أعلن «مصطفى مصلح زادة» السفير الإيراني بعمّان عن «استعداد بلاده تزويد الأردن بالنفط مجاناً لثلاثين سنة قادمة مقابل ترخيص أردني للتبادل التجاري والسياحة الدينيّة بين البلدين»!. ورحّبت إيران باضطرابات الأردن مؤخراً، واتهم موقع «الدبلوماسيّة الإيرانيّة» الرسمي كلا من السعوديّة وأمريكا بخيانة الأردن! وغالباً ما تذكر إيران اسم المملكة العربيّة السعوديّة إلى جانب أمريكا والكيان الصهيوني لتشويه صورتها، وهذا ما فعلته باتهامها الرياض وواشنطن بالتسبّب باضطرابات الأردن!. وبيّنت جريدة «الدستور» الأردنيّة أن «مثل هذه العروض يفترض أن تمر عبر القنوات الدبلوماسيّة الرسميّة وليس عبر وسائل الإعلام»، ووصفت تصريحات السفير الإيراني ب«التضامن الدعائي مع الأردن لا غير». وتستغل إيران ما تشهده المنطقة العربيّة من أحداث لترويج الفتن الطائفيّة والسعي لاستقطاب جماعات مخدوعة بشعاراتها مستخدمة بذلك المال والمرتزقة. وسعت لاستغلال العدوان الإسرائيلي على غزّة، إلا أن التحرّك العربي سحب البساط من تحت أقدامها. واتهمت إيران الدولة القطرية ب«التواطؤ مع إسرائيل والتخطيط لترحيل الشعب الفلسطيني من غزّة إلى الأردن بعد إسقاط النظام الأردني»!. وحذّر الملك «عبد الله الثاني» من نيّة إيران إقامة هلالها الطائفي البغيض مروراً بالعراق وسوريا فالأردن. وفي الوقت الذي تشتد فيه الأزمات على إيران ولا تجد من يشتري منها النفط العربي الأحوازي إلا بصعوبة، تبدو سخيّة في العروض النفطيّة مقابل تمرير مشروعها التوسّعي. ويساعدها في ذلك هيمنتها على العراق وتواطؤ حكومة «المالكي» المفضوح سواء ببيع النفط أو بعقد صفقات الأسلحة لحساب طهران. وخيّبت الحكومة الأردنيّة ظنون إيران بعدم استجابتها لهذا العرض المريب، خاصة وأن الأردن تعي جيداً أن النفط القادم من إيران يفوح برائحة دماء العراقيين والأحوازيين معاً.