ثمانون عاما ونيف هي عمر المعاناة والألم جراء ما يقاسونه من نيران الاحتلال وآلام الاضطهاد والقمع والعنصرية البغيضة، والتي تزاداد معها قلوبهم ألما وحسرة وجراحا إزاء ما يعانونه من تجاهل إعلامي وسياسي مرير من قبل الأشقاء والمجتمع الدولي على حد سواء. وعلى الرغم تلك الجراح الغائرة والدماء النازفة التي يعاني منها هذا الشعب العربي المسلم جراء الاحتلال الإيراني الفارسي الصفوي العنصري الغاشم لأراضيه الواقعة على امتداد الضفة الشرقية من الخليج العربي منذ عام 1925 م إلا أن الصمود والأصالة العربية بقيت هي الشاهد الوحيد على عراقة شعب الأحواز العربية المحتلة وانتماءه إلى حظيرة أمته قلباً وقالباً في ظل مايتعرض له من مآسي التي يشيب لها الوجدان –والتي يطول الحديث لذكرها- ابتداءً من سلبه أبسط الحقوق والحريات التي تقضي بحقه في المشاركة السياسية في حكم بلده سواء كان بصورة مباشرة أو بواسطة ممثلين عنه يختارهم اختيارا حرا، مرورا بالعمل الدءوب على تغيير الملامح العربية في الأحواز من خلال قيام حكومة طهران،بتغيير اسم الإقليم (عربستان) -والذي يعني باللغة الفارسية أرض العرب- وأسماء مدنه إلى أسماء فارسية لطمس هويتها العربية وإضفاء الصبغة الفارسية عليها، ناهيك عن تهجير العرب الأحوازيين من عربستان إلى المدن الفارسية وإحلال الأسر الفارسية محلها، بعد مصادرة أراضيهم وأملاكهم ومنع مواطني الأحواز من حقهم في التعليم والتعلم بلغتهم الأم، ومصادرة جميع الكتب العربية الموجودة في الأحواز (عربستان)، سواء لدي المكتبات أو الأشخاص،ومنع التسمية العربية للأندية الرياضية وغيرها في الأحواز وكذلك منع التسمية بالأسماء العربية فيما عدا أسماء الشيعة مثل جعفر وحسين وعلي .. هذا فيما يتعلق بالحريات العامة ناهيك عن المجازر والاعتقالات التي تعرض لها الأحوازيون على مدار ال 84عاما الماضية من عمر هذا الاحتلال الغاشم. وبرغم تلك المآسي والجراح فإن قضايا الأمة العربية وأحزانها وأفراحها وأتراحها كانت وما تزال حاضرة لدى وجدان وضمير هذا الشعب العربي الأسير على الساحل الشرقي للخليج العربي ، فالقضية الفلسطينية كانت وما تزال حاضرة في وجدان الأحوازي كحضورها في ضمير ووجدان أشقاءه العرب في مصر وسوريا والمغرب والخليج وسائر البقاع العربية، والأحوازيون -أو (عرب إيران) كما يحلو للبعض تسميتهم- تفاعلوا أيضاً مع أشقاءهم في الجزائر عندما نالوا الحرية مثلما فرح بها أشقاءهم في سائر البقاع العربية الأخرى وعندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي عام 1956م وقف الأحوازيون إلى جانب أشقاءهم وقفة عفوية فطرية تمثلت في مظاهرات الدعم والتأييد التي عمت مدن الإقليم المحتل، ومظاهرات النصر والابتهاج بعبور القوات العربية قناة السويس عام 1973م. وليس ببعيد الوقفة التضامنية التي قام بهاالأشقاء في الأحواز إبان مجزرة غزة الأخيرة،عندما خرجوا إلى الشوارع في مدن الإقليم المحتل منددين بالعدوان الإسرائيلي الوحشي ومؤازرين لأخوتهم بالرغم بعد المنع المتكرر لسلطات الاحتلال الفارسي، الذي تم على إثره إعتقال 40 مواطنا أحوازيا وتم استهداف احد الشبان الأحوازيين ممن لم يتجاوز عمره 21 ربيعاً. فالمتتبع لتاريخ هذا الشعب العربي المنسي يلاحظ انحيازا تاما، ودعما عفويا وإحساسا عاليا بالانتماء لقضايا أمته المصيرية، يشاركهم النصر و الهزيمة على حد سواء.وعليه فليس من المستغرب أن يكون الموقف الأحوازي في ظل الحالة الراهنة داعما ومؤيدا لمواقف أشقاءهم في اليمن والسعودية ضد ثلة الحوثيين المتمردة والمأجورة من قبل النظام الإيرني. لذا كان من المهم جدا أن نلقي الضوء على عدد من المواقف والتصريحات الصادرة عن أعضاء قوى الميثاق الوطني الأحوازي، والتي تأمل أن تكون مستنهضا لضمير الأمة بألا ينسى هذه قضية هذا الشعب العربي المسلم الأسير وأن يجعلها من القضايا الفاعلة التي يجب أن تعاد إلى الحاضنة العربية. الأفقي: الهدف من من إثارة الصراع الحوثي محاصرة المملكة أدان السيد أبو علاء الأفقي وهو قيادي أحوازي بارز- ما أسماه بحملات العداء الفارسية الإيرانية صد أمتنا العربية ، منوها على أن المغزى من إثارة الصراع في اليمن برأيه- عبر من أسماهم بمرتزقتها الحوثيين هو محاصرة المملكة العربية السعودية والسيطرة أيضا على مضيق باب المندب مشيرا إلى أن هذا المضيق الاستراتيجي الذي اذا ما قدر لإيران (لا سمح الله) من السيطرة عليه فإنها ستتمكن من السيطرة على شبه الجزيرة العربية كاملة، وأضاف:لذا فإننا كشعب أحوازي وكفصائل وأحزاب ننتمي للميثاق الوطني الأحوازي نعلن وقوفنا الحازم بالكلمة والموقف والرجال لمساندة المملكة العربية السعودية ودولة اليمن الشقيق لمواجهة هذا المخطط الخطير والإجرامي ..... السويدي: لماذا لا نسثمر الوسائل الإعلامية المرئية لفضح ايران ومشروعها العدائي ضد كل ما هو عربي وإسلامي؟ من جهته أوضح الأستاذ عادل السويدي-مدير موقع عربستان والكاتب الأحوازي المتخصص في الشأن الإيراني- على أن ما يحصل في أمتنا العربية عامة وفي شبه الجزيرة العربية خاصة هو ناتج بكل تأكيد لسكوت دولنا العربية وأنظمتها عام جرى للشعب العربي الأحوازي منذ سنة الاحتلال الإيراني لنا مشيراً إلى أن خطوتها الراهنة هي استهداف المملكة العربية السعودية واستهداف الدولة العربية المركزية مصر، وأضاف: ما كان لإيران أن تتوسع بهذا الشكل إلا بالموارد وأموال النفط والغاز الطائلة التي تكتنزها ارض الأحواز،فهي تستثمر ما سرقته ونهبته في الأحواز العربية لتحتل وتمزق وتفتت الدول العربية،أي أن إيران تمزق وتحتل وتعتدي على العرب بأموال العرب،ونموذج حزب الله اللبناني استنسخته في أهم الدول العربية للانقضاض على الحلقات المركزية في صراعها، فالمملكة العربية السعودية تمتلك الوسائل الإعلامية والفضائيات المنتشرة، وتساءل السويدي: لماذا لا تستثمر الجهد الوطني الأحوازي في هذه الوسائل الإعلامية الكثيرة وإعطاء القوى الوطنية الأحوازية الفاعلة والمؤثرة مساحة في تلك الوسائل الإعلامية المرئية لفضح إيران ومشروعها العدائي ضد كل ما هو عربي وإسلامي ؟ وتابع قائلا: نحن نقول بأن رصد مبلغ صاروخين من هذه الصواريخ التي تطلق في مواجهة مرتزقة إيران للقضية الأحوازية ستكون كفيلة في ردع إيران وفضحها والتصدي لمشروع تصديرها أزماتها الداخلية،وأضاف: ما هو مهم برأيي هو عدم إعطاء الفرصة لإيران لتفجير المنطقة العربية،بل إرجاع كيد إيران إلى داخلها وهو الأمر الذي سيكون كفيل في تفكيكها. القاسمي: لا بد من اتخاذ موقف عربي موحد ضد إيران وأشار الأستاذ علي القاسمي -وهو إعلامي أحوازي ومدير موقع أحواز برس- إلى نقطة هامة وهي تتعلق بالسياسات الإجرامية التي تحاول إيران اتباعها من خلال الجور على السكان العرب حيث لم تقتصر فقط على الداخل الأحوازي، ولا مرورا بالتدخل السافر في العراق بل امتد ذلك إلى ما هو مطروح على اليمن من حرب استنزافية عن طريق تزويد إيران لجماعات الحوثيين بالأسلحة لتمزيق وحدة اليمن وتفتيت الدولة المثخنة بالديون والأوضاع الاقتصادية المتردية، وأضاف: في الخليج العربي وتحديداً في المملكة العربية السعودية تجري التهديدات ضد المملكة العربية السعودية على لسان وزير خارجية إيران المدعو متكي وبشكل وقح،والتهديد أيضا بتفجير الأوضاع في داخل المملكة في موسم الحج القادم،مؤكدا على أن هذه الأمور كلها تدل على العدوانية السافرة الإيرانية في شأن المملكة العربية السعودية وفي الشأن اليمني الذي يعني بأن كل الدول العربية في الخليج العربي بشكل خاص وفي المنطقة العربية بشكل عام ستستهدف وسينتقل إليها آثار تلك التدخلات الإيرانية السافرة،ما لم تتخذ ((كل)) الدول العربية موقفا واحدا حازما ورادعاً ضد إيران عبر مواجهتها على كل الصعد من ناحية ،ودعم الحركة الوطنية الأحوازية التحررية،من ناحية أخرى،وهذان التكتيكان كفيلان بدحر الشر الفارسي الصفوي -بحسب رأيه- . الكعبي: الهدف المركزي لإيران استهداف المملكة من جانبه أكد الدكتور عباس الكعبي المتحدث الرسمي بإسم المنظمة الوطنية الأحوازية (عربستان)- على أن الحلقة المركزية الفارسية هي استهداف السعودية ، وذلك يعد الانقضاض على العراق ومشاركة إيران في تقاسم النفوذ والاحتلال وتمزيق العراق أصبح هدفها المركزي اليوم هو استهداف المملكة العربية السعودية وسعيها الحثيث في تمزيق مجتمعها طائفيا وعبر استثمار موسم الحج لتمزيق وحدة المملكة وتأجيج المشاكل في هذا الموسم الديني المقدس ، وأضاف: السلوك الإيراني هو سلوك عدائي وحاقد على العروبة والإسلام .