الحياة تتلون في الأعين بحسب رؤية من يعيش في خضمها مسروراً كان أم مستاء، فهي لمن تطيب له خضراء ذات وجه حسن فتطمئن إليها نفسه، وينفتح له برؤيته لها باب عشق الأشياء التي تقع عليها عينه. فتراه مشغولاً بما يرتاح إليه ضميره إذا حل ليله بدأ برنامجاً ليلياً يسعد بممارسته، وإذا ولج نهاره في ليله بدأ خطة عمل نهاري يستمتع بضيائه الذي يزيد من طاقته التشغيلية ويجعله يبدأ العمل مع إشرافة شمسه ويقدر الانتهاء منه مع غروب شمسه ليباشر في غده عملاً جديداً. أما إذا تلونت الحياة في عينه بلون أسود تشمئز منه النفس وتبدو عليها المعاناة من النظر إليه، فهذا لا يطيب لعينه منظر ولا ينعش نفسه أي طعم من ملذات الطعوم، ولا يستمتع أنفه بشم أي رائحة من الروائح الزكية. وممن ترجم انقلاب الموازين من حسن إلى سيئ الشاعر الجازاني: عيسى بن علي جرابا، وذلك بقوله: إني نظرت فليس ثمة روضة تهدي الشذى أو جدول منساب وهذا البيت من قصيدة لعيسى نشرت في (الثقافية) الملحقة بجريدة (الجزيرة) يوم الاثنين 11 صفر 1426ه.