أعلن المتحدث باسم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن الأخير سيوقع الأحد المقبل في صنعاء على اتفاق نقل السلطة القاضي بتنحيه من منصبه خلال شهر، لكن المعارضة تشكك في حدوث ذلك. من جهته حث الرئيس الأميركي نظيره اليمني على الإيفاء بوعده والتوقيع على المبادرة الخليجية. وقال أحمد الصوفي إن صالح غيّر رأيه وسيوقع المبادرة الخليجية يوم الأحد المقبل في الذكرى الحادية والعشرين للوحدة اليمنية، مشيرا إلى أن التوقيع سيجري بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني. وأضاف الصوفي أن صالح أخذ القرار بعد ضغوط دبلوماسية مكثفة من دول الخليج وغيرها. وذكرت مصادر سياسية مطلعة لوكالة الصحافة الفرنسية أن صالح تعرض "لضغوط كبيرة" من الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي خلال الساعات ال24 الأخيرة لدفعه باتجاه التوقيع على الاتفاق. بدوره قال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم سلطان البركاني إن الحزب أبلغ الزياني بأن جميع الأطراف مستعدة للتوقيع على المبادرة الخليجية. وكان الرئيس اليمني قد رفض غير مرة التوقيع على المبادرة الخليجية، وكان آخرها الأربعاء الماضي مما دفع الزياني إلى مغادرة صنعاء بعد خمسة أيام من المفاوضات المكوكية دون التوصل إلى توقيع النسخة الخامسة للمبادرة. تشكيك المعارضة في المقابل نقلت وكالة رويترز عن مسؤول يمني معارض قوله إن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أبلغ المعارضة اليمنية بأن صالح وافق على توقيع الاتفاق يوم الأحد المقبل. ورغم ذلك فإن أحزاب اللقاء المشترك المعارض شككت في وعد صالح بالتوقيع على المبادرة، وقال المتحدث الرسمي باسمها محمد قحطان إن المعارضة لا تثق بالسلطة وبوعودها ولن تتحدث مع أحد قبل توقيع صالح، مؤكدا أن الرئيس يلعب لعبة كسب الوقت لا أكثر. وأعلن قحطان للجزيرة أنه في حال توقيع الرئيس صالح على اتفاق خروجه من السلطة بعد شهر، فإن المعارضة ستعرض الأمر على الشباب الباقين في الساحات حتى تنحي صالح بعد شهر، ولفت إلى أنه إذا تم هذا بالفعل فإن ذلك سيكون إنجازا لشباب الثورة. وتأتي هذه التطورات بعد تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب له وجهه الخميس إلى العالم العربي والإسلامي حول الثورات العربية، أنه يتعين على صالح أن يحترم التزاماته بخصوص انتقال السلطة. إصرار من جهتها، قالت الناشطة في شباب الثورة توكل كرمان إن المبادرة الخليجية لا تعني الشباب، و"نصر على المضي في ثورتنا إلى النهاية حتى خلع صالح". واعتبرت كرمان أن المعارضة خسرت الكثير من أنصارها بعدما وافقت على المبادرة الخليجية. وأضافت أن تحرك الشباب بدأ باتجاه الدوائر الحكومية والقصر الرئاسي منذ الأربعاء الماضي و"سنواصل ذلك"، ودعت إلى تجمع الملايين في الساحات ومواصلة الاحتجاجات رغم "إدراكنا أننا قد نواجه القتل لكننا لسنا خائفين". وفي الرياض، أكد مسؤول في مجلس التعاون الخليجي أن وزراء خارجية المجلس سيجتمعون "في الأيام الثلاثة المقبلة" بالعاصمة السعودية لبحث الوضع في اليمن. وقال محمد باسندوة -الذي تواترت أنباء عن احتمال توليه منصب رئيس الوزراء في حكومة مؤقتة- إن المجلس أبلغ المعارضة اليمنية بعقد اجتماع لوزراء خارجيته سيكرس لبحث المبادرة الخاصة باليمن. تعجيز في غضون ذلك، قال مسؤول في اللقاء المشترك طلب عدم ذكر اسمه إن صالح فرض شروطا تعجيزية قبل التوقيع على المبادرة التي تنص على رحيله. ووجه صالح دعوة إلى الصحفيين لحضور عرض عسكري الأحد المقبل بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين للوحدة اليمنية، لكن شباب الثورة أكدوا أنهم يحضّرون لإقامة "حفل كرنفالي" بهذه المناسبة. وقال مسؤول اللجنة الإعلامية للاحتفال وليد العماري إنه سيجرى بشارع الستين في صنعاء "بمشاركة كل الفئات اليمنية، وكلٌّ يرتدي زيه الخاص، تحت شعار: لا مبادرة لا حوار، والرحيل آخر قرار". وسينظم هذا الاستعراض العسكري وسط أوضاع متوترة في العاصمة اليمنية حيث تسيطر على شمال صنعاء وغربها قوات قائد المنطقة الشمالية المنشق عن النظام اللواء علي محسن الأحمر، في حين تسيطر القوات الموالية للرئيس صالح على الأنحاء الأخرى.