أظهر مسح إخباري, السبت 20 مارس 2010، أنه تم الكشف عن أكثر من 250 حالة اعتداء جنسي في الكنيسة الكاثوليكية بألمانيا منذ نهاية يناير الماضي، وأشار المسح إلى أن بعض هذه الجرائم يرجع تاريخها إلى خمسينيات القرن الماضي. وفي ألمانيا, ذكرت مجلة (دير شبيجل) الألمانية, أنه يجرى حاليا تحريات ضد 14 قسا على الأقل في ألمانيا بتهمة الاشتباه في ارتكاب جرائم اعتداء جنسي، واستندت المجلة, التي تصدر الإثنين, في تقريرها إلى استطلاع أجرته بين 24 هيئة ادعاء عام في ألمانيا، شاركت فيه 15 هيئة، وذكرت المجلة أنه تم أيضا إقامة دعاوى ضد 11 معلما ومربيا بتهمة التحرش الجنسي، وبالمقارنة بالكنيسة الكاثوليكية يوجد في الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا حالات اعتداء جنسي قليلة تم الإعلان عنها، ووفقا للمجلة وقع في 9 من بين 22 كنيسة بروتستانتية محلية 11 حالة اعتداء جنسي خلال السنوات العشر الماضية، بينها حالة واحدة متعلقة بتحرش بأطفال. وتغرق الكنيسة الأوروبية في فضيحة تحرش قساوسة جنسيا بأطفال، ولم يقلل اعتذار بابا الفاتيكان من حجم الكارثة التي عبرت عنها جمعيات حقوقية. وكان البابا بنديكتوس السادس عشر قد أعرب في رسالة إلى كاثوليك إيرلندا السبت 20/3/2010، عن مشاعر "العار والندم" للاعتداءات الجنسية التي تعرض لها أطفال، مؤكدا ارتكاب أساقفة إيرلنديين "أخطاء جسيمة", ودعا إلى محاكمة مرتكبي الاعتداءات، وقال في رسالة موجهة لكاثوليك إيرلندا: "لقد عانيتم كثيرا وأنا آسف بحق". ومنذ ظهور فضائح الاعتداءات الجنسية في إيرلندا إلى العلن، تكشفت مزيد من فضائح الاعتداءات الجنسية في ألمانيا والنمسا وهولندا وسويسرا. وأضاف البابا "لا يسعني سوى أن أشارككم مشاعر الحيرة والتعرض للخيانة التي يشعر بها عديد منكم"، مطالبا بمحاسبة الكهنة المتهمين بارتكاب تلك الاعتداءات "أمام محاكم يتم تشكيلها بصورة مناسبة". وخاطب مرتكبي الاعتداءات "أقروا بذنبكم علنا، وأخضعوا أنفسكم لمطالب العدالة، ولكن لا تقنطوا من رحمة الله". وفي الرسالة التي وقعها السبت 20/3/2010، أكد البابا مسؤولية الأسقفية في التعامل مع الاتهامات، وقال متوجها إلى الأساقفة الإيرلنديين "لقد فشلتم أنتم ومن سبقكم، وفي بعض الأحيان كان فشلكم خطيرا، في تطبيق قانون لجرائم الاعتداء على الأطفال". وأضاف "وفي كثير من المناسبات منذ انتخابي لمنصبي الحالي، التقيت بضحايا اعتداءات جنسية وأنا مستعد للقيام بذلك مجددا في المستقبل"، معلنا عن إرسال بعثة إلى الأبرشية الإيرلندية التي تعرضت لفضائح اعتداءات جنسية لمساعدة "الكنيسة المحلية في عملية التجديد". وأسفت منظمة (أون إن فور) الإيرلندية لعدم تقديم البابا اعتذارا للطريقة التي تم فيها تجاهل الضحايا في إيرلندا، والاعتراف بأن الكنيسة الكاثوليكية أساءت استخدام سلطاتها وتسترت عمدا على أفعال عندما حاولوا التقدم بشكوى لسلطات الكنيسة. من جهتها، اعتبرت منظمة (سيرفايفرز أول تشايلد أبيوس - الناجون من الاعتداءات على الأطفال), أن الرسالة تفتقر إلى "الجوهر".