خرجت تظاهرات في عدد من المدن السورية دعت إليها المعارضة السورية الجمعة 23 ديسمبر 2011 تحت شعار "جمعة بروتوكول الموت: رخصة مفتوحة للقتل". وانطلقت هذه التظاهرات على الرغم من الانفجارين اللذين شهدتهما دمشق صباح الجمعة والتي طالت مقرات أمنية وأوقعت 40 قتيلا وأكثر من 100 جريح،حيث اتهمت المعارضة السورية النظام بتدبير هذه الانفجارات. وجاءت هذه التظاهرات التي انطلقت أساسا للاحتجاج على توقيع الجامعة العربية مع النظام السوري بروتوكول بعثة المراقبين، في الوقت الذي وصلت فيه إلى دمشق الخميس طلائع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية لتقييم الأوضاع على الأرض، ومن المقرر أن تصل البعثة بكامل هيئتها (150عضوا) الأحد، وبالمقابل أعلنت مصادر المعارضة أن عدد قتلى الخميس بلغ 41شخصا. وسيمكث فريق المراقبين، الذي سيصحبه وفد من وسائل الإعلام، فترة شهر كامل في سوريا يمكن تمديده بموافقة الطرفين، الحكومة السورية وجامعة الدول العربية. وسيشرف المراقبون على التزام الجانب السوري ببنود مبادرة الجامعة العربية التي تدعو الى وقف الهجمات التي يشنها الجيش، وسحب المركبات العسكرية من المدن والقرى واطلاق سراح المعتقلين. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قوله إن مهمة الوفد هي "التشاور مع المسؤولين السوريين" للإعداد لزيارة وفد المراقبين الذي من المقرر أن يصل الأحد. واجرى المراقبون محادثات الخميس مع المسؤولين السوريين تمهيدا لوصول مائة وخمسين مراقبا آخرين خلال الأسبوع المقبل، لإعداد تقارير ميدانية. وقال بيان صادر عن الجامعة العربية أنها شكلت غرفة عمليات لمتابعة التقارير الواردة من بعثتها إلى سوريا، برئاسة الأمين العام المساعد لقطاع الموارد البشرية والمالية والخدمات العامة، السفير عدنان الخضير. وقالت الجامعة إن إنشاء الخطوة يأتي بعد توقيع البروتوكول مع سوريا، مشيراً إلى أن الغرفة حالياً تعمل على إتمام الإجراءات الخاصة بسفر وفود بعثة المراقبة إلى سوريا وتجهيز كافة احتياجاتها. وقالت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" إن عدد قتلى مظاهرات الخميس بلغ 41 قتيلاً، سقط 25 منهم في حمص، إلى جانب ثمانية في إدلب وثلاثة في حماه، إلى جانب قتيلين في دير الزور وقتيل في كل من درعا وريف دمشق واللاذقية. أما وكالة الأنباء السورية، فقد قالت إن من وصفتها بأنها "مجموعة إرهابية مسلحة" اغتالت المهندس طلال نعيم القطريب العامل في مصفاة حمص بإطلاق النار عليه في شارع البرازيل بحي الإنشاءات. كما أضافت الوكالة أن مجموعة مسلحة أخرى "اختطفت العميد المتقاعد عبد الكريم النبهان أثناء وجوده في حي باب هود بحمص، كما اختطفت مجموعة إرهابية أخرى المقدم محمد الذكاري أثناء قيادته سيارته الخاصة في حمص،" مشيرة أيضاً إلى عمليات مداهمة في دير الزور أدت للعثور على أسلحة. سياسياً، استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، وفداً من شيوخ العشائر، أعرب أمامهم عن "تقديره الكبير للجهود التي يقوم بها شيوخ العشائر في صيانة الأمن والاستقرار والمساهمة الفاعلة في بناء الوطن،" معتبراً أن العشائر "كانت دائما المخزون الوطني للتقاليد والمواقف الأصيلة ببعدها الوطني والقومي،" على حد تعبيره. وكان وفد من بعثة المراقبين قد وصل إلى دمشق الخميس قادما من القاهرة يضم اثنين من الأمناء المساعدين للامين العام للجامعة العربية وهما سمير سيف اليزل ووجيه حنفي، إضافة إلى تسعة أعضاء، وذلك للإعداد لزيارة البعثة. وقالت وكالة الأنباء السورية إن الوفد "سيجري مباحثات مع الجانب السوري لإنجاح عمل البعثة." وكانت سوريا والأمانة العامة للجامعة العربية وقعتا في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة في القاهرة، غير أن المعارضة تقول بأن الفترة التي تبعت التوقيع شهدت موجة غير مسبوقة من العنف أسفرت عن مقتل نحو 250 شخصا في فترة 48 ساعة. وتقدر الأممالمتحدة أن أكثر من 5000 شخص لقوا حتفهم نتيجة لحملة الحكومة ضد الاحتجاجات السلمية التي بدأت في منتصف شهر مارس/آذار من العام الجاري. وبعثة المراقبين هي جزء من مبادرة الجامعة العربية التي تدعو لانسحاب الجيش السوري والميليشيات المعروفة باسم "الشبيحة"من المدن، والإفراج عن المعتقلين وإنهاء كل أشكال العنف، وسوف تتألف البعثة من مراقبين من المنظمات غير الحكومية العربية ونشطاء حقوق الإنسان من مختلف البلدان، بينما يرأس الفريق اللواء السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي.