اجتمع سياسيون من السنة والشيعة في البحرين في محاولة لتهدئة التوترات الطائفية التي تصاعدت الى اشتباكات في الشوارع بعد أسابيع من الاحتجاجات التي تستهدف اسقاط الحكومة. وقالت سبعة أحزاب شاركت في الاجتماع في بيان "اتفق الطرفان على أن الاختلاف السياسي في المواقف لا يجوز أن يتحول الى خلاف طائفي." واضاف البيان الذي نشرته صحيفة الوسط المستقلة في البحرين الخميس 10 مارس 2011 انه تم الاتفاق أيضا على "وضع الية للاتصال المباشر بين الطرفين لمواجهة أي تجاوزات قد تحدث على مستوى الشارع والعمل على معالجتها بشكل فوري." وتشهد البحرين أسوأ اضطرابات منذ التسعينات بعد خروج حركة شبابية الى الشوارع الشهر الماضي شجعتها احتجاجات في أنحاء العالم العربي أطاحت برئيسي مصر وتونس. يشدد المتظاهرون المعتصمون في دوار (ميدان) اللؤلؤة على الوحدة بين البحرينيين السنة والشيعة وهو ما يظهر سواء في شعارات الاحتجاجات واللافتات المرفوعة على خيامهم. لكن مشاجرة نشبت بين قائد سيارة سني ومحتجين شيعة كانوا يغلقون طريقا رئيسيا تحولت هذا الاسبوع الى مشاحنات طائفية. تأتي الحادثة بعد اشتباكات طائفية في مدينة حمد الاسبوع الماضي التي يقطنها خليط من السنة والشيعة. وقال السكان انه لم يتضح سبب اندلاع تلك الاشتباكات. وضمت أحزاب المعارضة التي اجتمعت لبحث المطالب السياسية جمعية الوفاق الوطني الاسلامية كبرى جماعات المعارضة الشيعية التي حصلت على 18 مقعدا في البرلمان في الانتخابات الاخيرة.ودعت الاحزاب البحرينيين الى اللجوء لقوات الامن لحل أي خلاف بدلا من أخذ الامور بأيديهم. وضمت الجماعات ايضا تجمع الوحدة الوطنية بقيادة الدكتورعبد اللطيف محمود وهو سياسي سني يطالب بمزيد من الحقوق لجميع البحرينيين ومنهم السنة. وتطالب الوفاق باستقالة الحكومة واقامة ملكية دستورية حقيقية تعطي المزيد من السلطات للشعب. وانسحب نواب الوفاق من المجلس في بداية الاحتجاجات لكن الجماعة لم تنضم الى تحالف شيعي متشدد يدعو للاطاحة بالملكية واقامة جمهورية. ولم يشارك أعضاء هذا التحالف الذي يضم جماعات شيعية أصغر هي تيار الوفاء الاسلامي وحركة حق وحركة احرار البحرين في حوار مع كتل سياسية سنية. وفي خطوة تبرز المخاوف المتزايدة من ان تتحول الازمة السياسية في البحرين الى مواجهة طائفية قامت مجموعة من نحو 25 من العلماء والدعاة السنة الموالين للحكومة تحذيرا من عواقب الطائفية والتطرف الديني. وقالوا في بيان نشرته وكالة انباء البحرين ان الشعب البحريني مهما كانت انتماءاته الدينية او الثقافية كان دوما معروفا بانسجامه وتسامحه. وناقشوا امكانية اطلاق حملة تقودها وزارة الاوقاف والتربية لزيادة الوعي بمخاطر الطائفية ومعالجة الاستقطاب المتزايد بين الطائفتين.