توطئة: (للخوف أسماء عديدةْ من بينها ألا نخاف وأن نرى الصياد في ريش الطريدة!) محمود درويش ————— أخشى أن أستيقظ يوماً فأجد الغيمات قد هجرت كل سماوات الدنيا إلى أبد الآبدين هرباً من جحيم مفترض. أو لربما هرباً من فكرة شيطانية تطاردني فأنا مصمم منذ حين: أني في يوم ما سأتفرغ لمهمة مطاردة الغيم -كل الغيم- سأصطادها وسأحاكمها بتهمة ملفقة، سأصدر ضدها حكماً بالسجن المؤبد في كراسة ابنتي المولعة بالرسم. ————– في صغري كنت أراقب (القبرة) أو (الغبيري) وهو نائم على ظهره رافعاً رجليه نحو الأعلى.. لكي لا تسقط فوق البيض الذي أودعه العش. في ذلك المساء الغريب رميت حجراً على ظل الغبيري فأصبته في القلب. يسقط عند قدماي وأذهب في نوبة حزن ظله صيرني قاتلاً. وبجعلني ناقماً على السماء التي أرعبت عمره القصير شقيقه الأكبر يتعاطف معي يواسيني: نعلم أنك كنت تتخيل ولم تكن تنوي قتله أنت صياد حنون هذا ما نؤمن به. ورغم أنكم لا تسألوننا عن الهوية لا بد دوماً من عاثر حظ جميل في كل هرب يموت بنيران صديقة. (لعنته ثم انخرطت دائخ القلب في حزن أكبر)