شنت جبهة علماء الازهر هجوما حادا على بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر , على خلفية الفضائح الجنسية الأخيرة للكنيسة الكاثوليكية . وذكرت الجبهة , فى بيان تلقت (عناوين) نسخة منه الأثنين 3 مايو 2010: "إنه منذ اعتلى البابا بنديكتوس السدّة البابوية والفاتيكان ينام على فضيحة ليستيقظ على أخرى ". واستندت الجبهة الى تقارير صحفية غربية كشفت أدق تفاصيل تلك الفضائح , منها : مجلة (المشاهد السياسي) الصادرة عن (ميديا وورلد سيرفيسز ليمتد بلندن) , التى نشرت بالعدد 734 في 25 أبريل 2010 تقريرا معنونا ب (فضائح جنسيّة عابرة للقارّات ..حصار عالمي على الفاتيكان) , جاء فيه : " السنوات الخمس الأولى من ولاية البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي احتفل يوم 16 أبريل بعيد ميلاده ال 83، لم تكن مريحة، والسبب الأساسي في عدم الراحة الفضائح الجنسيّة التي تتكشّف، هنا وهناك وهنالك، على امتداد أوروبا والولاياتالمتحدة وأستراليا ̈لم يصل الدور إلى كنائس الشرق الأوسط حتى الآن- بل قد وصلت بما هو أنكى- ̈ وحتى داخل حاضرة الفاتيكان نفسها". وتساءلت: ما سرّ هذه الفضائح، ولماذا يتمّ الكشف عنها بعد سنوات طويلة من الصمت، ولماذا تدفع الكنيسة اليوم ثمن أخطاء أو خطايا ارتكبت في العقود الخمسة الأخيرة؟ و تابعت : "قبل شهر واحد كان البابا بنديكتوس أبدى أسفه العميق وأسف الكنيسة لاعتداءات جنسية على الأطفال من قبل رجال الدين المسيحيين في أيرلندا . وفي رسالة توجّه بها إلى الأيرلنديين الذين هزّتهم الفضيحة، أبدى ندمه على هذه الفضيحة التي ارتكبها رعاة الكنيسة الذين ائتمنوهم على أولادهم. ومنذ ذلك التاريخ، ما انفكّت فضائح جديدة تظهر إلى العلن في أوروبا والولاياتالمتحدة، وقد اقترن بعضها باتهامات تقول : إن الكرسي الرسولي سبق أن طمس هذه الحقائق أو خنقها ومنعها من الظهور". يذكر أن 3 آلاف حالة سجّلت رسميّاً من قبل الكنيسة بين عامي 2001 و2010 هي في معظمها متشابهة ؛ 60 % منها ضد الأولاد الذكور، و30 % ضد الجنسين، و10 % المتبقّية كانت علاقات لواطيّة . وقالت الصحيفة : "ورغم أن الكشف عن الوثائق السابقة يأتي متزامناً مع موجة الفضائح حول اعتداءات جنسيّة، إلا أن الجديد هذه المرّة، هو أن الفضائح بدأت تقترب من البابا نفسه، بل إن تلك المفاجأة تشكّك في حقيقة الاعتذار الذي قدّمه بنديكتوس السادس عشر في 20 مارس إلى ضحايا عقود من الاستغلال الجنسي، والاعتداءات من جانب قساوسة ورجال دين كاثوليك في أيرلندا، وترجّح في الوقت ذاته أنه ما زال هناك فضائح أخرى يتمّ التستّر عليها". ومعروف أن الفضائح الجنسيّة لم تعد تقتصر على كنائس أوروبا والولاياتالمتحدة فقط ، وإنما طالت أيضاً أروقة الكنيسة الأمّ ذاتها، حيث كشفت قناة (راي 24) التلفزيونية الايطالية مؤخّراً، أن الفاتيكان يواجه أزمة داخلية منذ سنوات على خلفية تورّط عدد من رجال الكنيسة في جرائم اغتصاب عشرات الأطفال والقصّر، مشيرة إلى أن هناك تحقيقات علنية وسرّيّة بدأت بالفعل منذ حوالي عامين، ضد المتورّطين في تلك الفضائح، وأبرزهم القس جاملي ، المقرّب من بابا الفاتيكان والمعروف عنه نشاطاته التبشيريّة، بحيث أنه يشرف على حوالي 267 جمعية تبشيرية في العالم". وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة (لاريبيبليكا) الإيطالية - حسب البيان - أن الاعتداءات الجنسيّة، والتي تورّط فيها حوالي 4 آلاف كاهن وراهب وكاردينال، لم تعد تقتصر على الأطفال والقصّر من النساء فقط، بل شملت أيضاً الراهبات، حيث قام بعض القساوسة والأساقفة في الكنائس الكاثوليكية بالاعتداء الجنسي على الراهبات، واغتصابهنّ وإجبارهنّ بعد ذلك على الاجهاض لمنع الفضيحة، وشمل ذلك 23 دولة منها؛ الولاياتالمتحدة والبرازيل والفيليبين والهند وإيطاليا، وحتى داخل الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) نفسها. فيما أوردت صحيفة مغربية – بحسب البيان- معلومات مثيرة عن رهبان وكهنة موزّعين على أديار وكنائس كبرى احترفوا استغلال الأطفال جنسيّاً منذ ما يقارب نصف قرن من الزمن، بينهم من كانت له جولات سياحية في المغرب. وكشف بيان الجبهة أن دعاوى الاعتداءات الجنسيّة المرفوعة ضدّ الكنيسة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في العام الماضي. و أن الكنيسة دفعت حتى الآن 437 مليون دولار تعويضات لضحايا هذه الاعتداءات، في أكثر من 200 كنيسة ومركز ديني موزّعة على امتداد الأراضي الأميركية. والمفارقة أن النفقات التي تكبّدتها الكنيسة، بسبب هذه الاعتداءات، تراجعت في العام 2008 رغم ارتفاع عدد الدعاوى، بنسبة 16 % عن العام 2007، لأن هذا العام شهد دفع مبالغ غير مسبوقة 660 مليون دولار ل500 ضحيّة .