منحت النخبة العسكرية الجزائرية الحاكمة للغة العربية طابعاً تراجيدياً حين حشرتها في حسابات الحرب الأهلية الدائرة، وسواء تعلق الأمر بالتوقيت أو بطريقة اعلان تطبيق قرار التعريب، لا أحد من المهتمين بالشأن الجزائري اعتبر ان اسلوب توظيف العامل اللغوي في (...)
يندهش جل الباحثين في تاريخ العلاقات الاسلامية المسيحية من التفجر الهائل لعناصر المتخيل في ما يتعلق بادراك الآخر، لا سيما من المنظور المسيحي الغربي. ويرى مونتغومري واط ان اوروبا الوسيطة افرزت ظاهرتين لا يمكن لأي باحث جاد ان يتعامل معهما بلا مبالاة، (...)
بدا المشهد السياسي المغربي بعد انتخابات 14 تشرين الثاني نوفمبر 1997 وكأنه يعيش "دوخة" فعلية. اذ ارتبكت ارادة الفهم أمام عبثية الوقائع. وتساءلت أكثر من جهة: كيف يمكن لبلد ان يسمح لنفسه، في الوقت الراهن، بإضاعة فرصة أخرى، بعد ان راكم ما راكمه من تأخر (...)
الحديث عن الآخر لا يعني الآخر وحده بقدر ما يكشف عن بعض تفاصيل الذات أيضاً، ذلك أن المجتمعات الأوروبية المستقبلة للهجرة تنعت الفئات التي تقصدها بتسميات تختلف باختلاف السياق الاجتماعي والظرفية الاقتصادية والمناخ النفسي والسياسي الذي يميز الحياة العامة (...)
كلما افرزت حركية الحداثة ظواهر جديدة كلما واكبتها دعوات تقول بموت ظواهر قائمة. والمفارقة - والحداثة في صلبها حالة تاريخية تعج بالمفارقات - تتمثل في كون الجديد يمتد في الحاضر ويغدو واقعاً قائماً، لكن، من دون افناء القديم بشكل نهائي. هكذا سمعنا عن موت (...)
يبرز الخطاب السياسي كلما واجه المجتمع ضرورات الاصلاح او التغيير، وينخرط الفاعل السياسي في المعمعة طمعاً في احتلال مواقع منادية بالاصلاح او كابحة لحركيته حسب ارادات القوة المختلفة التي تعتمل داخل المجتمع، وتواجه الدعوة الى الاصلاح رهانات فكرية (...)
كثيرة هي المفاهيم التي تجد نفسها في حاجة الى اعادة صياغة في ضوء ما يشهده العالم من تقلبات تواكب حركية العولمة. تنتصب اسئلة عديدة حول صدقية الفكر السياسي واهمية الفاعل السياسي في توفير شروط ملائمة لاتخاذ القرار وتنفيذ برنامجه وتدبير الشأن العام، (...)
كيف يمكن أن يتحدد الآخر - والآخر هنا هو الغرب بشكل عام - بالنسبة لفقيه مغربي، سواء تشبع بثقافة صوفية أو حرّكته نزعة إصلاحية أو حفّزه هاجس الكتابة؟ ما هي العناصر التي يستند اليها وعي هذا الرجل أو لا وعيه في طريقة ادراكه للاختلاف الديني (...)
لا يمكن فهم تاريخ الحداثة اقتصاراً على التقاط تاريخ تراجع وانحصار التقليد، مقدار ما ينصب، في الدرجة الاولى، على مواكبة الاوجه المختلفة لتجليات الذاتية. وسواء تعلق الامر بالحداثة الفلسفية او الجمالية، فإنه يصعب على المرء الاحاطة باسئلة الابداع، (...)
كيف يمكن تصور وضع وطن ماحين تسيجه، اضافة الى الجيوش، "اصوليات" متعددة المشارب والمبررات؟ وما السر في كون لبنان، هذا البلد الصغير الحجم، كبيراً في ميزان الوعي والقلب والوجدان ؟.
قد يبدو من قبيل تحصيل الحاصل القول بان ما يحدث في لبنان لا يهم (...)
يتقدم الينا اسامة بن منقذ في "الاعتبار" بوصفه مسلماً، مؤمناً، متشبعاً بالقيم الكبرى للاسلام، وبأطره المعيارية الجوهرية في الوجود والسلوك والعلاقات. وعلى رغم نزوعه الارادي البارز في الشجاعة والاقدام والحرب، قبل اقراره بالقدر واذعانه لمنطق القضاء، (...)
Alain Roussillon.
Reforme Sociale et Identite -
Essai Sur L'emergence de
L'intellectuel et du Champ Politique
Modernes en Egypte.
الاصلاح الاجتماعي والهوية - مقالة حول ظهور المثقف والحقل السياسي الحديثين في مصر.
ED. Le Fennec.
1999.
176 Pages.
تندرج (...)
يتجدد السؤال عن الدولة باستمرار، ولا احد يمكنه الادعاء انه قادر على تقديم تعريف شامل، مانع، ونهائي لها. يتداخل فيها ثقل الماضي، باكراهات الحاضر، وبحسابات المستقبل. كل "تفكير حول الدولة يدور على محاور ثلاثة: الهدف، التطور، الوظيفة". كما يقول عبدالله (...)
كتب الكثير عن موضوع الاصلاح لأنه طرح ويطرح في كل الأزمنة وعلى كل البلدان. نشأت دول وتقوّت بفضل مشاريع اصلاحية وسقطت لأن الفساد دبّ في أوصالها وفي مؤسساتها. غير أنه يتعين التفريق بين الاصلاح والاتجاه الاصلاحي، فإذا كان الاصلاح ارتبط بوقائع تاريخية (...)
لمسألة السيرة الذاتية، في السياق العربي الاسلامي، مكانة اشكالية. ذلك ان الثقافة العربية الكلاسيكية انتجت تراثاً ضخماً من السير والتراجم، لكنها لم تمنح للهواجس الذاتية للكتاب وغيرهم، الا حيزاً ضئيلاً. و"ربما كان اقدم استعمال لكلمة "السيرة" على يد (...)
ات موضوع "العولمة" موضوعاً انشائيا بامتياز. نجده على ألسنة كل الناس، في الشمال والجنوب، والشرق والغرب. يناقشه المختصون في الاقتصاد والمالية والتقنية، ويلوكه السياسيون، ويردده الأساتذة والمعلمون... الخ. موضوع مستهلك لدرجة يتساءل فيها المرء عن مدى حجم (...)
ادريس الكراوي.
المغرب والمستقبل - تأملات في الاقتصاد والمجتمع.
دار توبقال للنشر، الدار البيضاء.
1998.
160 صفحة.
جعلت التحولات الاقتصادية والمالية والتقنية، المواكبة لحركية العولمة، من عالم الاقتصاد والباحث في مجال التنمية والانتاج، شخصاً أقرب الى (...)
للعامل الديني دور محدد في العصر الوسيط. ذلك ما يجمع عليه كل الباحثين بمختلف تخصصاتهم لهذه المرحلة من التاريخ. وسواء طبقنا التقسيم الغربي، أو أدخلنا بعض التعديل عليه، بالتأكيد على خصوصية إسلامية ما، في النظر الى هذه المرحلة، على اعتبار ان ما هو وسيط (...)
أثارت تجربة ادخال احزاب سياسية معارضة في الحكومة المغربية السنة الفائتة اهتمام عدد كبير من المفكرين والاكاديميين والسياسيين، مغربياً وعربياً ودولياً. منهم من دعا الى دعم انفتاح النظام السياسي المغربي على المعارضة التقليدية، ومساندة سيرورة هذا البناء (...)
اختلف الدارسون في تناول اسئلة الفن والجمال العربي - الاسلامي، وتعددت منطلقاتهم ومناهجهم، منهم من يرى ان الفن الاسلامي لايستمد فنيته من كونه فناً قائماً بذاته بمقدار ما هو "فن اسلامي"، اي فن ديني في خدمة رسالة دينية يتأطر ضمن قواعدها ويكتسب شرعية (...)
مؤلف جماعي ترجمة عبدالكبير الشرقاوي
لغات وتفكيكات في الثقافة العربية - لقاء الرباط مع جاك ديريدا
دار توبقال للنشر، الدار البيضاء
1998
232 صفحة
لجاك ديريدا موقع اشكالي في الفكر الفرنسي المعاصر. فهو يمارس النقد الفلسفي بطرق لا تستجيب لقواعد التراث (...)
2 - جدل الصليبية والمسيحية
يركز الباحثون الغربيون، بشكل لافت، على العلاقة العضوية التي قامت بين الظاهرة الصليبية والمسيحية. أعطت الصليبية للمسيحية حياة جديدة. وجعلت المسيحية من الصليبية واقعة تاريخية. بل ان فعل المسيحية المتمثل في الظاهرة الصليبية (...)
حصل تداخل كبير بين عملية توليد الصور النمطية عن الإسلام وبين المشروع الصليبي. وتكوّن المتخيّل الجمعي المسيحي الغربي في تفاعل تام مع الحركية العامة التي انطلقت لاسترجاع المسيحية لسلطتها المفقودة على المصادر التأسيسية للرموز. وقد لعب هذا المتخيل، (...)
سواء كانت حادثة عادية أو "مؤامرة" مدبرة، ساهم فيها "الباباراتزي" أو صنعها عقل جهنمي، فإن نهاية ديانا وعماد الفايد لم تنته بعد. فموتهما لا يشبه موتاً آخر، اذ كان له وقع الارتجاج، في العلاقات والأحداث والصور. ولأن للموت بعداً مفارقاً، كما هو الشأن (...)
في البدء كان الجرح، جرح ذاكرة أو أصل يجرك دوماً الى الانتماء لمنطقة من أكثر المناطق التي كانت في الماضي، وما تزال، مختبراً لكل أشكال المعاناة الانسانية، حيث يكشف الانسان لذاته أنه عدو نفسه. هكذا يستهل عاشور اوعمارة كتابه "نسيان فرنسا، اعترافات (...)