اخترت منذ 25 عاماً يوم الثلاثاء من كل أسبوع ليكون ديوانية أفتح باب بيتي لها من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء واستمر ذلك التوقيت (18) عاماً، طابعه الأدب الشعبي، وكان يتخلل الاجتماع بحث في الشعر العامي القديم وإلقاء قصائد وسماع حكايات شعبية طريفة صنعتها تجارب ومواقف مر بها أصحابها، ومن كان ملازماً لحضورها شيخ الرواة إبراهيم محمد الواصل- رحمه الله-، والراوية حمود النافع- أمد الله في عمره-، والشاعر أحمد الحماد رحمه الله، ومطوع الشعار الشاعر عبد المحسن العوهلي رحمه الله، وحافظ الأشعار محمد الشرهان أمد الله في عمره، وكان يحضر بعض الجلسات راشد الجعيثن ورديني السهلي، وعبد الله عبد الكريم المعجل رحمه الله، وعدد كثير من الأصدقاء الشعراء لم تحضرني أسماؤهم ولما أحلت إلى التقاعد أحسست بالفراغ الذي يعاني منه المتقاعدون المسنون أمثالي في أول النهار، فاستبدلت آخر النهار وأول الليل بأول النهار لنشغل فراغاً ولده التقاعد من الساعة (8) صباحاً حتى الظهر، لكن الأعضاء الذين كانوا يحضرون الجلسة المسائية لم يبق أحد منهم مواصلاً الحضور، فكان الصباحيون خير خلف لخير سلف، إذ منهم إبراهيم الجلال أمد الله في عمره والأستاذ حمد الصغير وأخو منصور ومحمد الفائز، وسليمان العويس، ورشيد المهلهل، ومحمد العثيمين، وغيرهم كمحمد المحارب ومن لم يحضرني اسمه الآن. وإذا كان لابد من الإشارة إلى الديوانيات أو الندوات والجلسات الأدبية فإنها وفي الرياض بالذات كثيرة جداً فمن تلك الثلثائيات ثلثائية العلامة حمد الجاسر رحمه الله وثلثائية الدكتور محمد عبد الله المشوح وسواهما كثير. ونقرأ في أدب الرعيل الأول أن مي زياد الأديبة المصرية كانت لها ديوانية ثلثائية في القاهرة وكان يؤمها كبار الأدباء كالعقاد، والرافعي وغيرهما. أما ديوانيتي فسيظل بابها مفتوحاً بمشيئة الله كل يوم ثلاثاء وعلى رأي الشاعر المصري إسماعيل صبري باشا بشيء من التصرف في صدر البيت: إن لم أمتع بصحبي ناظري غدا(1) أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء (1) صدر بيت إسماعيل صبري (إن لم أمتع بمي ناظري غداً) يعني مي زيادة.