بوسعه أن يهتف بالشعارات، والسير جنباً إلى جنب في ركاب الحقيقة، بوسعه الذهاب باكراً للحلم بأقلّ كلفة، بوسعه إيجاد معجم شرس للكلمات الأليفة التي يربّيها الشعراء عادة في قصائدهم، بوسعه كذلك أن يكتب سيرته الذاتية في عشرة أيام، أو عشرة أسطر على وجه الدقة، ويفتح الرابط المحجوب في صفحة التقاليد. بوسعه أن يستسلم للقلق رغم أنه بحاجة لتعلّم مهنة الصيد. كان بخلاف ذلك؛ يودّ أن يرهق حواسه، ويعمي عينيه عن الصدف التي تتعقّبه بحرقة. كان يتهيأ لهذا الأمر ويتدرب عليه، يقيس قامته بميزان الفجيعة، … ذلك كله حين كان فتىً في الخامسة عشرة من عمره.