مدخل: "ابق حيث الموسيقى والغناء.. فالأشرار لايغنون" مثل غجري الأوطان التي تؤمن بدور الفن في تحقيق قيم الحضارة وتعزيز التواصل الثقافي وبناء مجتمعات تتمتع بوعي جمالي هي الأقدر على ضمان المستقبل المزهر. والدول التي تحلق في آفاقها أجنحة الفن، ويستمر رسم الإبداع جديرة بأن تسكن ذاكرة الزمن. ليلة صوت الأرض التي احتضنتها الرياض جاءت علامة على التحولات العظيمة التي تأخذنا باتجاه الحياة. أما عن طلال الذي عرفناه فناناً عظيماً وإيقونة عصر فني بأكمله، فهو لم يكن مجرد اسم فني بقدر ماكان مظهر من مظاهر فوران العصر والنهضة والتحديث، لكن غير المنظور في رحلة طلال مداح الفنية أنه كان شخصية منخرطة في مشروع وطني يشمل الهوية السعودية والعربية والفن والرياضة والشأن الاجتماعي، ليلة صوت الأرض هي رحلة إلى الزمن الجميل بمحطاتها واستحضار لعبقرية فنان وتكوين ذاكرة الأجيال بالعاليات من النغم الفريد. أن تجمع إرث طلال الفني الممتد وتقدمه عبر احتفالية مهيبة تلك خطوة هائلة فيها تأكيد على الراهن السعودي الذي يركز على صناعة وعي قائم على الثقافة والفن وتعميقها في الضمير الوطني وبسطها في العقول والقلوب لكي يتفتح وعي الإنسان على عصره، وتترامى به إلى الحساب للمستقبل، في الوقت الذي تؤكد على إنسانيته وتلهمه قيمه الروحية والاجتماعية وإرثه الفني العظيم الذي كان لطلال حضوره الراسخ فيه. الدرس الأجمل هو الوعي بأهمية أن لا يصبح الفرح مكتوف الأيدي ولا وسيلة له يعبر بها عن نبض المجتمع وعن اهتماماته. شكراً للوطن الذي أعاد طلال للواجهة ليثبت أن طلال مازال راسخاً في وجدان الوطن والمواطن. وسيظل معالي المستشار تركي آل الشيخ قائد الحراك المبهج والمسؤول الواثق الذي يساهم بوعي في ترجمة مستهدفات المرحلة على نحو يليق ويرسخ صورة السعودية كوجهة عظيمة ومركز مهم من مراكز القوى في كل مناحي الحياة. هولوغرام طلال مداح -رحمه الله- وفنان العرب محمد عبده