في الوقت الذي تُدمر فيه المتاحف والآثار استكمالاً لعمليات إبادة الشعوب وحضاراتها، يأتي كتاب سسيولوجيا الحضارة الكنعانيّة – الفينيقيّة، للعميد الدكتور فردريك معتوق كقطعة أثريّة نادرة تُقلبها بشغف المعرفة وأسئلتها، الكتاب الذي جاء ضمن سلسلة اجتماعيات (...)
كنشيدٍ للتشظي، يتهدهد في موسيقاه قوافل الموت التي تسوق إنسانيتنا كل يوم إلى العدم، وبصوتها العذب الذي يتمرد على اليباس فيُحيي حواسنا الكامنة، والمدثرة بالضجيج، تُغني أميمة الخليل قصيدة «ظلالنا» -ألبوم زمن- من ديوان نحّات الريح للشاعر هاني نديم، التي (...)
بين فتنة الأسود، وشهوة اللون، حكمة الماضي العتيق بتراجيديته، وأمل الغد وفرحه، تكشف موهبة الفنان حسان زهر الدين عن نفسها، كقطبين للخلق، زهر الدين أستاذ فنون بالجامعة الأمريكية في بيروت، مواليد 1970م، نحّات يستخدم الحفر على الزنك مادته الفنية الأولى (...)
المدينة التي سكنتك فاستكنت إليها.. تُشعل بخور الضباب لاستقبالك
تتكاثف في سمائها الأسئلة، بعد غياب مفاجئ، احترفته الحدود وأمعنت في وجعه بروتوكولات السفر..
الوجوه.. دعوة لحوار الوجود
تقرأ: هنا سيرة عُمر..
مكتوبة ناحية الدهشة أو ناصية القلب..
هنا مغبون (...)
في هذهِ الأيام الموجعة، حيث يتردد ذكر الأحساء بعد فجيعة الوطن بشهدائها، تذكرت أحد أيام دراستي في جامعة الملك فيصل، حين استدعتني عمادة الجامعة من أجل التواصل مع أحد أعضاء اللجنة التعليمية بالتنسيق مع العمادة، وذلك بعد انقضاء فصلٍ دراسيّ علّمني فيه (...)
من المعروف أن المسرح هو «أبو الفنون»، وقد جاءت أبوّته التاريخية هذه، ليس لكون خشبته رحابة ومدىً يتسع لكل الفنون الأخرى فقط، بل لكونه المنبر الإعلامي الأول للحضارات، حيث كانت فُسحته عتبة بين عالم «الآلهة» – عند تلك الحضارات – وبين الشعب، فقد ارتبط (...)
أن تكون مُربياً في الزمن الصعب، فتلك مهمة جندي بسلاحٍ من فرح!! سلاح تواجه بهِ كل جيوش الخوف والحزن والخديعة، ورداءة فوّارة من كل زوايا الحياة.
هي أن تكون شاهداً أميناً لحَكايات سوداء. تضطر لأن تكتبها لأطفالك بأقلامٍ مُلوّنة، لئلا يظنوا أن حياتهم (...)
الفعاليات الاجتماعية من أهم الأدوات الكاشفة لطبيعة المجتمع، حيث تقوم على حالة من التفاعل بين مكوناته المتعددة، ولأن التفاعل الاجتماعي ظاهرة حضارية، فهو إذاً حاجة مُلحّة لأي مُجتمع، هذا التفاعل الذي قد يأخذ صوراً من التعاون والصراع، ما هو إلا حركة (...)
قبل تكوّن الهوية الجديدة لبلاد الخليج العربي، التي اصطبغت بجانب كبير منها بموروث الطفرة النفطية، عاش الخليجي تاريخه بين عمق البحر، وأعالي النخيل، بين هذهِ المسافة الشاسعة رسم هويته، حيث ملح البحر يعرفه، وتُدركه أعشاش الطير.
لم يكن غريباً عن الطبيعة، (...)
التحضر فكر وفعل.. وليس ماركة عالمية نختزل هامتنا في اسمها.. التحضر وعي يرفع قيمة أشيائنا فتغدو أجمل بنا بذكائنا بذوقنا بلمسات تشبهنا وتُشير إلينا.. لا أن تُشير -الماركة العالمية- هي إلينا حتى نغدو أجمل بها فيسطو اسم الماركة على اسمنا.. وتتحول (...)
«يواصل الإنسان بناء الأبراج معتقداً كلما قزمته، أنه يزداد بطولها عظمة، وأنه ينسب إليها لا للتراب. ويبالغ في تزيين جدران قصوره بالذهب، وإذا بمعدنه يصدأ بينما يلمع كل شيء من حوله. من أين له هذا الغرور، والحجارة التي رفع بها أبراجه من خلق الله؟ ليتواضع (...)
كثيراً ما نكون في مكان ما، مستشفى، أو سوق، أو أي مكان عام يحوي جمعاً من الناس الذين تجري بينهم تفاعلات إنسانية مُختلفة، غالباً ما تُطبع تلك التفاعلات بنماذج من أفعال التجهم، فعلاً وقولاً وحتى بصمت، تنطقه العيون تجهماً.
نتعامل مع البائع أو الطبيب على (...)
مضى الشهر الكريم بكرمه وبكل ما حمل من نظام حياتي مُغاير عاشته المجتمعات الإسلامية، بدرجات متفاوتة من التغيير -دون أن ننسى ما كان و لم يزل من عدوان على غزة- من ناحية نظام حياتها اليومي. ولا شك أن هذا الشهر الفضيل حمل معه من جملة خصوصياته فرصة لعيش (...)
كأي امرأة تتحضر لمخاضها.. أتوسل الرحمة من فم الصلوات…
وكأي امرأة تكرر أمومتها.. تعرف جيداً كيف تصنع بالوجع جسد طفلها..
لكن ليس لكل امرأة صنع الوجع أمومتها.. أن تعرف كيف للفقد أن يصنع مخاضاً لروحها..
روح الأم الفلسطينية.. وكل أم شهيد.. كيف لها أن (...)
يمرضُ من نُحِب أو يُصِيبهُ هم أو كدر -لا قدر الله- فيصيبنا مما أصابه الكثير.. و منَّا من يتفوق بضعفه ومُصابه على صاحب المصاب نفسه.. تماهياً مع من نُحِب.. أو خجلاً من أن نكون أكثر راحة أوسعادة منه.. تلك حالة متقدمة جداً من العاطفة التي غالباً ما (...)
هي ليست حكاية من حكايات سمرٍ رمضانية، تُنسج تحت فانوس ملوَّن، مع رائحة قهوة على موقد الأصدقاء..
قرطاجة هنيبعل، وروما شيبيو. من هناك بدأت الحكاية التي فرزت العالم إلى شرقٍ وغرب.
قرطاجة المولودة عام 813 ق.م على خليج تونس، ازدهرت كمرفأ تجاري، أزهرت بهِ (...)
«إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليزرعها» *حديث نبوي شريف.
لطالما تردد على مسامعنا أن دلالة هذا القول للرسول (ص) تبين أهمية النخلة، ولم نذهب بتفكيرنا إلى أبعد من حدود ذلك التلقين، لم نُبصر أن تلك الفسيلة هي كناية الأمل، واختزال الأحلام، هي دلالة (...)
الاختلاف والتعدد سمتان كونيتان، ونحن كأشخاص نتنوع في ميولنا، ودوافعنا، وأهدافنا وبالتالي في سلوكنا.
بعضٌ منَّا يستمتع أكثر بكل ما يتصل بالماضي، فالحنين ولواعجه، وما حدث له أو لسواه، يشكل محور اهتمام ومتعة، وبعضنا آنيٌّ؛ تتركز متعته في ما يعيشه الآن، (...)
يختلف كلٌّ منا في طريقة إنفاق وقته، فبعضنا يميل لممارسة أعمال يطغى عليها طابع الفائدة مثل الانغماس في العمل، القراءة، أمور ذات طابع جديّ، بينما يميل آخرون لممارسة أعمال يطغى عليها طابع المُتعة، مثل الزيارات الاجتماعية، مُشاهدة التليفزيون، ألعاب (...)
بعيداً عن جدل قدرية الإنسان، وهل هو مسيَّر أم مخيَّر، في حياة كلٍّ منا ثغرات تؤرِّقه، وفيها أيضاً تلال من النعم نستشرف منها الخير والسعادة.
قد تكون الطبيعة البشرية مجبولة على حالة من السَّوية؛ فترى أن كل ما هي فيه من نعم الحواس والصحة، والأهل، وتوفر (...)