يطلق معماريون سعوديون 14 نوفمبر الجاري مبادرة جديدة للعودة إلى مباني الطين، بدلا من الكتل الخرسانية ، ويستعيد نحو 80 حرفيًّا سعوديًّا حرفهم التقليدية في مجالات البناء بالطين أمام ضيوف ملتقى التراث العمراني الأول الذي يستمر خمسة أيام بتنظيم من الهيئة العامة للسياحة والآثار ،ورعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة. أوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكةالمكرمة المدير التنفيذي للملتقى محمد بن عبدالله العمري بأن أهالي منطقة مكةالمكرمة مدعوون لتجربة ومحاكاة وتطبيق الحرفيين لأنماط بناء التراث العمراني بالمملكة، مشيرا إلى أن الحرفيين المشاركين في الملتقى سيمثلون معظم مناطق المملكة وبصورة مشابهة لما كان يفعله الأجداد في القدم. واعتبر العمري العودة من جديد للمباني الطينية في زمن تتباهى الدول الحديثة وبينها الدول الخليجية بامتلاك أطول برج سكنى مطلبا حضاريا نظرا لأهمية التراث العمراني، والذي أصبح العناية به سمة من سمات الدول المتقدمة:" فكلما تقدمت المجتمعات ثقافيًّا واقتصاديًّا زاد اهتمامها وعنايتها بتراثها العمراني وعملت على المحافظة عليه وتأهيله وتنميته ومن ثم استثماره اقتصاديًّا". ويهدف الملتقى إلى تقييم الوضع الراهن للتراث العمراني الوطني في منطقة مكةالمكرمة ،وإبراز الدور الاقتصادي للاستثمار في مجال تطوير مواقع ومباني التراث العمراني في المملكة، وتحديد المعوقات التي تعترض تمويل مشاريع المحافظة على التراث العمراني وتنميته وإيجاد الحلول المناسبة لتذليلها، ورفع مستوى وكفاءة التنسيق والشراكة بين الجهات ذات العلاقة بالتراث العمراني في المملكة بما يعود بالمنافع الاجتماعية والعوائد الاقتصادية وزيادة فرص العمل في مجال المحافظة وإعادة تأهيل واستثمار مباني ومواقع التراث العمراني. ويتناول المحور الأول للملتقى التراث العمراني في المملكة بشكل عام وفي منطقة مكةالمكرمة بشكل خاص ،وإبراز المواقع التراثية في المملكة ،والقيمة الثقافية والجمالية للتراث العمراني في المملكة و دور التراث العمراني في بناء الهوية الوطنية فيما يبحث المحور الثاني الاستثمار في المحافظة على التراث العمراني وتنميته عبر عرض تجارب ناجحة في مجال الاستثمار في تطوير التراث العمراني وتوظيفها اقتصادياً، ومناقشة فرص ومعوقات توظيف المباني والقرى التراثية. ويتطرق المحور الثالث إلى التعليم والتدريب في مجال التراث العمراني والتجارب التصميمية المعاصرة التي توظف التراث ،ودور الجهات الحكومية والخاصة في تدريب المختصين والمجتمع المحلي في مجال إعادة تأهيل وترميم المباني التراثية، وعلاقة التراث بممارسة العمارة المعاصرة في المملكة، بجانب مجالات المشاركة الأهلية في المحافظة على التراث العمراني واستثماره. ويناقش المحور الخاص بالتمويل الإشكالات التي يعاني منها تمويل المحافظة على التراث وتأهيله على المستوى الحكومي والخاص، وطرح بعض التجارب المحلية والعالمية في تمويل المحافظة وإعادة تأهيل التراث العمراني بينما يبحث المحور الأخير التقنية والكوارث الطبيعية وأثرها على التراث العمراني وسبل الحفاظ على التراث العمراني من العوامل الطبيعية، والخطط الإنقاذية للمباني التراثية، والبناء بالطين وفرص الاستثمار المستقبلي، والاستثمار في تدريب الحرفيين في مجال ترميم وتهيئة مباني التراث العمراني، بالإضافة إلى فرص ومعوقات الاستثمار في تطوير وإنتاج مواد البناء المحلية. ومن ابرز المشاركين في الملتقى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية ،و الشيخ/ صالح كامل رئيس الغرفة التجارية بجدة ،و الدكتور/ عبد العزيز بن سعد المقرن عميد كلية العمارة والتخطيط بجدة ،بجانب عدد من رؤساء شركات التطوير العقاري واستشاريون مصريون في مجال العمارة. ويصاحب الملتقى بعض الفعاليات منها معرض للتراث العمراني بمشاركة الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأمانات المناطق، الجامعات، المكاتب الهندسية، شركات ومؤسسات ومقاولين، الغرف التجارية ،و عرض لحرفي ترميم مباني تراثية وصناعات المنتجات الحرفية في مجال التراث العمران، ومعرض للأطفال (لون وابني مع التراث العمراني) بالإضافة لمعرض لتجارب خمس دول عالمية في مجلات التراث العمراني. ويأتي اطلاق مبادرة العودة للمباني الطينية متزامنا مع تقارير نشرت مؤخرا حول عدم امتلاك نحو 70 بالمائة من السعوديين وإن السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد عربي، ستحتاج لنحو 1.2 تريليون ريال (320.04 مليار دولار) خلال السنوات العشر القادمة لسد العجز الذي تواجهه في الوحدات السكنية، والذي يقدر بنحو 200 ألف وحدة سنوياً معظمها لذوي الدخل المتوسط والمحدود.