مراسم التوقيع ان الاتفاق يعطي نائب الرئيس صلاحية تنفيذ المبادرة الخليجية. وذكر بن عمر أمس أنه يجري وضع اللمسات الاخيرة على تفاصيل توقيع المبادرة بعد الاتفاق عليها من حيث المبدأ وهي مرحلة تعرض فيها الاتفاق للانهيار من قبل. و قال مسؤول يمني أمس ان الاتفاق يلقى معارضة من بعض المسؤولين الكبار في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن. وقال دبلوماسيون ومسؤولون في المعارضة ان صالح سافر الى السعودية لان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني رفض الذهاب الى صنعاء لحضور مراسم التوقيع. وقال مسؤولون ان الزياني شعر بالحرج من قبل عندما أبقى صالح شخصيات كبيرة تنتظر قبل أن يرفض توقيع المبادرة. وقال بن عمر ان حوارا وطنيا سيجرى خلال الفترة الانتقالية التي تستمر عامين وتنتهي بمراجعة الدستور. وأضاف أنه بمجرد توقيع الاتفاق فان ذلك سيمثل خطوة مهمة لشعب اليمن لحل الازمة السياسية والتقدم بالبلاد نحو مستقبل أفضل. وقال مسؤولون يمنيون ان هادي موجود أيضا في صنعاء لحضور مراسم التوقيع ومن المقرر أن يتوجه زعماء المعارضة الى الرياض في وقت لاحق يوم الاربعاء. وتسبب الجمود السياسي بسبب الاحتجاجات التي تطالب بانهاء حكم صالح في اشعال الصراع مع الاسلاميين والانفصاليين في اليمن مما هدد بحالة فوضى في بلد تعتبره واشنطن خط مواجهة مع تنظيم القاعدة. وأثار التوتر أيضا خوفا من نشوب حرب أهلية في اليمن المتاخم للسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم. وتخشى الولاياتالمتحدة التي دعمت صالح لفترة طويلة أيضا في حربهما ضد القاعدة من هذا الامر. وفي وسط صنعاء أحرق نشطاء صورة كبيرة لصالح وللعاهل السعودي الملك عبد الله ورقصوا حولها ورددوا هتافا يدعو الى اعادة الرئيس اليمني الى اليمن لمحاكمته. وقال عبد الرحيم وهو مدرس لغة انجليزية وناشط حقوقي يبلغ من العمر 27 عاما "ينبع هذا الاتفاق من داخل النظام.. لا يمثل مطالبنا." كن سامية الاغبري وهي ناشطة أخرى قالت لرويترز ان الاتفاق يجنب اليمن حربا مدمرة وأضافت "سنبقى في الشوارع لحين تنفيذ مطالبنا. لن تسقط جرائم صالح بالتقادم لذا سنسعى وراءه ووراء كل القتلة." وذكر مسؤول يمني أن اللواء علي محسن الذي انشق عن الجيش اليمني بعد بدء الاحتجاجات في فبراير شباط وصادق الاحمر الزعيم القبلي قد يحاولان اعاقة الاتفاق. ومحسن والاحمر ليسا من اطراف المبادرة الخليجية. ويمثل محسن والاحمر ثقلا موازنا للقوة على الارض في مواجهة ابن صالح وقريب له يقود وحدة أمنية كبيرة ويرى محللون أنه لا يمكن لطرف حسم المعركة على الارض مما يجعل الحل السياسي السبيل الوحيد للخروج من حالة الجمود في اليمن. وقالت الوكالة اليمنية ان صالح تلقى اتصالا هاتفيا من بان جي مون الامين العام للامم المتحدة أمس الثلاثاء ليشكره "على حرصه على الخروج من الازمة التي تمر بها اليمن بالطرق السلمية." واضطر صالح الى السفر للسعودية للعلاج من اصابات لحقت به في محاولة اغتيال تعرض لها في يونيو حزيران بعد اخر مرة رفض فيها توقيع الاتفاق مما أسفر عن اشتباكات في الشوارع دمرت أجزاء من العاصمة صنعاء. وقال شهود يوم الثلاثاء ان مقاتلين موالين للاحمر تبادلوا نيران المدفعية مع قوات صالح في حيي صوفان والحصبة بصنعاء حيث يعيش الزعيم القبلي. ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر بشرية. وشهدت المنطقة اشتباكات عنيقة في وقت سابق من العام الحالي قتل فيها عدد كبير من الجانبين. من محمد الغباري