غزل فاحش فيما مضى، كنت أرعى البياض في ضواح فاسقة، أحصد الفواكه التي ترتكبها البساتين المرفهة، أكتب مرتبكا وأنا أغمض أجفاني، وأقامر برأسي المكتظة بالفوضى. أود كثيرا من الحماقة أبادلها الغزل الفاحش. لا نجمة تقرع نافذتي بعد العشاء، لا قمح تحت سريري أهبط في الظهر إليه، وأعد هزائمه بعد المطر. أنام على عجل تقريبا، وأصعد درج الأسماء.. اسمك، يأتي في ساعة متأخرة، شبيها بالحمى، بالبرق الذي يلمع في الجهات الأربع، كالأطفال حين لا يعرفون طريقة للتعبير غير البكاء. لم يكن يهمني عد الطيور فوق أغصان القصيدة حل الكلمات المتقاطعة في الوقت المجرح بالانتظار حرائق اللوعة التي تتصاعد من الصور الفوتوغرافية، حتى الفجر لم أعد أكترث له حين يخاتل الفلاحين قبل موعده بقليل اسمك فقط، كان هاجسي، من قبل ومن بعد. عما قريب يمكن العثور على الشذى الذي تجمهر فوق غصونه وما كان يرويه في السر للأرصفة. الذاهب في القيظ الطفولة لا تتوقف عن الرعشة طوال العمر، الطفولة تعرف كيف تسير بحرية داخل غيمة من نحاس، كيف تقرأ المدى الجامح، المدى الذاهب في القيظ. اعتقد أن ما يقوله مجرد نزق يسيطر عليه بمطرقة الكتابة غير أن الأمر كان أسوأ بكثير أسوأ من الريش الزاهي على المفردات المفردات المسفوحة أسفل كعوبهم المفردات التي تتقافز على النوافذ كالقطط، المفردات الصاعدة للبنايات بحثا عن الدفء الخالص تفتش عن باب مفتوح، بين أول الشارع، وآخر العذاب. المفردات ذات اللون الفجائي المفردات التي ترفرف على الخواء، المفردات التي يمسد أطرافها في المهرجانات الرسمية، المفردات التي يتباهى بها، ويلتقط لها الصور التذكارية. يوما بعد يوم، كانت تقاسمه الخبز، والجحيم، وهشاشة الأرض. حلم معطل في غرفة نومه يرتمي على فراشه بكامل موته يتأمل مراهقته التي احتلت الجزء الأكبر من قصائده كانت تغفو مستلقية وهي تحدق في أزرار قميصه هي الآن ترفع كفها لتحصد الهواء العملاق، وتجرج سبابته تنتظر الرعشة في فصل فاسد فصل عاري الرأس فصل بلا مستقبل فصل تفرقت به السبل بلا مواعيد مباغتة. في غرفة نومه خيبة قاحلة ليل صيفي يتمدد على شاشة الحاسوب حلم معطل حلم يورق عندما تنظر له النسوة المحجبات حلم يقضي الساعات على تويتر حيث الأصدقاء يصبغون وجوههم بالأغاريد الحجرية ويتحلقون كالنسور على «الهاشتاق». كان يحتاج لبكاء ضخم في هذا الفضاء الالكتروني. غيم لا يرهن أمطاره الصباحات مرت من هنا قريبا من المنازل التي يحرسها غيم لا يرهن أمطاره منازل تعبرها طيور تكشف عن صدرها بمهارة وأحاديث خائبة لا تطمئن لأحد، أحاديث لا يصدر عنها غير حصى مراوغ. الصباحات المؤسفة القت نظرة أخيرة على وجهك الملطخ بالنشيج حدقت في آثامك التي لم تتب منها آثام تشبه العجوز المرسومة على طاولة الطعام -طاولة لا أعرف الكثير عن علاقتها المتهورة بالمطبخ- الصباحات التي أجبرت الموت على النشيد تجري الآن في عروقها مصائر من رماد، ووجوه تتشظى عنوة وجوه تذهب راضية للسعير.