نقرأ في تراثنا العربي أوصافاً للبلدان وتفصيلات عن مواقعها وأدب سكانها وعاداتهم وتقاليدهم، وذلك فيما يكتبه أصحاب الرحلات الذين يرسمون فيما يكتبون عنها صورة ربما تغني القارئ عن السفر إليها، إذ ينقلونه لنا بأجنحة كلماتهم الواصفة لما رأوه من طبيعة البلدان التي قصدوا للاطلاع على جغرافيتها ومعالمها ومكانها من خريطة العالم، وتاريخ نشأتها، وحضارة أهلها وما حصل لها من تغير في اسمها، وتحول في طبيعة مناخها، أو تطور في حضارتها، أو ما إلى ذلك من الظواهر التي يقرؤونها بأعينهم وأثناء مشاهداتهم، فيصنعون بأقلامهم أدباً يجب أن يقرأ للإحاطة بالعلم بها، وهم بذلك يضعونه في سجل (تقويم البلدان). ومن الأدباء المعاصرين الذين يحرصون على رسم صورة وصفية للبلدان التي يزورونها الأديب الشاعر عبد الله بن حمد الحقيل الذي كثيراً ما يتحفنا بنبذ هي في غاية الأهمية للاطلاع عليها خاصة إذا كانت رحلاته خارج البلاد. ولعل أحدث ما سجله بهذا الخصوص، رحلته إلى اليابان التي ألف بشأنها كتاباً سماه (رحلة إلى اليابان) اشتمل على 107 صفحات وصف اليابان على أنها لؤلؤة الشرق وبلاد الشمس المشرقة وقد ضم 23 موضوعا، وجميع الموضوعات التي اشتمل عليها الكتاب لا تخلو من التركيز على ذكر ثقافة اليابانيين وجميل طبيعتها مع عدم خلو بعضها من شواهد شعرية من نوادر الأدبيات. وعموماً فأنت حينما تقرأ هذا الكتاب فكأنك تتجول في أنحاء اليابان مع أديبنا وشاعرنا الحقيل الذي دوّن في سجل رحلته هذه القصيدة التي خص بها اليابان واستهلها بقوله: يا درة في جبين الكون ناصعة للعلم تسعى وللتصنيع والنظم(1) (1) ص 101 من (رحلة إلى اليابان).