لا يكاد المرء في الآونة الأخيرة إلا ويسمع صرير الأقلام مترجمة مشاعر الناس على مختلف مستوياتهم المادية مما تفعله «كاميرات ساهر» في جيوبهم وقد قرأنا الكثير من ذلك على صفحات الجزيرة نثراً وشعراً، وإذا كان الشعر هو أكثر ما أثار الخواطر، فقد قرأت لشاعرنا الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي قصيدته المنشورة في العدد 13947 يوم الأحد 9 ذي الحجة عام 1431ه وهي قصيدة طويلة وصف فيها شخصاً فقيراً كان يملك سيارة شبه خربة يؤجرها ليعيش عياله فالتهمه «ساهر» وذلك بقوله على لسان ذلك الفقير مخاطباً «ساهر»: تسْلُبُ من جيبي ريالاتهِ فحظُّ جيبي عندها عاثرُ ألفا ريال في مَدَى ليلةٍ وليس عندي عُشرُها حاضرُ مصيبة - والله - بل عثْرَةٌ ليس لها فيمن أرى جابرُ لا تقصِمُ الظهر، ولكنّها شيءٌ ثقيلٌ مُرْهِقٌ قاهِرُ أنا وأمثالي ضحايا لها وليس ذو الأموال والتَّاجر إن تسألوا عن سِرِّ ما أشتكي فهو نِظامٌ، اسمُهُ ساهرُ وبعد فترة قصيرة جداً تحركت شاعرية الشاعر الدكتور حيدر مصطفى البدراني عضو رابطة الأدب الإسلامي، فأنشأ قصيدة في ذم فعل - ساهر - وعدم إنصافه وما يتركه من أثر في نفوس الناس وبالذات الفقراء منهم وقد نشرت في العدد 13955 يوم الاثنين 7 محرم عام 1432ه ومطلعها: حنانك لا تكن جائر علي اليوم يا ساهر ورفقاً بي إذا ما كنت في سيارتي سائر وفيها يقول: أتجعل مؤمنًا برًّا كمثل الملحد الكافر وأردت المشاركة في هذا الموضوع الذي يكاد يكون واقعاً ملموساً يستاء منه الجميع ويتضرر منه الفقير قبل الغني فجاءت مشاركتي بلغة الشعر على النحو التالي: أسأل الناس جميعاً شاعراً كان وناثرْ فيجيبون بصوت واحد ما غير «ساهر»ْ ساهر - جدَّ فأضحى فعله فعل المثابرْ في اصطياد الناس ظلماً عاثياً فيهم وغادرْ يرصد الغفلة منهم مختفٍ كاللص ماكرْ يسلب الأموال قهراً كل جيب منه خاسرْ عينه فيها تساوى مشتكي الفقر وتاجرْ ظلمه أمسى مباحاً ما لمظلومه ناصرْ كاميرات ذات ضوء كاشف من كان سائرْ هو بالمرصاد دوماً منه ما يفلت ماهرْ يبصر الوارد منا وهو بالصادر خابرْ أي جيب ما غزاه إن يكن ذاك.. فنادرْ كم خلا جيبُ فَقير راغم الأنف وصاغرْ بعدما كان مليئاً ضامناً عيش الأصاغرْ ليته يغفو قليلاً ليغُضّ الطرف شاعرْ أو ينام النومة الكب رى كأصحاب المقابرْ فهي ما يرجوه قوم صار فيهم - جدّ - جائرْ فالجزاء عمّ قوياً وضعيفاً صار حائرْ قوله - سدد رجاءً قبل أن - ندبّل - حاضرْ ويصير الضعيف ضعيف ن على من ليس قادرْ محكماً صنع شراك فخه صاد النوافرْ