هي حسب الحكايات ليست مجرد عشبه صحراوية او زهرة جميلة بل ان أصلها كما تقول مستمد من حوريات الغابات الاستوائية وبحسب الأسطورة الرومانية فإنها كانت حورية ممشوقة القوام جميلة الى حد الفتنة. وفي أحد الأيام عثر عليها ملك الغابة وهي تراقص ملك آخر من ملوك الغابة فغضب من فعلتها غضبا شديدا. وقبل ان يلقاها وتفاديا لموقفها المحرج حولت نفسها الى زهرة الربيع (ديزي) وهي نفسها زهرة الاقحوان البيضاء ولذلك ارتبطت هذه الزهرة بسمة التواضع والبساطة والجمال وكثيرا ما تلجأ الفتيات في بعض الثقافات الى استشارة هذه الزهرة لمعرفة المستقبل مع فارس الاحلام ولا زال الأولاد حتى الان عند هؤلاء يصنعون منها عقودا يضعونها في اعناقهم او يزينون بها قبعاتهم ذلك لارتباطها حسب معتقداتهم بالبدايات الجديدة وبالرومانسية والخصوبة والولادات الجديدة الاقحوان (زهرة اللبن) او زهرة الذهب ويبسطها بعضنا لينطقها بالاسم الشائع لدينا في السعودية والخليج القحويان وهي عشبة ربيعية تعد من أشهر نباتات الصحراء الربيعية التي انتشرت هذا العام وبشكل غير مسبوق على مساحات واسعة في المناطق الربيعية وفي منابتها المعتادة المتمثلة في الأراضي الرملية اللينة ومن اشهر منابتها المعتادة نفود الثويرات لتشكل لوحات بديعة تموج باللونين الأبيض والاصفر وهي تمارس عادتها التي يجهلها الكثير منا حيث ان الزهرة تطبق او تغلق بتلاتها (الأوراق البيضاء المحيطة بالزهرة) على قلب الزهرة (القرص الأصفر) ليلا وتفتح في النهار ولهذا سميت أيضا بعين النهار ونشأ عن هذا النشاط تعبير يستخدم لوصف شخص ينام جيدا في الليل (مثل زهرة الاقحوان) كما يقولون. وتتميز هذه الزهرة الرقيقة أيضا بتاريخ غني واهمية ثقافية لا تقف عند هذا الحد بل انها أصبحت أداة وصف استحوذت على قلوب عباقرة الادب والشعر فوصفها شعراء النبط بأسنان محبوباتهم لشدة بياضها ونقاوته مثل قول بن عمار في الفيته المشهورة: «الثاء» ثمانه حبَّ رمان طايف أو قحويانٍ في رياض العطايف متمثل بالزين سيد الرهايف عمهوجة فيها من الحور شارات ومن قصيدة بن حصيص المشهور من خبر جار ذبح بالود جاره بالمبيسم والثنايا المرهفاتي المطوع لو يشوف اخديد ساره طبق المصحف وعجل بالصلاتي ريق ساره سكر له في غضاره او حليب بكار عرب مسمناتي والثنايا قحويان في زباره نافل نوره على كل النباتي قال عنها النويري بأن أكثر الشعراء العرب شبهها بثغور الحسنوات وقال الازهري: له نور ابيض كأنه ثغر جارية حدثة السن وذكرها الاعشى في قصيدته ميمونة قائلا: وتضحك عن غرّ الثنايا كأنه ذرى اقحوان نبته لم يفل تلألؤها مثل اللجين كأنما ترى مقلتي ريم ولو لم تكتحل. وللأقحوان رمزية أخرى بحسب الوانها فلكل لون رمزية مختلفة ومن أشهرها على الاطلاق اللون الأبيض كذلك الأحمر والبرتقالي والازرق الذي يعد نادرا الا انها لا تخرج في مجملها عن الحب والنقاء والتفاؤل والافراح وترمز كذلك الى ولادة او بداية شهر ابريل او شهر أيار في التقويم الميلادي. وفي اليابان تعد نبته ذات أهمية ارستقراطية ويقام لها مهرجان سنوي تقليدي في تاريخ التاسع من الشهر التاسع لارتباطها بالعائلة الإمبراطورية وتعد زهرة الاقحوان شعارا لها بستة عشرة بتله وتمثل عدد افراد الاسرة الإمبراطورية في البدايات الأولى. ولهذا حملت كثيرا من المصنوعات اليابانية شعار الزهرة مثل السيوف اليابانية العريقة ذات الجودة العالية. كذلك على بعض المصنوعات الخزفية. وهناك أيضا الختم الامبراطوري الياباني الذي اختير على شكل زهرة اقحوان ومحفور من ستة عشرة بتلة بلون اصفر او برتقالي ولا يسمح باستخدامه وفقا للدستور الا من قبل الامبراطور نفسه. الأقحوان أقحوان نفود الثويرات ختم الأقحون الامبارطوري سعود المطيري