عِلمُ الموتِ الرصين
يمنحُ ألمانيا درسَ الحياة.
أدركَ «بول سيلان» هذا وهو ينظرُ إلى النهر
تحت جسر باريس
شاعرٌ يستعيد تجربةً أحيتْ شعباً
فيما يستعد،
بأجنحته الصغيرة، القفزَ إلى موته.
تذكرتُ «بول سيلان» هنا،
في بيت «هاينريش بول»
الأبعدَ من جهتين
البيتُ (...)
في غفلة الغابة
تنمو شمس في شجرة متسارعة
شعاعها أغصان تمتد وتلتف
فالغاية تستضيف الغريب بشرط الأجنحة وللعرائش أن تحمي العتمة
في أردان الليل.
وتجاعيد الفجر
من ثكنتها الخفية
ترقب الساحرات خطوات ناحلة
لسيقان الأفق
تسقط من منافذ الغبار
في شباك (...)
الكتابة وأختها
رفيق
أصلحْ حذاءَك
سوف تمشي كل هذا العمر
وحدَكَ في مهبّ المستجير بفطنة الأسرى
ستمشي مستعيناً بالكتابة وحدها
قدماك ضائعتان
لا يؤويك بيتُ،
تخرج عن صراط الناس،
أصلحْ في حذائك خيطَه وشريطَه المحميّ،
تمشي في ظلامٍ ظالمٍ
ويطوفُ حولك … (...)
ورشة الكلوروفيل
الكلوروفيل
يَضْلعُ مائلاً على قدمٍ مخشوبةٍ
ويسبقُ أبيه في الغابة
يلهو بنشارة الشجر في ورشة العائلة
يتدرَّبُ على تدريْمِ أرومتِه بعد نشرها
يعدُّ العدّةَ لها
يسحلُ لها المسامير ويصقلها
يُحسن معالجة الخشب
لكنه لا يَغْبِطُ (...)
شمسُ البريد
مخطوط
وضعتُه في غامضات النهر
كي يغفوَ رحيماً في يدٍ ممدودة في الليل
في غيمٍ
ويمسحَ عن كتابي غفلةً في النحو
أرخيتُ العذابَ لكي أنامَ
فلم أنَمْ.
*
منذ اندلاعِ النص
في خوفٍ وفي ولعٍ
وكنتُ مُضَرَّجاً بزفير أخطائي
فكُفَّ الآن عن توبيخ (...)
مِقعدٌ جالسٌ هناك
فتية الكروم
قميصُه من النجوم
ياقتُه مرفوعةٌ
وشعره مهدولٌ على كتفينِ بعيدين
وَصَفته الريحُ في فهرس الطهاة المدربين
يحترف ابتكارَ الطقس والطبيعة
ويحرّر الهواء :
تعصفُ كي يهطلَ النعناعُ في قفَّتِه
تُمطر لكي يُغسلُ الأرزُ على (...)