تحتضن محافظة العلا، تنوعًا طبيعيًا لافتًا بأشكال مختلفة، كما يصور تراثها حياة حضارات مرت على أرضها في عصور قديمة، إلى جانب الفنون والثقافة التي تحتويها، فتجارب المغامرة والترفيه، وطبيعة السكن التي تشكلت من بيئة المكان. «العلا» هذه المحافظة الجاثمة على صدر التاريخ موعودة دومًا بأن تكون قبلة لمحبي العراقة والتاريخ والأصالة، وفي ثنايا جبالها ومنازلها وإرثها الضارب عمقاً في الجمال تنثال حكايات عشق لا تنتهي، سماها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- في أول زيارة له للعلا عندما كان أميرًا للرياض «عروس الجبال» . وهي مدينة الأربعين عيناً والتي تضم في جنباتها مدائن صالح أول موقع سعودي تضمه منظمة «اليونيسكو» إلى قائمتها للتراث العالمي، وإنشاء هيئة ملكية للعلا يؤكد أهمية تطوير المحافظة على نحو يتناسب مع قيمتها التاريخية، وما تشتمل عليه من مواقع أثرية. العلا، أرض الحضارات تفاصيلها تتجاوز حدود المُخيّلة، تجد في كل جانب أثراً وعلامة ترمز إلى عصور قديمة لم تغادر المكان لأن بصماتهم ظاهرة، تشعر بالحنين وتتأكد أن الذكريات تهمس وتحكي دون أن تتأمل وأنت تغمض عينيك، لأن في كل ما تراه هناك بُعدٌ آخر، وعندما تصل إلى العلا فأنت تسافر إلى عمق الماضي، تكون بالقرب من أصوات الأجيال ومستودع الأيام، والتاريخ في محافظة العلا يكاد يروي نفسه، فهو منعكس على الكتل الصخرية برسوماته البارزة والمدهشة التي يعود تاريخها لأكثر من 2000 عام، والطبيعة تحمل الكثير من العجائب وهي مستندة على بعضها لتتشكل بطريقة إبداعية ولافتة، وفي منتصف كل هذه الصحراء واحة وينابيع تمنح الأرض مُستراحاً بارداً وأخضر، جبال متنوعة التضاريس والأشكال والألوان ورمال تحتضنها ونخل باسق رزقاً للعباد، كنز الأسرار ومسرح الحضارات القديمة وأرض النقوش وصلابة تتحدى النسيان، كل ذلك اجتمع في مدينة العلا التي تفردت بالأماكن التي تدفعك للانغماس في التفاصيل والانبهار بكل ما فيها.