اطلعت على نماذج من تغريدات بعض الزملاء العاملين بالوسط الإعلامي بوسائله المختلفة ودهشت لطريقة استخدامهم لموقع تويتر. آراء الزملاء الصحفيين تظهر بصراحة في حساباتهم ويتداولها المئات مع أن بعضهم يحاول أن يخلي مسؤولية وسيلته الإعلامية بتأكيده على أن كتاباته تعكس رأيه الشخصي ولا علاقة للمؤسسة التي يعمل بها فيما يقوله. ما يغرد به بعض الزملاء الإعلاميين يندرج في معظمه تحت بند الإشاعات وغالباً ما يكون انتقادات جارحة تصل أحياناً لشخصيات اعتبارية وسيادية. إن التقنيات الحديثة أصبحت وسيلة لبث الإشاعات ونشر الأكاذيب وإذا كان بعض الإعلاميين هم من يساهم في نشر تلك الأكاذيب والإشاعات فالمصيبة عظيمة لأن الإعلامي قبل غيره يعلم مدى تأثير ذلك على المجتمع وما قد يصاحب تلك التغريدات الشاذة من أذى. إن ما ينشر في تويتر من إساءت وإشاعات لابد أن يواجه بحزم ولابد من سن قوانين وتشريعات تحمي المجتمع ورموزه وحتى المواطن العادي مما يتعرض له من تجريح عبر أشخاص يمارسون العبث والتسلية من خلال ما يسمونه تغريدات. إن المؤسسات الإعلامية الدولية في غالبها سنت تشريعات وقوانين حول استخدام الصحفيين للشبكات الاجتماعية ألزمت الصحفي أن يتخلى عن حقه في التعبير عن رأيه كشخص وأن يأخذ شخصيته "الإعلامية" بالاعتبار، بحيث يكون كل ما يكتبه في حسابه الشخصي أو في الشبكات الاجتماعية متوافقاً مع معايير الأخلاق الإعلامية. إن غياب القوانين التي تحدد المسؤوليات والتبعيات لاستخدامات الشبكات الاجتماعية جعل من التقنيات مرتعاً خصباً للإساءة والتجاوزات والتي طالت في مجملها الوحدة الوطنية. ما نتمناه هو أنه مثلما تعاملنا بشدة مع التغريدات التي تتعرض للمعتقدات الدينية، أن نتعامل أيضاً مع التغريدات التي تسيء للوطن والمجتمع بأكمله لما فيها من إثارة للبلبة والانقسامات التي تهدد وحدة الوطن.