أرجع عدد من المتخصصين والأكاديمين في الإعلام الجديد غياب الثقافة الجادة في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر ، فيس بوك) إلى الثرثرة السطحية التي تسيطر على معظم مساحة صفحاتها، مؤكدين أنها تعد مضيعة للوقت، ولا تمت بصلة لعمق الثقافة الفكرية بل تعكس صورة سلبية على الاستخدام الخاطئ لتقنيات العصر. وأشاروا إلى ضرورة أن تسود تلك المواقع الحوارات الثقافية التي تفيد المجتمع وتصون اللحمة الوطنية. يقول أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسين سندي: «إن رفع ثقافة الناس ليس بالأمر السهل ولا البسيط، ويجب الهوض بالوعي لحسن استغلال هذه الأداة العظيمة، وأن حسن استخدام التقنية قضية حضارية، حيث أن مجتمعنا جديد على هذه التقنية، كبداية حال أي شيء جديد مثل التلفون وجوالات الكاميرا بداية استخدمة من البعض استخداما خاطئا ولكن بعد ذلك أصبحت هناك توعية واستخدمت بشكل جيد. وبدوره، أكد رئيس قسم الاتصال بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سعود كاتب على أهمية التواجد والتفاعل البناء لمستخدمي حساب (تويتر) فيما يخص النقاشات الهادفة التي تسمح لتبادل المعلومة والتعليق على القضايا الحيوية التي تهم نبض المجتمع؛ حيث أشار إلى أن (تويتر) وسيلة للتواصل الاجتماعي؛ أي أنه وسيلة للتخاطب مع الناس؛ حيث أن هناك اختلاف بين أسلوب التخاطب والتحاور فيما بينهم؛ علما بأن هذه الشبكات أعطتنا القدرة على أن نتابع الفئة التي نريدها ونحجب الفئة التي لانريدها. وقال: إنه لا بد أن يكون هناك حسابات للقطاعات الخدمية؛ علما بأن وجودهم مهم جدا مثل (الشرطة، المرور، الأمانة) وغيرها من القطاعات الخدمية المهمة، وليس وجودهم فقط مهم بل وجودهم وتفاعلهم. وفي ذات السياق، أشارت كاتبة ومراسلة قناة إم بي سي بجدة مشاعل يغمور إلى أن مستخدمي (تويتر) لا يثرثرون فهم يغردون للحصول على إجابة فمن يغرد تغريدات سطحية كمن (يغني وينشز) اعتبرها دراما كوميدية خاصة إذا ازداد عدد المتابعين. وقالت: أعتقد أنه يضم جميع الفئات بأعمار متفاوتة والعديد من رجال الأعمال والكتاب والمثقفين والمفكرين والسياسيين والمشاهير من جميع الجنسيات والأديان فهو ملتقى افتراضي يغلب عليه الطابع الإخباري والذي يعكس المستوى الثقافي لدى المجتمعات في كل أنحاء العالم. غالبا لا نتابع المستخدم إذا كانت تغريداته بلا مضمون ولا لحن ولا أداء وبالأخير (الناس أذواق). وأضافت: لا نعلم ما هي ظروفهم ربما الفراغ هو السبب للتنفيس أو التسليه إلا أن في بعض الأحيان كل (تغريدة تشكل تهديدة) فمن يغرد عليه أن يستعد لقبول النقد بصدر رحب؛ لأن الجمهور كبير والمتابعين كثير.