في منطق الحوار الثقافي أَن يكون المُحاور وُجْهةً وُثقى للمُحاوَر، فتَنتُج عن الحوار ثمارٌ إِبداعية يحتاجها القارئ كي يكوِّنَ أَو يصحِّح أَو يصوِّبَ فكرةً من أَجوبة الحوار يكون السائلُ بَرَعَ في استخلاص مضمونها وهو يطرح السؤَال.
وهي ليست عملية سهلة، (...)
قبل سنتَين تمامًا (الخميس 24 سبتمبر 2020) كتبتُ أَولَ مقال في «الرياض»، وكان عن عظمة اللغة العربية، وعنوانُه: «عبقرية المثنى». وها أَنذا أَكتب المقال الأَخير (ويحمل الرقم 104) عن عظمة اللغة العربيةكذلك.
ذلك أَنني قرأْتُ في «الرياض» (عدد الخميس 22 (...)
إِذا كان اللقاء عن قربٍ بات في السنوات الأَخيرة من الممنوعات «كورونيًّا»، فقبْل قرنٍ من اليوم، كانت لوحات سوريالية تستبق ما بلغناه اليوم من لقاء عن بُعد، تفصل سُورياليًّا بين أَشخاصه مسافاتٌ ومساحاتٌ ومساقات.
منذ أَعلن أَندريه بروتون (1896-1966) (...)
حين يصبح النقد في بيئة أَدبية وجهًا آخَر من النقض، تنتفي المسافة بين النقد والنقض، ويفقد الناقد صدقيَّته فيتحوَّل ناقضًا كل ما يراه أَو يكتبه أَو يقيِّمه.
من هنا أَن بين ما يشوب شعرنا اليوم (كما في كل عصر سابق): وقوعه في مِحنة النقد. والعلاقةُ (...)
يُعزَى إِليه أَنه «أَبو اللُغة الإِيطالية» لأَنه كتب رائعتَيه الخالدتَين «الحياة الجديدة» و»الكوميديا الإِلهية» بِلَهجة توسكانا المَحْكية حين كانت اللغةُ اللاتينيةُ الفُصحى في أَوْج عظمتها وبها تَصدُر مؤَلَّفات كبار الشعراء في القُرون الوُسطى، ولدى (...)
أَكتب، أَمامي كتابُ وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية للعام 2019، وهو ثَبْتُ نشاطها الثَرّ لعامٍ واحد منذ إِنشائها، مع تطلُّعات إِلى آفاق ثقافية بعيدة.
طبعًا، أَعرف مُوْقِنًا أَن الوزارة، منذ 2019 حتى اليوم، طالت أَشواطًا من تلك الآفاق. لكن (...)
بين القرنين السادس عشر والثامن عشر برزت ظاهرة مسرحية جديدة في إيطاليا، لم تلبثْ أن تعممَت على كل أوروبا.
إِنها «الكوميديا دِلْ آرتي» (Commedia dell'Arte all›improvviso) وهي ليست مسرحية عادية ذات نص مكتوب وإِخراج مُسْبَق، بل ترتكز أَساسًا على براعة (...)
أَستغرب ما يطالعُني أَحيانًا من أَسئلةٍ، خطيةٍ في رسالة، أَو مباشِرةٍ بعد ندوة لي أَو أُمسية شعرية، كيف أُصرُّ على اتِّباع الأُصول في الشعر، وكيف أَعتبر طافرًا على الشعر كلَّ مَن لا يتَّبع أُصوله العروضية.
طبعًا أَستغرب. فكيف نفرض اتِّباع الأُصول في (...)
من زمان لم تعُد تُذكَر معالِم باريس إِلّا ويُذكَر في طليعتها برج إيفِل.
وقلَّما زار سائح عاصمة فرنسا إِلَّا وارتقى هذا البرج والتقط صورة عند قمته.
فمنذ نُشُوبه في قلب باريس قبل 133 سنة، وهو موقع ثقافي عالمي يقصده السيَّاح من كل العالم، لا يكونون (...)
أَستأْذن اليوم صديقي "الأَديب الشاب"، فأَقطع عنه في هذا العدد الحلقة 11 من سلسلة رسائلي إِليه، كي أُجيب القارئ أَحمد م. عُليَّان الذي كتب إِليَّ رسالة إِلكترونية أَقتطِع منها الآتي: "الأُستاذ الشاعر هنري زغيب، تحية وبعد، أُتابع في صحيفة "الرياض" (...)
في تقليد "جائزة نوبل": تسليمُها سنويًّا نهار العاشر من ديسمبر في ذكرى وفاة مؤَسسها العالِم السويدي أَلفرد نوبل (21 أُكتوبر 1833 - 10 ديسمبر 1896)، وهذا ما جرى نهار الإِثنين 10 ديسمبر 1996 (بعد 100 سنة على وفاته)، يوم تسلَّمَتْها الشاعرة الهولونية (...)
بدا لي، خلال مناقشتنا مقالَ الخميس الماضي، أَنْ أَشكل عليكَ التفريقُ بين القصيدة الجديدة وتلك المتجدِّدة من القديم.
هنا الفرق وشروح مواكبة.
القصيدة المجَدِّدة هي بنتُ القصيدة التقليدية. تُشبِهُ أُمَّها لكنها ليست أُمَّها. فيها جذورٌ من عصر أُمِّها (...)
علامة هذه «الصبية التسعينية» (وُلدت في 15 ديسمبر 1930 في قرية توام غراني، غربيّ إِيرلندا) أَنها تُدير كتفَها للعمر، ووجهَها للمستقبل، وقلمَها للحياة، ولا تتوقَّف عن كتابة. كأَنما الكتابة سُرَّتُها مع الخلود، سرُّها مع العافية الأَدبية، ومسارَرَتُها (...)
في ختام رسالتك الأَخيرة، سأَلْتَني عن التجديد في الشعر ومساراته، متابعًا سؤَالَك السابق عن التأْثيرات والتأَثُّرات. وهنا جوابي:
المناقبيةُ في الأَخلاق لا تَهرَم. والشمسُ قديَمةٌ ولا تتجدَّد. مع ذلك، ليس من يقوم بثورة على الأَخلاق السليمة بحجة أَن (...)
سأَلني صديق يتابع مقالاتي في ملحق «الرياض» الثقافي، لِماذا في معظم مقالاتي «أُهاجر» إِلى مواضيع عالَمية أَكثر من تركيزي على مواضيع عربية في شؤُون الآداب والفنون. وكان جوابي الطبيعيّ بأَن المواضيع العربية تحفل بها صحف ومجلات عربية كثيرة جدًّا، (...)
منذ نصف قرن تمامًا (1972) أَعمل في حقل الصحافة الثقافية، بل لا أَعمل صحافيًّا إِلَّا في هذا الحقل. ولذا أَنِسْتُ إِلى بادرة «النادي الأَدبي» في الرياض، تعاوُنًا مع «هيئة الصحافيين السعوديين» وفي مقرّها، بالدعوة إِلى اللقاء المهني مع الكاتب والشاعر (...)
منذ نصف قرن تمامًا (1972) أَعمل في حقل الصحافة الثقافية، بل لا أَعمل صحافيًّا إِلَّا في هذا الحقل. ولذا أَنِسْتُ إِلى بادرة "النادي الأَدبي" في الرياض، تعاوُنًا مع "هيئة الصحافيين السعوديين" وفي مقرّها، بالدعوة إِلى اللقاء المهني مع الكاتب والشاعر (...)
الذين شاهدوا فيلم جيمس كاميرون "التايتانيك" (1997 - بكلفة 200 مليون دولار) تبيَّنُوا منه تفاصيل دقيقةً لم تبلغْهم من مراجع أُخرى عن تلك الكارثة التي ارتج لها التاريخ وهزت العالم قبل 110 سنوات، وما زالت حتى اليوم عرضة لمجموعة من الأَسئلة الكبرى.
تلك (...)
من معالِم شخصيته المتعدِّدة أَنه تزوَّج أَربع مرات في حياته القصيرة، وأَنه كان متعدِّد العلاقات الشخصية والمهنية، مراسلًا صحافيًّا حربيًّا خلال الحرب العالمية الثانية، غطَّاسًا ماهرًا على الأَعماق، مُصارعَ ثيرانٍ لافتًا، صيادَ طيورٍ بارعًا، كثيرَ (...)
لاحظتُ من رسالتك الأَخيرة اهتمامَك بالشعر ومدارسه، بما يحمل من تأْثيرات وما يحتمل من تأَثُّرات. وهذا الأَمر يعنيني كما يعني كل شاعر ذي تجربة ومسيرة ومسار.
لعلَّ أَكثر ما يشغل الشاعر المعاصر، وجودُه بين تَبَعيّة مزدوجة: الحديث الغربي المتنامي والقديم (...)
زيارةُ الرئيس الأَميركي جوزف بايدن المملكةَ العربية السعودية مؤخراً، يَفتح الحديث عن هذه المؤَسسة الدستورية الأُولى في الولايات المتحدة الأَميركية، والهيئة التشريعية الرئيسة في نظام سياسي ذي جَناحين: مجلس الشيوخ ومجلس النواب.
غير أَنني أُشيح هنا عن (...)
في رسالتكَ التي وصلَتْني أَمس، تساؤُل مُحقٌّ يُقلقُك: "أَيُّ المواضيع يَصلحُ أَن يكون في الشعر، وأَيُّها لا يمكن أَن يكون؟".
جوابي الفوريّ أَن الأَساس ليس الموضوع بل الشاعر الذي يتولَّى صياغة هذا الموضوع شعرًا. وكما صرتَ تعرف رأْيي في هذا الأَمر، (...)
في سياق اهتماماتي بلُغتِنا العربية الأُم، تابعتُ الأُسبوع الماضي ما يقوم به "مجمع الملك سَلمان العالَمي" من جهد ساطع في تعزيز العربية لغةً عالَمية (صحيفة "الرياض" - العدد 19736 - الخميس 7 يوليو 2022)، تنسيقًا مع "معهد العالَم العربي" في باريس، (...)
جاءَتْني من السيد أَحمد الزاهد رسالة إِلكترونية مطوَّلة أَكتفي منها بالمطلع كي لا أُثْقِلَ بطُولها على القرَّاء.
من المطلع: "الأُستاذ الشاعر هنري زغيب: أَنا من قرَّاء صحيفة "الرياض"، وأُتابع مقالَك الأُسبوعيّ "في رحاب الرياض"، وخصوصًا منه السلسلة (...)
تتعدَّد تعريفات التراث، وتبقى أَبلغَها كلمةٌ واحدة: الذاكرة. وكما في فقدانها انهيارُ الشخص فالشخصية فالكيان، كذا في فقدانها انهيارُ ماضٍ الأُمم وتاليًا جسر تقدُّمها في كيان التاريخ.
من هنا اعتمدت منظمة اليونسكو سنة 1989 توصية «الحفاظ على التراث (...)