حدث ثقافي بارز تحتضنه رياض المحبة وتجمُّع ثقافي ينتظره مسرحيو الخليج بلهفة باستضافة مهرجان المسرح الخليجي، دلالات الاستضافة غنية بالمعاني؛ فهي تؤكد السعي الجاد لتحقيق استراتيجية وزارة الثقافة التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة ثقافية ويعني (...)
المسرح نافذة خلاقة تلتقي فوق خشبته الأشياء والحكايات والتناقضات، تشتعل فوقه الصراعات، وينبجس الوعي، وتتشكل الرؤى، وبه تصنع الأمم الواعية الغد، قد تكون هذه العبارة التقريرية مدخلاً ملائماً للولوج إلى عمق العرض المسرحي «للنساء فقط» الذي افتتح ليالي (...)
لفتت الفنانة ريم الغامدي الأنظار بحضورها القوي في مسرحية «الغريب عوّد» باعتبارها أول امرأة تصعد الخشبة لتؤدي دور المرأة التي وقع عليها جور المجتمع والعادات والتقاليد قبل أن ينصفها القرار السياسي الذي كفل حقوقها الكاملة في الحضور في الفضاء العام كرقم (...)
لمنطقة الباحة طبيعتها الجغرافية الفريدة التي لم تستغل بعد خصوصاً في مجال المسرح، ومن تلك الأماكن الشلالات التي يمكن استعارتها لبعض الوقت لكي يتم تقديم عرض مسرحي على ضفافها أو في محيطها، وقد تكون عروضاً تخرج بنصوص جاهزة لكنها تطوعها طبقاً لما توحي به (...)
ذات تأمل:
رأيت جدتي «جرادة « -هكذا أسموها لأنها ولدت في زمن طغيان الجراد على مزارع الفلاحين- تؤوب من مرقدها البعيد، انضمّت لطاولة عشاءنا الرمضاني المعتاد.
زوجتي والأبناء والبنات غير مرحبين بمجيئها المفاجئ كونهم غير مستعدين لاستقبال الضيوف اليوم. أما (...)
مدخل:
"ابق حيث الموسيقى والغناء.. فالأشرار لايغنون"
مثل غجري
الأوطان التي تؤمن بدور الفن في تحقيق قيم الحضارة وتعزيز التواصل الثقافي وبناء مجتمعات تتمتع بوعي جمالي هي الأقدر على ضمان المستقبل المزهر.
والدول التي تحلق في آفاقها أجنحة الفن، ويستمر رسم (...)
«توهان»
لفظة ضالّة يقال أنها بقايا كلمة من قصيدة عصماء
سقطت من بيت الشعر ظلت طريقها، لم يعد في مقدورها أن تقفل عائدة إلى بيت القصيد.
هي أيضاً لم تعد تحسن استعادة ما جرى
لذا فهي تمرّ هائمة، حذرة، وحزينة
أثناء مرورها فوق الرؤى
يلمحها متحذلقون؛
أحدهم (...)
ماشي... هل تشعر بما فعلت؟!
هل حقاً انقضت كل السنوات بهذه الخفة؟
يا الله يا ماشي
لا أدري هل تشعر بما فعلت؟
خلق لنا ماشي العمري مساحات نتنفس من خلالها.. ونمارس الحياة، تحولت لي عالماً باهراً، جميلاً ومختلفاً! سنتذكر طويلاً أننا دندنا من رأس ماشي وأننا (...)
يمر الصديق الأثير فهد ردة بظرف صحي حرج أوجعنا، ورغم البعد هو بالجوار فهذه الفترة الحرجة هي أكثر فترة عدت فيها لتأمل وقراءة نصوصه وتتبع جميع لقاءاته في اليوتيوب والبودكاست وأثير الإذاعات بصدق فريد، ربما هو تأثير فقدان حضوره الذي اعتاده الأصدقاء كل (...)
الدأب في ملاحقة المعنى، يأتي أحياناً عبر لقطات خاطفة، وغريبة؛ لكنها تبدو وكأنها تجسيد حيّ لواقع مر.
«مشهدية متاريس»: جاءت خطاباً مسرحياً تبنيناه لننقل به المسرح إلى أماكن تواجد الناس، حينها؛ كان الممثل علي الصافي متراساً فيما كان عبدالإله دباج يلطف (...)
انتشر الجدري في القرية وفي الوقت ذاته دخلت جيوش غازية، تقصف بالمنجنيق بيوتات القرية بلا هوادة. القصف مستمر حتى في يوم الجمعة، وفي وقت الصلاة، حيث كانت القرية تأمل في أن يكون هذا الوقت هدنة.
يُقال إن الصلاة لم تقم في ذلك الأسبوع جراء القصف، تُقتل (...)
«لا أعرف متى آخر مرة شربت فيها القهوة من الشربة وفي فنجان مصنوع من الترابة»، كان هذا ما قاله لي العم سعد عبدالله أبو قدحان -وهو محق في هذا، لأني لم أدرك الزمن الذي كانت فيه الشربة سيدة المجالس في قرانا الريفية-، ما يعني أنها اختفت قبل ما يزيد على (...)
جاءت مسرحية «شبابيك» لفرقة مسرح الطائف من تأليف فهد الحارثي، وإخراج أحمد الأحمري، وأداء عدد من ممثلي فرقة مسرح الطائف على نحو مغاير شكلاً وموضوعاً واشتغالاً، حاملة رؤى إخراجية تحاول اكتشاف خطاب مسرحي يبتعد في كل تفاصيله عن المسرح التقليدي لتتماهى مع (...)
جسم غريب لم نعهده من قبل، أصوات مدوية. حين كان كل شيء يسير على الأرض، جاء هذا الجسم ليرعبنا وهو يحل على ارتفاعات منخفضة.
كنت وأختي الكبرى (زهراء)، نرعى الغنم في بطن الوادي، وحين سمعنا أزيزها للمرة الأولى، (جفل غنمنا) وتفرق فيما أصابنا هذا المنظر (...)
توطئة:
(للخوف أسماء عديدةْ
من بينها ألا نخاف
وأن نرى الصياد
في ريش الطريدة!)
محمود درويش
—————
أخشى أن أستيقظ يوماً فأجد الغيمات قد هجرت كل سماوات الدنيا
إلى أبد الآبدين
هرباً من جحيم مفترض.
أو لربما هرباً من فكرة شيطانية تطاردني
فأنا مصمم منذ (...)
ذات شتاء، كانت الديار تصافحنا كل صباح بمشهد ساحر.
اليوم جدي عاد من حقله الذي يسميه (أبو سُمرة) باكراً وعلى غير عادته.
بلحيته البيضاء التي تشبه سحابة ممطرة على أرواحنا، ها هو يسير باتجاهنا نرى وأخواتي خلفه ضباباً كثيفاً يلفه الجبل المجاور -حينها لم (...)
رحيل موجع وخبر حزين ولحظات مربكة عاشها الوسط الثقافي والفني السعودي، حين تناهى إلى أسماعهم نبأ رحيل المخرج والفنان علي الغوينم أحد آباء المسرح السعودي الحقيقين، بل أحد رهاناته وصناع حاضره وقرّاء مستقبله وعياً ومعايشة عطاءً وإيماناً، صدقاً وصبراً (...)
رحيل موجع وخبر حزين ولحظات مربكة نعيشها وقد تناهت إلينا صدمة رحيل الصديق علي الغوينم وهو واحد من آباء المسرح الحقيقيين بل أحد رهاناته وصناع حاضره وقرّاء مستقبله وعياً ومعايشة عطاءً وإيماناً، صدقاً وصبراً وتصادياً مع الحالة والمشهد.
علي الغوينم منذ (...)
يظل محمود درويش الأصدق حين قال:
"يقول لي جدي دوماً..
بأنّ حيفا أجمل مدن العالم!
أنا لم أرَ حيفا...
وجدّي لم يرَ أي مدن العالم!" (السراة): هي بسملة الضياء، وفاتحة الشروق المبكر، أول طائر من حولنا، في الأرض يغنّى للسماء، صباحها فاكهة للغناء، وليلها (...)
المسرح الحديث مرتع خصب لاستراتيجية الخطاب الضمني، ورواد هذا الخطاب يرونه ضرورياً لأنه كفيل بإشباع حاجة ولوج العمق.
الكاتب والباحث المسرحي «ياسر مدخلي « في نص (الإنسان والآخر) يشذ عن أغلب القواعد في الكتابة الدرامية حين يدخل مختبر الكتابة بنص مسرحي (...)
لمسرح المقهى الذي ظهر في فرنسا أواخر الستينات الميلادية ثم انتشر في بقية الدول ميزة التواصل السريع والتفاعل المباشر مع الجمهور، حيث يعد هذا النوع نقلة نوعية في مراودة الجماهير مسرحياً في فضاءات غير تقليدية بهدف استعادة نكهة المسرح الشعبي وتقريب (...)
يصبح الفن أكثر إمتاعاً حين يغادر قوالبه المعتادة، ويرتقي أكثر حين يحل وسط الناس ويتقاسم مع الجموع الأرصفة، يتجلى سحره حين يتيح جماليته وفرجويته لمن يراقبونه من الشرفات.
وكما كان "ثيسبس" يقدم عروضه فوق عربته للناس من أجل نشره.. يظل مسرح الشارع أوضح (...)
سال حبر كثير عن أهمية المسرح المدرسي، فيما الدراسات والأبحاث التي تحدثت عنه ودعت إلى أهمية تفعيله بوصفه نشاطاً وأداة فعالة في مجال التربية والتعليم وله الأثر الكبير في مخاطبة عقول الناشئة -أكثر من أن تُعدّ-، والحديث عنها يأتي لا معنى له وفائض من (...)
عاش علي الهويريني مثقفاً غير مهادن، يكسّر الأنساق ويهدم البنى التحتية المتعارف عليها، يتوج بلقب أول مخرج سينمائي من هوليوود دون أن يخرج عملاً واحداً، وبلقب المفكر والفيلسوف دون أن يصدر كتاباً واحداً ودون أن يقرأ كتاباً منذ 40 عاماً عدا القرآن.
ذهب (...)
علينا أن نقرر سلفاً أن خطاب المقابر مسرحياً عمل معقد في عمقه لأنه يتعامل مع معانٍ مجردة وأخلاقيات معلّبة فما هو مؤلم لنا مثلاً هو مبهج للحفّار -هذا على الصعيد الأخلاقي، أما على الصعيد المكاني فالمكان موحش وكئيب وصامت في ظاهره لكن في العمق هناك عوالم (...)