غادر الدكتور عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي صنعاء أمس من دون احراز تقدم على صعيد جهود الوساطة لنقل السلطة في البلاد، حيث انهارت هدنة بين وحدات متصارعة في الجيش اشتبكت بعنف في العاصمة لليوم الرابع على التوالي. وقال الدكتور الزياني أثناء مغادرته اليمن أن الاخصام السياسيين ليسوا مستعدين بعد للتوصل الى اتفاق، حسبما نقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ)، في الوقت الذي ارتفعت حصيلة قتلى اربعة ايام الى 81، ونقلت الوكالة عن الزياني قوله ان زيارته لليمن كانت تهدف الى تحديد "امكانية البحث في تفاصيل المبادرة الخليجية". وتابع التقرير ان الزياني "اكد انه حينما تحين الظروف المناسبة ستكون كافة الاطراف مستعدة عندئذ لبذل الجهود المطلوبة للتغلب على التوتر وتحقيق الامن والاستقرار في اليمن".. وقبل رحيله التقى الزياني نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي دعا "كافة اليمنيين الى احترام جهود مجلس التعاون الخليجي والجهود التي يبذلها الزياني على وجه الخصوص". وقالت الوكالة اليمنية أن هادي الذي خوله الرئيس علي عبدالله صالح التفاوض للاتفاق على نقل السلطة في وقت سابق هذا الشهر بمقتضى المبادرة الخليجية، التقى ايضا مبعوث الاممالمتحدة لليمن جمال بن عمر أمس. ومن جانبه التقى الموفد الاممي اللوء المنشق علي محسن الاحمر وقادة المعارضة، وقال انه سيبقى في اليمن لاجراء محادثات اخرى يتوقع ان يلتقي خلالها ايضا زعماء من الحراك الجنوبي ومن المتمردين الحوثيين. واضاف انه رغم "خطورة" موجة العنف الجديدة الا انه "متفائل" وقد تحدث عن "تقدم على الجبهة السياسية"، غير ان المبعوث الدولي حذر من "خطر اندلاع حرب اهلية اذا لم يتم التوصل الى اتفاق سياسي". وكان بن عمر والزياني وصلا الى اليمن الاثنين على امل وضع اللمسات الاخيرة على المبادرة الخليجية التي تم اقتراحها الربيع الماضي وتدعو صالح الى التنحي وتسليم كافة السلطات الدستورية لهادي مقابل منح صالح واسرته حصانة تحميه من الملاحقات. ميدانياً، قتل خمسة أشخاص على الاقل، بينهم جندي منشق، في تبادل لاطلاق النار خلال اشتباكات بين وحدات عسكرية مناوئة هزت العاصمة اليمنية لليوم الرابع على التوالي أمس، حسبما قالت مصادر طبية، في خرق لهدنة لم تدم الا يوما واحدا اعلنها هادي. وقال مسؤول طبي بمستشفى ميداني في ساحة التغيير بصنعاء حيث بؤرة الاحتجاجات، لفرانس برس ان 25 شخصا اخرين اصيبوا، وجاء العنف مع تدفق عشرات الالاف من المحتجين الى شارع الستين في صنعاء لتشييع 30 شخصا بين 81 شخصا قتلوا في اكثر الايام عنفا التي تشهدها العاصمة منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام في يناير، وقال شهود عيان ان القوات المتناحرة تبادلت قذائف المدفعية ورصاص الاسلحة الالية صباح أمس في شارع العشرين مقابل مقر هادي وفي شارع حائل القريب منه، وزادت حدة النيران بعد ان بدأت بشكل متقطع، بينما سقطت القذائف على الابنية حيث تمركز قناصة، بحسب شهود، وقال احد السكان لفرانس برس "ليس باستطاعة احد مساعدة الضحايا بسبب شدة القتال"، مضيفا ان الشوارع خلت باستثناء المقاتلين والجنود. واتسعت الاشتباكات في وقت لاحق لتشمل تقاطع كنتاكي قرب مكتب احمد نجل علي عبدالله صالح، حيث تركز القتال خلال الايام الثلاثة الماضية، وقال الشهود ان عدة انفجارات هزت المنطقة من دون تقديم مزيد من التفاصيل.