«امرأة»من تكونين يا امرأة
لا تجيء سوى في الغياب
وعند احتراق المواسم
ألمحك الآن عابرة
شارع الروح
تنتظرين لقائي
مكلّلة بالهوى المتوحّش
والزمهرير
***
جسدي متعب
نازلا في ظلام المسافة
والعزلة القرويّة
تأخذني للبعيد البعيد
أنا لم أعدْ فارسا
سيروّض فيك (...)
قبل نحو شهر، ينقصُ أو يزيدُ قليلاً، وتحديدا في 3 فبراير، احتفل العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه بالذكرى ال45، لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم (ديسمبر 1898- فبراير 1975).
وللحقيقة، كنت في المرحلة الابتدائية لا أطيق مشاهدتها على التلفزيون السعودي الذي كان (...)
قبل نحو خمس سنوات تقريباً، غيَّب الموت فناناً من جازان، اسمه، أحمد محَّة، من مواليد قرية الحمى، رحل هذا الفنان دون ضجيج إعلامي، ودون تأبينات صحفية وهاشتاقات. استمعت لأغنياته، أنا وعدد كبير من أبناء جيلي، قبل ظهور ما يسمَّى بالصحوة، أواخر السبعينات (...)
بما أن جميع العشاق يحملون معهم
عند العودة بعض التأملات
كنت أنتظر من يدكّ هذا الحجر
الواقف على مرمى بصر من قلبي
كانت محاولة يمكن أن يحالفها الحظ،
طالما الأغلال خاملة، ولا تحسن الظن سوى
بالوزن والقافية.
لم أعتد هدايا عيد الميلاد، كنت فتى
أتطلع عبر (...)
بمجرد ذكر الموسيقار الدكتور (طلال) تتهادى إلى ذاكرتنا صور الفن الأصيل، الفن الذي يزداد تألقه كلما تقادمت عليه الأيام، وتوالت السنون، شبيهاً بالذهب والذكريات، وكالوطن في عيون المنفيين والمهاجرين. طلال لا يقدم ألحانه للفنانين الذين يشدون بسمفونياته، (...)
ما من شك في أن الملاحق الثقافية شكلت أرضية مهمة لكثير من الأدباء في العالم العربي من المحيط للخليج، وكانت مع المجلات الأدبية المكان الأنسب، وربما الوحيد لينشر الشاعر أو القاص أو الناقد مادته الأدبية من خلاله.
والحق أن هذه الملاحق الأسبوعية قدمت عدة (...)
رغم فيض الكتابة لا أستطيع
التخلص من عطشي..
قد تكون مجازفة
بعد منتصف الليل
بحثك عن أثرٍ لرجال
تولّوا بلا سببٍ مقنعٍ.
عندما تحضر الكلمات
سيحتاج قلبك أن ينفض التيه..
ها أنت ملتحف بالمجاز
تخطّيت منعطفات القرى
لا سبيل لها...
سوف تغسل رجس المدينة،
تخرج (...)
أنت أوّل من يصعد الآن يرفع كأس الهوى ويغنّي على لذّة من فراغٍ لك البحر سجادة وغيوم من المطر المتوحّش أطفو كما قمر في الأعالي أنا العشب فوق النوافذ والقهر تحت الرؤوس أعاشرُ أزمنة تتكسّر أبراجها مثلما زهرة في الإناء ...
كان يقذف أسماءه في الهواء ويمضي (...)
- حان الوقت لنصحب الحدائق للنزهة.. كفى أنانيّة!
- أيها الليل: لا تهزأ من ضلالي المبين، وحكمتي الفاجرة.
- الشرفات التي لا تطلّين منها، حجارة صمّاء.
- هل كانت القصيدة شريكا لنا في الغواية..؟ هكذا تسألين كلّ صباح.
- ما من مائدة، إلا وكنت فاكهتها.
- (...)
دائما تتعثر قلوب الصبية في شراك عباءتك عندما ترفعينها قليلا.
**
صغيرا كان، عندما استنسخوه من سلالة أصنامهم، ولاذوا بالفرار.
**
حان الوقت لنصحب الحدائق للنزهة.. كفى أنانيّة!
**
أيها الليل، لا تهزأ من ضلالي المبين، وحكمتي الفاجرة.
**
جسدكِ ينتفض حين (...)
(1)
يسألونك
بعيدا عن الجهات التي تدفعك
إلى التهلكة،
إلى قبر تطهر بملح جنوبي
سوف تختزل الهزيمة
ثم ترمي بها للغيب.
لا يعدو الأمر أكثر من غيبوبة،
أو لغو، يهذي به السفهاء
في ساعة الاحتلام.
يسألونك:
عن المخيلة حين تفيض عن الحاجة،
عن الكتابة إذ تباغتك (...)
إطار قديم
بعدما ذهبوا
كانت العين لؤلؤة في تراب النهار،
تخوض الممالك
لست وحيدا، ستنجو، ومن بعدك الأهل
سوف تنام، وعينيك مفتوحتين على
صورة في الإطار الزجاجي
أنت الذي لم مد هذا الطريق إلى البحر،
فض احتراب السنابل،
خط الكلام على ثوبه.
كان يمشي (...)
لا أجد حدثا في هذا العام يضاهي حدث الحرب العالمية الأولى التي وقعت في مثل هذه السنة قبل مئة عام، حدث ولا شك مدّ ظلاله على القارة الأوروبية كافة، غير أن أولئك القوم تجاوزوا خلافاتهم، وثاراتهم العرقية والدينية والثقافية، رغم ما تجلبه الحرب من مآس (...)
نزوات
سوف تندلق النزوات كثيراً
تظل تراوغنا
هل سنحفر قبراً لأسرارها
ثم نختار من أي نافذة
يخرج الخائنون
سنسهر
نرقب أنفاسها، وهي تخرج
كالسهم في ساعة واحدة
مِنْ هنا أو هناك
ستبقى تعلمنا كيف نستقبل الغرباء
كيف يمكننا النوم دون حبوب مسكنة
الخطى (...)
بوسعه أن يهتف بالشعارات، والسير جنباً إلى جنب
في ركاب الحقيقة،
بوسعه الذهاب باكراً للحلم بأقلّ كلفة،
بوسعه إيجاد معجم شرس للكلمات الأليفة التي يربّيها الشعراء
عادة في قصائدهم،
بوسعه كذلك أن يكتب سيرته الذاتية في عشرة أيام، أو عشرة أسطر على وجه (...)
غزل فاحش
فيما مضى، كنت أرعى البياض في ضواح فاسقة،
أحصد الفواكه التي ترتكبها البساتين المرفهة،
أكتب مرتبكا وأنا أغمض أجفاني،
وأقامر برأسي المكتظة بالفوضى.
أود كثيرا من الحماقة أبادلها الغزل الفاحش.
لا نجمة تقرع نافذتي بعد العشاء،
لا قمح تحت سريري (...)
يعلن الليل عصيانه
لم يعد ممكناً أن تحاصر هذا العراء وحيداً، لأنّ الظلام يشدّ الوثاق عليك، يحثّ الخطى، صوب عزلتك الأبدية، حيث البنايات تجلس عارية، تتضاءل شيئاً فشيئاً.
كأنّ الفتى ما زال منتظراً، قبل أن يعلن الليل عصيانه.
لم يعد ممكناً أن تخبّئ هذا (...)
هل أنا غير
هذا الدم المستقيم
يمارس ضحكته دون ذاكرة.
كخيال النعاس رفاقي،
تلمّستُ بعض الذي
يستبدّ بهم،
سائرين على طلقات الغياب،
أراقب صورتهم تتكسّر من
وهج الشمس.
أنت تكابد مشهدهم
في انتظار الرياح التي تستعيد منازلها.
أيها السالكون:
كثيرون مرّوا، (...)
1
يعرف حزن الحرير
كان يعرف هذي المقاهي،
الطريق إلى بيته،
الفراشات في الصبح،
وجه أخيه الذي يتفجر مثل الينابيع في طرقات المودة،
يعرف حزن الحرير إذا لم يعد للغواية
أعرفه طيبا كالعواصف
يحبو على شهوات تثير الغرائز
تعلو إلى هدأة الروح
لكنه لا يجيد حساب (...)
الشجرة التي في كتاب الجغرافيا، كانت تضع رأسها على كتفيك، قبيل النوم!! اكتشاف متأخّر.
الحزن راية بيضاء في ساعات الهزيمة، قنّاص ماهر يتقن التصويب نحو القلب.
الموتى، لم يموتوا أبدا، ما زالوا في ذاكرتنا، وربما أكثر مما لو كانوا أحياء!
لا يوجد عمل حقير (...)
شذرات
ليس بمقدورك أن تكرر النسيان نفسه وتتحمل وحدك مخاض الذكرى.
أبي.. لا أتذكر عنك إلا القليل، لكنك في وجوه الناس كلهم.
لا أريد أن أتظاهر بأنني أكثر فصاحة من الجحيم.
ليست لدي حماسة لعقد صفقة مشبوهة مع العالم.
فقير كل من يتسول النشوة ويستند على حائط (...)
كي لا تجوع الغيوم
هكذا..
سوف أطلق ما في حديقة بالي
لكيلا تجوع الغيوم التي
تلد الماء، والكائنات الجديدة
تأوي إليك طيور بأجنحة لا ترى.
هل تُروّض في السرّ أسماءها، وتحوك قميصاً
على وشك أن يقول كلاماً لها.
ستحدّق في حجر
نصّبته التقاليد حولك
مثل المسجّى (...)
1
ربما
ربما تقبل الآن،
في ساعة السهو،
أو تتساقط في دمعة المحبطين،
تقاسمنا لغة تتراكض في ساحة خالية.
ربما لغة من نخيل وشوق مصفى..
ستأتي على غيمة تتخفى بذاكرتي،
سأعد المساءات وحدي،
أزخرف آنية الكلمات
فإن حضر الليل وشحته بالنعاس.
داخل الحجرة (...)
سفر
سفر مثقل
ودم لا يغالط
صاحبه،
مثل نجم
يشم المنازل
من خلفها
سعف النخل،
يسترجع الآن
رؤيا الكتابة
تعشب كالتمتمات
ترمم وعثاءنا
فوق حبل الغسيل.
كأن لم يكن
غير هذا الهباء المعتق
مثل الصدى
قد يجيء.
كمن يهمز الريح
عض على
مستهل الغناء
لن ترى غير
وجه (...)
1
الرؤيا
ثمّ أدلف بوابة الغيب، أحصي النساء اللواتي حبلْن بظلّي، وأرضعْنه
من نشيد القرى.
ها أنا أرجم البحر، والراغبات عن العشق - والأرض مشمشة -
يا أبي قد رأيت الكتابة ساجدة تحت عرشك، والصحْب حولك، أبصارهم
دونها رمحك الجاهلي.
ليس وحدك من يعرف السرّ؛ (...)