ولست مبالغاً إذا قلت إن حي الريان بمدينة الرياض يضم نخبة من الشخصيات المرموقة والرجال الأفذاذ، ولا أريد أن أعدهم عدّا بقدر ما أريد الإشارة إلى أن الدكتور صالح بن حماد العقل، واحد منهم، ويميزه أنه طبيب عيون لا يبخل بتقديم المشورة لمن استشاره من أهل الحي ويصف لهم بعض المراهم والقطرات لمّا يكون عارضا لا يحتاج إلى كشف وتشخيص آلي، وبهذا فإن أهل حي الريان كأنما هم في مستشفى خاص بالعيون. ولقد أملى عليَّ حسن خلق الدكتور صالح ولطف طبعه، واستقامة أدبه هذه الأبيات: يا صالحُ، يا بن حمادِ قد طاب فيك إنشادي ما غنى الطير بالألحا ن وفاض السيلُ من وادي العقلُ فيك مشتقٌ من الاسم وذا - بادي بحلم زانه علمٌ وطبٍ ليس بالعادي طبيبُ عين ذو صفا ت لا تحصى بأعدادِ وأخلاق لها شأوٌ وشأنٌ بين أندادِ والجود فيك قد أضحى لك اللسانُ في النادي فطب نفسا فما أحلى سباقٌ بين روادِ بقي أن أشير إلى أنه لو كان كل طبيب يضع نفسه في مشورة أهل حيه، وجماعة مسجده في بعض الأمور الصحية التي لا تحتاج تشخيصاً، ولا يلزم لها تحاليل، كالنزلات الشعبية التي تصاحب دخول فصل الشتاء، أو فصل الصيف، لأثر ذلك ولو بعض الشيء على خفض عدد مراجعي الوحدات الصحية، وربما على عيادات الإسعاف في المستشفيات العامة. فيا ليتنا نرى انتشار هذه الظاهرة الإنسانية في مجتمعنا الذي يتخذ من مبدأ التعاون في الإسلام منهجاً.