في غفلة الغابة تنمو شمس في شجرة متسارعة شعاعها أغصان تمتد وتلتف فالغاية تستضيف الغريب بشرط الأجنحة وللعرائش أن تحمي العتمة في أردان الليل. وتجاعيد الفجر من ثكنتها الخفية ترقب الساحرات خطوات ناحلة لسيقان الأفق تسقط من منافذ الغبار في شباك الهواء مستكشفة الطير والوحش وفراشات النوم ومواقد السهرة لتأخذ مكانها في ليل الوحش شمس تحسن مكالمة الغابة وفضحها واستعادة هيبة الضوء فيها تضع بذورها في مسارب الريف تشرب الماء القديم في جيوب مخبوءة وتنتظر في أحلام الطفل تتفتق أجنتها في شتلات الورد بصيلات تنبثق خصلة بعد خصلة تنمو وتنشأ مثل الأخبار فتصير في الزرع الأليف وتشعر بمتعة النجم في عتمة الجسد فتدرك أن الشمس هي بنت الغابة وهي أمها في آن. في القرية الكبيرة في محطة القطار من رصيف ساهم في عقابيل الغابة وشعب باسل يحز صدأ القضبان الهاربة كما لم يعبر قطار عليها منذ الأبد وكأننا ، في المنتظرين، لا أحد. نصعد العربة وبغية نرى المدينة دون أن ندرك هل تحرك القطار نحوها أم إن المدينة جاءت لنا فالوقت أقل من قدرتنا على المكان والمسافة أكثر سعة من الطريق القرية محزومة بالغابات والمدن تائهة في الخرائط وكلما نوينا السفر تسارعنا عائدين إلى البيت خشية أن نترك الأشجار وحدها كل شجرة ترتعد فزعاً كلما أجهشت الغابة في بكاء مكتوم. بكاء الكمان الوحيد يحلق منصبا على كبدي لا سماء تصد صريخه الوحشي ولا نافذة ليل عارٍ والهدوء أكثر صراحة من الشمس يأتي الكمان البعيد من بعيد يتضرع لشخص يصغي لبراءة الريف هذا هو الريف وحدتك الموحشة يؤنسها حفيف كائنات الغابة وزفرات الكمان البعيد..