بعدما نُشر ملف كامل في المجلة الثقافية الملحقة بجريدة الجزيرة قبل ثلاثة أسابيع عن الشاعر إبراهيم الدامغ قال أحد النقاد: (إن إبراهيم الدامغ شاعر ولكن شعره مغلق ومغلف بالرمزية، وقليلٌ مِنَ الناس مَنْ يفهم قصده ومغزاه). قلت له: (ألا تعلم أنه اختار لأشعاره عنواناً هو (أسرار وأسوار) فمن لم يستطع اقتحام تلك الأسوار فلن يصل إلى الغاية التي ينشدها الشاعر إبراهيم محمد الدامغ). ولقد حرَّك هذا النقد قريحة الشعر فوقعت الأبيات التالية لا انتصاراً لإبراهيم وإنما وصف لحقيقة ديوانه (أسرار وأسوار) يا حافظ الأسرار بالأسوار كمثل متقنٍ بناء الدار أَلأن الحور فيها مُقصرات كاللؤلؤ المحفوف بالأستار أحسنت حين كننتهن حفظاً عن جاهل ما عُدَّ في الأحرار ما كل زائر للروض يدري بكل ما يحويه من أزهار فبعض الناس لا يُجيد شما لريح الورد أو نفح العرار فدُم بحصنك يا بن العم إني أبارك ما صنعت بالأشعار صناجة البلاد أنت فامضِ بحفظ السر داخل الأسوار