(رويترز) - طرح الحزب الحاكم في اليمن احتمال توقيع الرئيس علي عبد الله صالح لاتفاق يوم الاحد من شأنه ان يسهل خروجه من السلطة بينما صعدت واشنطن من ضغوطها على الرئيس اليمني كي ينقل السلطة. وجاءت هذه الخطوة كتحول غير متوقع بعد يوم واحد من ظهور تعقيدات في اللحظات الاخيرة بدا انها عرقلت توقيع الاتفاق الذي يلزم صالح بالتنحي خلال شهر من توقيعه لكنه يمنحه الحصانة من المحاكمة لضمان خروج مشرف له. وقال مسؤول بالحزب الحاكم ان الاتفاق قد يوقع يوم الاحد. وقال مسؤول يمني معارض ان وسيطا خليجيا أكد أن صالح سيوقع يوم الاحد على الاتفاق الذي صاغته دول مجلس التعاون الخليجي التي تأمل ان ينهي شهورا من الاحتجاجات التي اصابت الاقتصاد اليمني الهش بالفعل بالشلل. وكانت الولاياتالمتحدة والسعودية هدفين لهجمات جرى احباطها لجناح تنظيم القاعدة في اليمن وهما حريصتان على انهاء الجمود السياسي هناك لتفادي وقوع اليمن في فوضى اكبر قد تسمح لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب بحرية اكبر في الحركة. وصعدت واشنطن من ضغوطها على صالح كي يوقع الاتفاق وينفذه وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطاب ادلى به يوم الخميس بخصوص السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط ان على صالح ان "يستمر في التزامه بنقل السلطة." وتصاعدت الضغوط على اليمن من جانب دول الخليج التي قالت ان وزراء خارجيتها سيجتمعون يوم الاحد لبحث الازمة لكنها لم تدل بأي اشارة في بيانها عن حفل توقيع. وقال مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ستة اعضاء في بيانه ان الوزراء سيناقشون في اجتماعهم نتائج احدث زيارة للامين العام للمجلس لصنعاء بشأن المبادرة الخليجية لحل الازمة في اليمن. ويطالب المحتجون الذين يشعرون بأن مظاهراتهم اليومية فشلت في الاطاحة بصالح بابعاد الزعيم البالغ من العمر 69 عاما على الفور بعد ان حكم اليمن لمدة تقارب 33 عاما. وهدد المحتجون بتكثيف حملتهم بتنظيم مسيرات تتجه للمباني الحكومية وهي خطوة أدت الى اراقة مزيد من الدماء الاسبوع الماضي عندما أطلقت قوات الامن النار لمنعهم. وتسببت الاضرابات في توقف التجارة في الكثير من المدن. وقال علي نعمان وهو ناشط من مدينة اب جنوبي العاصمة صنعاء "نريد أن يرحل الرئيس من السلطة بأي سبيل. ومادام الاتفاق يتضمن هذا فسنؤيده." وكان صالح الذي تغلب على محاولات في الماضي لتحدي سلطته أشار في أبريل نيسان الى أنه سيوقع الاتفاق الذي توسطت فيه دول الخليج ولكنه رفض التوقيع في الساعات الاخيرة. وقال في ذلك الوقت انه لن يوقع الاتفاق الا في حدود سلطته كزعيم للحزب الحاكم وليس كرئيس. وقالت المعارضة ان الاطراف اليمنية وافقت يوم الاربعاء مرة أخرى من حيث المبدأ على الاتفاق بعد ادخال تعديلات طفيفة عليه بشأن من يقوم بتوقيعه وبأي صفة يوقع. وقالت المعارضة ان صالح كان من المقرر ان يوقع بصفته رئيسا للبلاد ورئيسا للحزب الحاكم. ولكن الاتفاق انهار بشأن من سيوقعه من جانب المعارضة. وقالت مصادر مطلعة ان صالح ضغط كي يكون ياسين نعمان اليساري الذي يتولى الزعامة الدورية للمعارضة الموقع الرئيسي على الاتفاق. وقالت مصادر قريبة من المحادثات ان المعارضة فضلت محمد باسندوة وهو شخصية معارضة مرشحة لتولي منصب رئيس الوزراء المؤقت. وأضافت المصادر أن المعارضة وافقت في وقت لاحق على أن يكون نعمان أول الموقعين من المعارضة مع ابقاء باسندوة في قائمة التوقيعات الاضافية ولكن صالح رفض وانهار الاتفاق. وقال سياسي مستقل ان الحزب الحاكم قال ان صالح مستعد لتوقيع الاتفاق لكنه يريد أن يتعامل فقط مع أحزاب المعارضة المعترف بها قانونيا والاعضاء في البرلمان وهو ما ينظر اليه على أنه استبعاد لباسندوة.