«إذا ارتاح الوالد تعب الولد، وإذا تعب الوالد ارتاح الولد»، سمعت هذه العبارة من بعض كبار السن كثيرًا، وقد تجد أحدهم يبني عليها مواقف حياتية كبرى، بل يحكيها بانفعال أبوي، ويسرد بعدها فلسفته في العلاقة الوالدية، التي تبدأ بملاطفة الطفل والتحبب إليه، (...)
شغفي بالقراءة يعود إلى إيماني بما قاله الذين ذاقوا لذتها: «الإنسان القارئ تصعب هزيمته»، «قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي في المدرسة بألف مرة».
بل سئل أحد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيرا؟ فقال: «لأن حياة واحدة لا تكفيني»!!
في مكتبتي أعيش متعة (...)
الكتب هي الإرث الذي يتركه العبقري العظيم للإنسانية، إرث ينتقل من جيل إلى جيل، هدية إلى أولئك الذين لم يولدوا بعد (جوزيف أديسون).
لقد تتلمذتُ على أيدي أولئك العباقرة خمسين عاما كافية أن أنتقل إلى مرحلة الكتابة التي بدونها تصبح مجرد القراءة كوبَ قهوة (...)
تُرى هل بقيت (الكتب) جزءا من جوائز التفوق والإبداع في مؤسساتنا التعليمية؟ أم أن ردود الأفعال من بعض الطلبة وذويهم ممن عصفت بأذواقهم وسائل العصر، وحرمتهم من لذائذ منادمة خير جليس، ومن تنشق روائح الأوراق المعتقة في مخازن التاريخ، جعلتهم يبحثون عن (...)
على طريقي إلى (القيصرية)؛ حيث دُكان جدي رحمه الله تعالى كانت عناوين القصص في مكتبة الفلاح لصاحبها الأستاذ إبراهيم الطريري رحمه الله تعالى - تسرق عينيَّ مني حتى أكاد أسقط، تجذبني الرفوف المكتنزة بمؤلفات العقاد والمنفلوطي والرافعي وأحمد أمين حتى أميل (...)
أزمزم ذكريات طفولتي وهي تتطاير كالفراشات المزركشة من قمقم مخيلتي، بمجرد أن مسحتُ جانبي فانوس العمر، وابتسامات الزمان والمكان تشعل من حولي قناديل الفرح والبهجة، هناك في (الكوت) حيث كان الحي منزلا وأسرة، كل الأمهات أمهاتي، فهذه أمي عايشة، وتلك أمي (...)
أسئلة تعيشها بعض الأسر في هذا العصر المائج بالمتغيرات المتسارعة باتت تحتاج إلى إجابات؟
هل نحن نعيش بالفعل في بيت واحد؟
هل كل منا جزء من الآخر.. يحبه.. يشتاق إليه.. يفتقده.. يحن إلى قربه؟؟.
أم أصبحنا غرباء ونحن بين جدران متراصة نسميها (بيتنا)!! بينما (...)
كيف يمكن أن نعيد تحرير السؤال الهائم في أزقة حيرتنا، حين نتناول قضية علاقة أولادنا وطلابنا مع التقنيات؟
السؤال التقليدي يقول: كيف يمكن أن أحمي ولدي من ضرام التقنية؟
والسؤال المحدَّث يقول: كيف يمكن أن أربي ولدي بالتقنية؟
مجرد الانتقال من السؤال الأول (...)
هل يمكن أن تكون الاستجابة للسلوك العدواني الذي تغري به الجماعات الإرهابية بعض شبابنا بشعارات دينية خادعة، ذات جذور نفسية ممتدة إلى ما كانوا يشاهدونه في أفلام الكارتون صغارا وأفلام العنف شبابا، وما يمارسونه من ألعاب تتمحور -في أساس فكرتها- على الصراع (...)
أطفالنا وهم يشاهدون البرامج المطبوخة لغيرهم من أطفال أمريكا واليابان وكوريا وغيرها من دول العالم، يتلقون التصورات الأولى عن كثير من الأشياء والعلاقات التي تتم بين مفردات الحياة من حولهم، مع البشر، والحيوانات، والجمادات، بل حتى مع بعض المغيبات.
وبناء (...)
من يستبعد انتقال العدوى من أفلام الرسوم المتحركة إلى أطفالنا يجهل ناموس التأثر والتأثير، فإن تأثير ما نشاهده ولا نعتقده يتم بطريقة غير ملاحظة أحيانا، بل يظهر على المدى البعيد من خلال النشأة على نمط حياتي معين، وهو المشاهد في جيل أطفالنا الجديد.
وفي (...)
أكثر من ثلاثين قناة تنطق بالعربية، تستهدف أطفالنا، بعضها مجرد واجهة عربية لمضامين أجنبية، وبعضها أسماؤها أجنبية، وكل ما فيها أجنبي مترجم، ومدبلج بمعايير منخفضة جدا في الجوانب العقدية والأخلاقية والتربوية.
وغالب هذه القنوات خلت مواقعها التي تمثلها (...)
في عالم يموج ويتداخل ويتثاقف بلا حدود، يتنامى القلق على أطفال اليوم وقادة المستقبل، ومهما حمَّلنا المجتمع والمدرسة والمسجد والإعلام من مسؤوليات، تظل الأسرة هي المحضن الأول، والحصن المسؤول عن حراسة المعتقد والقيم والفضيلة وبناء الشخصية وكيانها، (...)
أن يسطو لص على أموالك، على سيارتك، على أثاث بيتك، على وثيقة من وثائق ممتلكاتك، كل تلك سرقات تضطرب لها النفس، وتفزُّ لها الأعصاب، وتقتدح نارَ الحزن على مُقَدَّراتٍ سُكبت في سبيل تحصيلها الجهودُ والأوقات والمغامرة حتى بالنفس أحيانا!
ولكن أن يسطو مجرم (...)
يا الله.. ما هذا الذي حال بين الابن وأبيه، والزوج وزوجه، والحبيب وحبيبه!! غرّبَ الإنسان في بيته؛ حتى كأنه لا يعرف من فيه!!
آباء وأمهات وربما أزواج وزوجات يصيحون:
في بيتي من يحتضن الجوال كأنه طفل مريض، وينام معه في السرير.
وفيه من يطفئ أنوار الغرفة، (...)
اعتقادي الجازم الذي أدين به لربي عز وجل بأن (الأسرة الآمنة) هي صمام الأمان لمجتمع آمن، ووطن مستقر، ومستقبل وضيء، وهو الذي يدفعني لاختيار هذا العنوان أو ما يتسلسل من صلبه لما يتيسر من ملتقيات ومحاضرات وبرامج تدريبية أو إعلامية، ومنها ملتقى (نرعاك.. (...)
أقصد هذه ال(نا) في العنوان، التي أتمنى أن تلحق في ألسنتنا بجميع ما تدشنه الدولة من منشآت تخدمنا بها، حتى ولو كانت بمقابل مادي، قل أو كثر، نذيب بها الجليد الذي يتكون بسبب عدم استحضار المآلات لهذه الخدمة أو تلك، وتزيد الحواجز كلما غضضنا الطرف عن (...)
وصل رُهاب وصمة (العيب) الاجتماعي حدا مؤسفا في بعض بيئاتنا المحلية، حرم بعض شبابِنا من فرص العمل المتاحة، وحرم المرأة من حقها الكامل في الميراث، وحرم بعض ذوي الهيئات من المطالبة بحقوقهم، وهذا الرُهاب وصل إلى حد أن يقبل الرجلُ أن يطلق امرأته ويشتت (...)
كانت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية- حفظه الله- في ديوان إمارة المنطقة الشرقية، التي وجهها لمجلس إدارة جمعية التنمية الأسرية بالأحساء ذات أبعاد عميقة من جانب، وواسعة من جانب آخر، فبعد أن تفضل بالاستماع إلى ما (...)
الثمرة ابنة الغرس، وجودتها ابنة التعهد والرعاية، وهو الشأن مع أولادنا، ومن أجل ذلك أضع بين أيدي المربين والمربيات عشرين خطوة للوصول إلى تحقيق النجاح الكبير في التربية، في الزمن الصعب الذي نعيشه:
1. حدد معه هدفا لحياته؛ يعيش من أجل تحقيقه؛ وكلما سما (...)
العودة إلى الدوام المدرسي يمثل العودة إلى الحياة الطبيعية، فبقدر ما يفرح المربون والمربيات بالإجازة الصيفية بطولها وعرضها، فإنهم يفرحون بعودة الدراسة بعدها، بعد تشتت الأسرة في الإجازة، حيث يتمزق الوقت بين نوم متفاوت في النهار، وسهر يفرق أفراد الأسرة (...)
ثلاثة ملايين شاهد عادوا من الرحاب المقدسة، ممن حج، أو خدم الحجيج يجمعون على أن (الحج) أصبح رحلة ماتعة، تتنقل فيها الروح المؤمنة من منسك إلى منسك لا تحمل هما، ولا تتوجس خوفا، تتمحور هِممُها حول العبادات والأعمال التي تؤديها، لرضا المولى عز وجل، الذي (...)
أبي «وصلت مجهدا من السفر ولم أستطع النوم على السرير المعد لي في المجموعة الطبية التطوعية في مكة، لعدم اعتيادي على هذا النوع من الأسرة».. واسيتُه في الهاتف، وابتسمت في داخلي، يا لها من فرصة ثمينة لاكتساب ما لا يستطيع أن يكتسبه هنا في البيت.
في الحج (...)
حين يُفقدُ أحدُهم لا تدري من تعزي!!
أهله أصبحوا جزءا من ألوف الفاقدين، وربما الملايين.
هكذا يُحلق الفقد المبدعُ فوق سفوح الموت البور، حيث تموت مع الشخوص حتى الأسماء.
في الضفة الأخرى قبور تتشهى المساكنُ المأهولة بالبشر أرج روائحها الفاتنة.
لا موت في (...)
جدران البيت المهجور من العاطفة والحنان والمودة والرحمة تكاد تنطبق عليه كل لحظة وأخرى من الجهات الأربع، لم يعد للحياة طعم ولا معنى، شعور ضاغط بأن انهيار العلاقة الزوجية بات وشيكا، وليست هي المصيبة التي تخاف من وقوعها، بل هي تتمناها، ولكن المصيبة هي (...)