وصلت بعثة المراقبة العربية إلى دمشق مساء الاثنين لبدء مهامها في وقت أعلنت فيه المعارضة ارتفاع حصيلة القتلى برصاص الأمن إلى 40 بينهم 33 قتيلاً بحمص، التي تتعرض لهجوم عنيف من الجيش، بينما نفت روسيا صحة تقارير حول زيارة سرية لنائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، إلى موسكو، قيل إنها كانت تهدف لترتيب قيامه بتسلم مهام الرئاسة مقابل لجوء الرئيس بشار الأسد إلى أراضيها. روسيا وزيارة الشرع وقالت الخارجية الروسية في بيان صحفي نقلت تفاصيله وكالة نوفوستي الروسية الرسمية إن موسكو "لا تمارس دبلوماسية الزيارات السرية، وتجري اتصالات مكثفة علنية مع القيادة السورية في موسكوودمشق وعواصم العالم الأخرى وفي نيويورك." وأضاف البيان الروسي الاثنين: "نواصل العمل من أجل إيجاد حل سياسي سريع للأزمة في الجمهورية العربية السورية، وحقن الدماء ووقف العنف من كل جانب. وقدمت روسيا مؤخرا مشروع قرار جديد بشأن سورية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ونحن واثقون من أن موافقة المجلس على مشروعنا، من شأنها أن تعطي دفعة لتنفيذ مبادرة جامعة الدول العربية لتسوية المشكلة السورية بالطرق السلمية بدون تدخل خارجي." وأشير إلى أنه تقرر إلغاء زيارة فاروق شرع إلى روسيا، وهي الزيارة التي كان من المقرر حصولها في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بينما قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الشرع زار موسكو في الخفاء، وإن الروس ينظرون إليه على أنه قادر على تولى اختصاصات رئيس الجمهورية بصورة مؤقتة، كخليفة لبشار الأسد الذي أبدت موسكو استعدادها لمنح اللجوء السياسي له، نقلا عن دبلوماسيين إسرائيليين في موسكو. ونقلت الوكالة نفسها أن مصادر روسية "سربت معطيات عما وصفتها بأنها تحذيرات وجهتها المخابرات الروسية لدمشق تضمنت معلومات عن اختراقات في أجهزة الأمن والجيش السوري، كما نبهتها من إحتمال وقوع اعتداءات على أعضاء بعثة المراقبين العرب، بهدف إحراج دمشق إقليمياً ودوليا وتشويه صورتها." وأفاد مصدر تحدث إلى "أنباء موسكو" بأن المخابرات الروسية سلمت تقريرا لدمشق، فيه معلومات عن "اختراقات أمنية"، وعن "انشقاقات غير معلنة" في صفوف الضباط والمسؤولين السوريين. 40 قتيلاً في سوريا من جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن حصيلة القتلى الاثنين ارتفعت إلى 40، بينهم 33 في حمص، إلى جانب أربعة في حماه وقتيلين في إدلب وقتيل واحد في درعا. وذكرت مواقع المعارضة السورية أن مدينة حمص تتعرض لقصف عنيف، وخاصة حي بابا عمرو فيها لقصف عنيف، إلى جانب أحياء باب تدمر وباب الدريب وجب الجندلي ودير بعلبة ، كما أشارت إلى سقوط إصابات في حرستا بريف دمشق، جراء إطلاق نار من مصفحات و سيارات عسكرية اقتحمت المدينة لتفريق تشييع أحد القتلى. أما وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" فقالت إن مدنيين وعناصر من قوات حفظ النظام تعرضوا لاعتداءات من "مجموعات إرهابية مسلحة" في قرى اللجاة شمال شرق محافظة درعا، وعلى إثرها "اشتبكت الجهات المختصة مع هذه المجموعات الإرهابية وتمكنت من قتل وجرح عدد من أفرادها وإلقاء القبض على آخرين." وبحسب الوكالة السورية فإن الجهات الأمنية عثرت مع تلك المجموعات على "كميات من الأسلحة المتنوعة والبزات العسكرية إضافة إلى العثور على شرائح خلوي ليبية وهواتف سيناو وأجهزة حاسوب وعبوات ناسفة وقنابل مصنعة يدويا." نبيل العربي يجتمع مع الدفعة الأولى من المراقبين وفي القاهرة، اجتمع الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بالدفعة الأولى من المراقبين العرب لاستعراض مهمتهم المتمثلة في التحقق من وقف عمال العنف والإفراج عن المعتقلين وإخلاء المدن من المظاهر العسكرية. وجاء في بيان للجامعة العربية أن الاجتماع ضم 50 مراقباً، سيتوجهون مساء الاثنين إلى دمشق، على أن تبدأ الثلاثاء عملية انتشارهم في أنحاء مختلفو من محافظات حمص وإدلب وحماه ودرعا ودمشق، في حين تتولى الدفعة الثانية الانتشار في القامشلي ودير الزور والساحل السوري بعد وصولها إلى البلاد في الأيام القليلة المقبلة. وبحسب البيان، فقد ضم وفد المراقبين خبراء من الأردن وتونس والجزائر والسودان والعراق وعمان ومصر والمغرب وموريتانيا، وهم من المدنيين والعسكريين، إلى جانب نشطاء وخبراء عرب من جنسيات مختلفة يعلمون تحت مظلة المنظمة العربية لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان العربية واللجنة العربية لحقوق الإنسان. وأكد العربي أمام الوفد على "الأهمية البالغة لهذه المهمة التي تتطلع أنظار السوريين والعالم كله إليها لترى ما سوف تحرزه من تقدم في وقت أعمال العنف والقتل المأساوية وتوفير الحماية للمواطنين السوريين العزل، تمهيداً لانطلاق مرحلة جديدة يتم فيها معالجة ملفات الأزمة السورية عبر الحوار الشامل بما يحقق طموحات الشعب السوري ويحفظ لسوريا أمنها واستقرارها ويبعد عنها سيناريوهات الفوضى والاقتتال الأهلي والتدخلات الخارجية،" وفق البيان. وقال جمال بركات، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان وأحد أفراد البعثة العربية لCNN: "سنكون ضمن مهمة لتقصي الحقائق للتأكد من أن الحكومة السورية تلتزم ببنود البروتوكول التي وقعت عليها." وأشارت المعلومات إلى أن وفد سيزور حمص الثلاثاء. الجامعة العربية تنفي إصابة أحد مراقبيها. نفى مدير الإدارة العربية بجامعة الدول العربية علي الجاروش، ما نقلته بعض وسائل الإعلام حول إصابة أحد أعضاء فريق بعثة المراقبين في سوريا، مؤكداً أنه ما من أحد من أعضاء البعثة تعرض لأي مكروه، وأنهم "يقومون بواجبهم في سوريا على الوجه المطلوب. وانتقد الجاروش، في اتصال مع CNN بالعربية، وسائل الإعلام التي قال إنها "اختلقت الأخبار" عن لسان أحد أعضاء مراقبي جامعة الدول العربية، ونفى وجود مراقب تحت اسم "مستشار محجوب" ضمن بعثة المراقبة، وحذر من إمكانية أن يؤثر ذلك على "إنجاز مهمة المراقبين وتعرض عملهم لمخاطر ومعوقات وصعوبات "الجيش الحر" يحذر المجلس الوطني من دعم المبادرة العربية. وفي سياق متصل، قال المقدم محمد حمدو، الضابط في الجيش السوري الحر المكون من مجوعات عسكرية انشقت عن الجيش السوري،، إن جهود الجامعة العربية ليست إلا "مضيعة للوقت. وأضاف حمدو، في اتصال مع CNN، أن "الشعب السوري أعطى المجلس الوطني مهلة تنتهي الخميس لإعلان ترك المبادرة العربية برمتها والتركيز على نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن،" مضيفاً أن المظاهرات في الشوارع ستتصاعد ضد المجلس إذا لم يقم بهذه الخطوة. وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان،" وهي حركة سورية معارضة مقرها لندن، قد أكد أن ضاحية "بابا عمرو"، هي الأكثر تأثراً بالتصعيد العسكري ضد "حمص"، معقل المعارضة القوي، التي تطوقها القوات الحكومية منذ الجمعة. وقال نشطاء إن أكثر من 4 آلاف جندي يشاركون في حصار المدينة، فيما تتعرض لقصف عنيف متواصل وعشوائي. وتحدث أخر، يدعى أبو عمر، عن أزمة إنسانية قائلاً: "قطعوا الكهرباء وليس هناك ماء أو غذاء بالمدينة". وكانت سوريا قد وقعت في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بروتوكول التعاون مع جامعة الدول العربية الخاص بإرسال مراقبين إلى البلاد. وينص البروتوكول، الذي نشرته وسائل إعلام، ، على أن "بعثة المراقبين إلى سورية التي ستقوم بعملها لمدة شهر ستقوم بالمراقبة والرصد لمدى التنفيذ الكامل لوقف جميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان في المدن والأحياء السكنية السورية". وتشهد سوريا منذ أكثر من تسعة أشهر تظاهرات مناهضة للنظام ترافقت بسقوط آلاف القتلى، قدرت الأممالمتحدة عددهم بنحو 5 آلاف قتلوا بحملة قمع عسكرية ينفذها النظام ضد المناوئين له، فيما حملت دمشق "جماعات مسلحة" مسؤولية العنف. واستبق المجلس الوطني السوري وصول البعثة العربية بالدعوة إلى توجه المراقبين مباشرة إلى مدينة حمص لتفقدها، مشيراً إلى أن أحياء فيها تتعرض لقصف متواصل منذ أيام وتخضع لحصار مشدد من قبل أكثر من أربعة آلاف جندي، وحذر البيان من خطر حصول "إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية."