بعد ظهيرة يوم الاثنين 8 شوال 1433ه اتصل بي أخي الفاضل، الذي أحسبه إن شاء الله من البررة وماسحي دموع اليتامى والمعوزين طامعاً في الجزاء من رب العالمين، الشيخ عبدالعزيز بن علي الشويعر، الذي يتلقى العلاج في ألمانيا، وقد أخبرني بتماثله للشفاء، فحمدت (...)
ربما تتفق الاتجاهات الفكرية في تحديد مفهوم لأي نشاط من أنشطة الحياة فيترجم الحديث منها ما كان سابقاً من باب الصدفة البعيدة عن السرقة والسلب للحقوق الخاصة، ومن تلك المصادفات فيما قد اشتهر في زمننا اشتهاراً دولياً ليس له نظير في عموميته، ما نعرفه (...)
وأبو نواس هو تويس كان في استراحتنا في روضة سدير، وقد جلبنا له عناقاً في سِنِّه تؤانسه ولقبناها بأم نواس، ولقد صحّت الكنية وأصبحت حقيقة عندما استولدها أبو نواس تويسا شابهه من حيث اللون «ومن شابه أباه فما ظلم».
وكنت قد خاطبته قبل أن يكون أبا بالأبيات (...)
منذ (25) سنة أي من عام 1405ه فتحت باب ديوانيتي في منزلي بحي الريان بالرياض مخصصا يوم الثلاثاء من كل أسبوع ليكون يوم ندوة في الأدب الشعبي، فتوافد الأصدقاء والأخلاء جزاهم الله خيراً، فجعلوها ندوة مسائية أي تبدأ من بعد صلاة العصر حتى بعد صلاة العشاء (...)
ختم الشاعر المعاصر الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي قصيدة له قوامها (18) بيتاً مزج فيها الخيال بالواقع والفلسفة بالمشاعر، وصنف بها ما يدغدغ النفس ويسرح به الخيال الشاعري خاصة فيما يدور في فلك الحب ومعانيه المختلفة والمتنوعة مما يحرك الخيال وتراه (...)
قلّ من الناس من يدفع الشر بالشر، والتشارر والمشارّة لا تأتي بخير إنما تنافي الصداقة والمصادقة التي ينشدها الكثير من الناس ويلتمسون الطرق المؤدية إليها ولو بأتفه الأشياء، لأنها مبدأ من مبادئ الأمن النفسي ومنهج من مناهج الحياة السلمية التي يتقرر مع (...)
من الناس من يشبه بتميزه في أسرته عمود الخيمة التي لا تنصب ولا يكون لها فائدة إلا بها، فهو الذي يشكر عندما تذكر أسرته، بل تنال بسببه سمعة طيبة، لأنه بطبعه وخُلقه تقاس أخلاق وطباع جميع أفراد أسرته، فيعمها ثناء الناس ومديحهم له، ومن هذه الزاوية التي (...)
وله العاشق البعيد عن معشوقته يجعله يضرب مهامه الأمنيات ويغوص في أعماق المستحيلات ليخرج بتمنيات يرقص بها قلب محبوبته ليجعلها في عالم بعيد عن أحلام عاشقها بعداً إذا ما تصورته لتقطع قلبه ولهاً عليه إذ لا وسيلة تنقل إليه مشاعرها بالحرف أو بالمشافهة، (...)
من الملاحظ أن من الناس من يقرأ بعض الأشخاص الذين يراهم بما تقع عليه عينه من هيئاتهم، وأشكالهم وتصرفاتهم، وربما منطقهم فيصبح بمجرد نظرته بين شك وريبة وظن ويقين في الشهادة لأي إنسان من جملة من يخالطهم، ويعايشهم ولا يعرفهم إلا بأسمائهم فقط.
وليس (...)
عند افتتاح المدارس وبدء الدراسة سمعت مجادلة حادة بين أبي فارس وزوجته أم فارس، وقد ارتفعت أصواتهما وكان حديثهما الصاخب يدور حول شراء ما سيحتاجه أولادهما الستة مما تتطلبه الدراسة، وكان أبو فارس قد ابتدرها بالحديث متألما مما لم يستطع تحقيقه من متطلبات (...)
نقرأ في تراثنا العربي أوصافاً للبلدان وتفصيلات عن مواقعها وأدب سكانها وعاداتهم وتقاليدهم، وذلك فيما يكتبه أصحاب الرحلات الذين يرسمون فيما يكتبون عنها صورة ربما تغني القارئ عن السفر إليها، إذ ينقلونه لنا بأجنحة كلماتهم الواصفة لما رأوه من طبيعة (...)
كثيراً ما يحصل الانسجام بين شخص وآخر بسبب توافق طباع أو عادات أو تقاليد فيكون ذلك سبباً للتواؤم والاختلاط والألفة بل وربما الصداقة والتآخي، وليس ببعيد أن يتجانسوا في حياتهم الاجتماعية وصفاتهم الخلقية، بل وربما مستواهم الثقافي، بل ربما يكون من تلك (...)
اخترت منذ 25 عاماً يوم الثلاثاء من كل أسبوع ليكون ديوانية أفتح باب بيتي لها من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء واستمر ذلك التوقيت (18) عاماً، طابعه الأدب الشعبي، وكان يتخلل الاجتماع بحث في الشعر العامي القديم وإلقاء قصائد وسماع حكايات شعبية طريفة (...)
من الشعراء من لا تتأخر عن قراءة ما يكتبه، لقناعتك بما يطرحه من أفكار ترى الوقوف عليها أمراً ضرورياً والاستئناس بما تحمله شيئاً حتمياً، وذلك لما فيه من فائدة، ولكونه يصاغ في عبارات قصيرة وبليغة يجد فيها القارىء متعة ذهنية وأدبية، لأنها لا تخلو من (...)
العلماء الفضلاء يحرصون على نظم الحكم مرتبة في أقوالهم، بحيث يجعلونها في إعداد ليسهل على المتلقي حفظها وتكون من شواهد أحاديث المجالس الأدبية وغيرها من الاجتماعات التي تميز الحديث فيها بما هو مختصر مفيد، مما يروى عن السلف، منسوباً لمن اخترعه (...)
يحصل في بعض الأحيان توافق في اتجاه فكرة شاعر فصيح وشاعر عامي، وكأنما هما يقفان موقفاً واحداً في الظرف الذي أملى على كل واحد منهما ترجمة مشاعره المؤسفة التي تفيض أسىً على الواقع الذي انتهى به زمنه إليه، فأصبح في محطة يصعب عليه، بل من المستحيل أن (...)
تتشابه الأشياء في شكلها وهيئتها، لكننا عندما نعمد إلى البحث في عناصرها وخصوصياتها، بتطبيق التجارب والاختبارات المحسوسة والملموسة، ندرك ما هي عليه من تفاوت بعيد فيما بينها من حيث الطعم الذي يقيم لنا الفرق بين ثمار الأشجار المتشابهة في الأغصان (...)
هكذا قال العوام في أمثلتهم: «بلدك الذي تُرزق فيه لا الذي تُولد فيه» وهو قول فيه لأهل العلم وأصحاب التجارب والفكر والشعر مذهب، ولعل الغالب منهم أولئك الذين يؤيدون حب الانتماء لمساقط الرؤوس، وقليل منهم من لا يرى ذلك، ولعل الذي يصنفهم في هذا التعليل (...)
من ذا الذي لا يغنى سوى الله، ومن ذا الذي يبقى ويدوم سوى الذي لا إله إلا هو؟ وفي النص القرآني {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } القصص 88، (...)
لا يكاد المرء في الآونة الأخيرة إلا ويسمع صرير الأقلام مترجمة مشاعر الناس على مختلف مستوياتهم المادية مما تفعله «كاميرات ساهر» في جيوبهم وقد قرأنا الكثير من ذلك على صفحات الجزيرة نثراً وشعراً، وإذا كان الشعر هو أكثر ما أثار الخواطر، فقد قرأت لشاعرنا (...)
صحيفة"الحياة"، التي مضى على تأسيسها أكثر من نصف قرن، لا تمل من اتصالها بالقارئ ووصله بكل ما جد في العالم من شؤون إخبارية وأدبية وعلمية، وهذه الصحيفة ما أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر إلى وهي بين يدي قارئها بانتظام.
لقد حرك هذا النهج (...)
الحياة تتلون في الأعين بحسب رؤية من يعيش في خضمها مسروراً كان أم مستاء، فهي لمن تطيب له خضراء ذات وجه حسن فتطمئن إليها نفسه، وينفتح له برؤيته لها باب عشق الأشياء التي تقع عليها عينه. فتراه مشغولاً بما يرتاح إليه ضميره إذا حل ليله بدأ برنامجاً ليلياً (...)
بعدما نُشر ملف كامل في المجلة الثقافية الملحقة بجريدة الجزيرة قبل ثلاثة أسابيع عن الشاعر إبراهيم الدامغ قال أحد النقاد: (إن إبراهيم الدامغ شاعر ولكن شعره مغلق ومغلف بالرمزية، وقليلٌ مِنَ الناس مَنْ يفهم قصده ومغزاه).
قلت له: (ألا تعلم أنه اختار (...)
ولست مبالغاً إذا قلت إن حي الريان بمدينة الرياض يضم نخبة من الشخصيات المرموقة والرجال الأفذاذ، ولا أريد أن أعدهم عدّا بقدر ما أريد الإشارة إلى أن الدكتور صالح بن حماد العقل، واحد منهم، ويميزه أنه طبيب عيون لا يبخل بتقديم المشورة لمن استشاره من أهل (...)
تختلف مقاييس الفكر والعقل والذكاء والفطنة من شخص إلى آخر، فهذا فطن وذلك عاقل وآخر مفكر، ورابع ذكي إلى آخر ما في قائمة الصفات الحسية وغير الحسية.
وإذا ما اتحد الفكر والذكاء تحت مظلة العقل فإنه يتمخض عن ذلك إبداع في عمل كل ما يحتويانه احتواء طبيعياً (...)