منذ (25) سنة أي من عام 1405ه فتحت باب ديوانيتي في منزلي بحي الريان بالرياض مخصصا يوم الثلاثاء من كل أسبوع ليكون يوم ندوة في الأدب الشعبي، فتوافد الأصدقاء والأخلاء جزاهم الله خيراً، فجعلوها ندوة مسائية أي تبدأ من بعد صلاة العصر حتى بعد صلاة العشاء لمدة 18 سنة، وكان من كبار الذين يحضرونها الراوية إبراهيم الواصل- رحمه الله-، وعبدالمحسن العوهلي رحمه الله، وعبدالله عبدالكريم المعجل رحمه الله، والشاعر أحمد الحماد رحمه الله، وأمد الله في عمر الباقين الذين لم يتمكنوا من حضور الندوة في الصباح. ولما أحلت إلى التقاعد أحسست بفراغ وبخاصة في أول النهار الذي تمتد ساعاته من طلوع الشمس إلى وقت الظهر رأيت أن نحول اجتماع الندوة إلى أول النهار من كل يوم ثلاثاء، وفعلا تم ذلك وما زال وسيظل بمشيئة الله تعالى، وإذا كان للشعر حلاوة وطراوة في جعل مثل هذا الموضوع في أبيات شعرية، أنشأت هذه الأبيات: يا ندوة طاب لي تحديد موعدها فاخترتُ جلستها يوم الثلاثاءِ ضمت من الصحب من نفسي تودهم هم في الظرافة من أزكى الظرفاء التمر حلواؤها والبن خمرتها قد أشبه اللون منه لون حناء فنجانها بعبير المسك تنشقه يساق في أدب بين الأحباء وبارد الماء مسكوبا بأكؤسه تشتاقه أكبد ظمأى إلى ماء كأننا أسرة قد ضمها أدب وطاب منهجها بين الأدباء ما تنتهي جلسة إلا على أمل بوصلها بلقاء بالجلساء ما طال يوم على الراوي وما سئمت نفس تتوق إلى علم النجباء هذي حكاية من زيد ينمقها عن حسن فهم وفي لطف بأداء وتلك قصيدة من عمرو ينشدها ما أعذب الشعر في لحن وإلقاء وللفكاهة دور نستلذ به إذا النوادر رويت عن بلهاء ونستزيد الذي يروي لنا طرفا من كل ما صح من فعل العظماء