شجرةٌ في الثمالة ثمِلةٌ ترنو إلى عشب الحديقة تريد أنْ تقبّله تترنحُ وتنحني وتتعثرُ بالهواء تلوّحُ بأغصانها كمَنْ يريد أنْ يمسكَ فراشةً خَرَجَتْ تواً من حانة الغابة كَرَعَتْ آخرَ موجةٍ في آخرِ برميل في آخر قدحٍ من تاريخِ الأبنوس وجاءتْ تتفقدُ رعيتَها فدبَّ الحذرُ في كائناتِ البيت والحديقة سارعتُ أمسكُ بها من الخاصرة هنا / الآنَ / فقط انتبهتُ لوظيفة الخَصْرِ في المُلمات: المراقصةُ حيناً وحيناً بيضةُ الميزان في الثُمالة. أطلقتْ أذرعتَها البَضَّة نحوي تهصرُ جسدي بثمارٍ ناضجةٍ في جسارة النمور. عاصفةٌ تحكمُ الفضاء وتتحرشُ بكل ما تطالُه تلك الأغصان الفاتنة بقميصِها الشفيف وأوراقِها التي تفضح مآلات المنفى. ليس للشجرة الثملة حَلٌّ. تلك هي الألوانُ العابثة خفيفةُ الحركة صادقةُ المَكر تَسْبَقُ الخريفَ، تزيِّن الفضاءَ له بالسجَّاد المزخرفِ فيفقد الشجرُ موهبة الاتزان وتبدأ الأوراقُ في تقمُّص السهرة العابثة وفي الصباح ثمة كَدسةُ أوراقٍ تصدّ الباب وتطلقُ ضوءاً ناحلاً من النافذة وتبدأ الغابةُ في المزاعم. يَصحُّ لكَ ليلُ القلق فالهدوءُ يوقظُ الفتنة يستثيرُ الخروجَ في العتمة يفقد النائمُ حكمتَه ويستعيدُ الساهرون ذكرياتِهم عن المدينة وهي تحبس القرى فلا يعودُ … يكفي وليس في ممراتِ الغيم قنديلٌ يؤنسُ قصفَ الحانة قلقٌ يحرس القرى بفهارسَ منسية والخيالاتُ تسبق الخطى وإذا صَحَّ لك ليلٌ ماجنٌّ لن تصدَّ الثعالبَ الصهباء وهي تتبع خيط الشواء لكي لا يثقَ الساهرون في حكاية اللحم النيء مع الثعالب فالحيوان لا يصدق حكاياتنا عنه.