كانت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية- حفظه الله- في ديوان إمارة المنطقة الشرقية، التي وجهها لمجلس إدارة جمعية التنمية الأسرية بالأحساء ذات أبعاد عميقة من جانب، وواسعة من جانب آخر، فبعد أن تفضل بالاستماع إلى ما تقدمه الجمعية من خدمات تخدم المسارات الثلاثة للأسرة؛ البنائية، والوقائية، والعلاجية، وما تقوم به من واجب الإسهام في حماية المجتمع مع التأثيرات السلبية في مجال الفكر والعلاقات الإنسانية، قال سموه: «وأنا أضع يدي في أيديكم»، مشجعا على كل ما تنهض به قطاعات الجمعية المختلفة التي شملت جميع فئات الأسرة، وحرصها الشديد على التكامل مع كافة الجهات الحكومية والأهلية للعمل على تماسك الأسرة، وتفادي الخلاف قبل أن يقع. ثم التفت سموه الكريم إلى الفئات التي تستحق الاهتمام الأكبر، الطفل، والمرأة التي تأخرت عن الزواج، أو فقدت زوجها بموت، أو طلاق، ملمحا سموه إلى أن الطفولة هي مرتكز حياة الإنسان، وأساس مستقبله، فإذا نشأ في أجواء حسنة، تحيط به الوجوه المحبة المبتسمة، والأذرع الحانية، نشأ في صحة نفسية هانئة، فتفتحت أكمام عبقريته، وتبرعمت أزهار مواهبه، ورضع الأمان والاستقرار النفسي من أسرته، وارتبط بها لتكون مصدر دينه وفكره وأخلاقه، فينشأ بعيدا عن الانحرافات العقدية والفكرية والأخلاقية؛ لأنه أُشبع بها وغرست في نفسه في الفترة التي تتشكل فيها شخصيته، وتبنى فيها ذاته. وحثه- رعاه الله- على العناية الفائقة ببرامج الأطفال الذين يعدون الفئة الأكثر عددا في المجتمع السعودي، يؤدي إلى ضرورة العناية بتأهيل الوالدين للتعامل الأمثل معهم، تأهيلا علميا يقوم على أساس من التربية النبوية الكريمة، وما تناهت إليه الدراسات الاجتماعية والتربوية والنفسية من حقائق العلم ومهارات التربية القويمة. وأما اهتمام سموه بالمرأة التي لم تتزوج أو فقدت زوجها بموت أو طلاق، فمنطلقه أن سعادتها واكتمال تحقيقها لذاتها يتحقق أكثر وهي مع زوج يحترمها، ويقدرها، ويتكامل معها لتحقيق الحياة الطيبة، وتهيئة المنبت الحسن للجيل الجديد، وكل من الجنسين محتاج إلى الآخر حاجة ماسة، يلبي معه احتياجاته النفسية والبشرية ويكون سببا في تحقيق حاجاته الوالدية. وقد أصدرت الهيئة العامة للإحصاء يوم الأربعاء (2 نوفمبر 2016)، بيانا أوضحت فيه معايير تحديد الفتيات اللاتي تجاوزن سن الزواج ونسبتهن، وفقًا للعرف الاجتماعي السائد بالمملكة. مشيرة إلى أن 97.2% من الإناث السعوديات يتزوجن عند أعمار أقل من أو تساوي 32 سنة، وأن عدد السعوديات اللاتي تجاوزن (32) سنة ولم يتزوجن: 227.860 أنثى سعودية. إن هذه الفئات تحتاج إلى برامج نوعية خاصة، تبدأ ببرامج (التوفيق بين الراغبين والراغبات في الزواج)؛ لمساعدتهن على الاستقرار الزواجي بطرق آمنة، من خلال جهات رسمية تشرف عليها الوزارة، تقطع الطريق على المتاجرين والمتاجرات بمشاعرهن، وتثني ببرامج تساعدهن على التوافق مع الذات والآخرين خلال فترة الانتظار، باستكمال التعليم، واستثمار الملكات، والإسهام في تنمية المجتمع بروح إيجابية من خلال عمل حكومي أو خاص أو تطوعي أو أهلي، والعناية الفائقة بتربية أولادهن في حال كونهن أرامل أو مطلقات لهن أولاد. إنها رسالة من (أمير الشرقية) إلى كل جهة اجتماعية أو أسرية في المملكة العربية السعودية حملتها جمعية التنمية الأسرية بالأحساء.