عندما تتراجع نتائج اندية كرة في المنطقة العربية يكون المدرب هو كبش الفداء الذي يضحى به للخروج من مذاق الهزائم من غير ان تكون هنالك دراسة كاملة لاسباب تراجع الفريق في الاستحقاقات سواء كانت محلية في الدوريات العربية او المشاركات القارية ، مما يجعل الاندية تقع في فخ فسخ العقد والذي يكلف خزينة الاندية اموالا طائلة ، كما تعاني الفرق مشكلة الاستقرار في دفة الجهاز الفني ، لان الفريق يقوم بتغيير المدرب الى مدرب جديد يحتاج لوقت كبير حتى يقوم بفهم الامور الفنية لفريقه الجديد لكي تظهر النتائج على ارض الواقع ويعود الفريق الى سكة الانتصارات والتي تسعى اليها ادارة الاندية بكل ما تملك من موارد مالية ، الا ان المتابع للشأن الرياضي العربي يجد ان ابسط الاشياء في ادارة الاندية ان تقوم بإقالة المدرب من الفريق اذا ساءت النتائج في الدوري مما يعرض الفريق لحالة من عدم الاستقرار الفني . ثقافة المدرب الواحد يتفق المتابعون والفنيون للكرة العربية ان الاندية لا تعرف ثقافة المدرب الواحد والذي يقضي السنوات الطويلة داخل اروقة هذه الفرق مما يجعل الفريق في حالة استقرار فني كبير تتحقق النتائج الايجابية بموجب استقرار الكادر الفني ، ولكن ادارة الاندية لا تتحمل الخسارة وتمني نفسها بان يكون الفوز هو شعار الفريق في كل زمان ومكان بمعنى ان بعض الفرق ليس لديها ثقافة الصبر على مدير فني واحد كما يحدث عند نادي مانشستر يونايتد والذي ابقى على خدمات المدير الفني للفريق الاسكتلندي اليكس فيرجسون منذ عام 1986 وحتى تاريخ هذه اللحظة حيث حقق السير انجازات والقابا كبيرة للنادي سواء في الدوري الانجليزي او دوري الابطال الاوروبي مما جعل ادارة المان يونايتد في قلق حيال ذهاب شيخ المدربين في الدوري الانجليزي للاستراحة ، وليس ببعيد عن شأن مانشستر حيث احتفظ الاهلي المصري (نادي القرن في افريقيا) بمدربه البرتغالي جوزيه على دفة الادارة الفنية للفريق لعدة سنوات حيث حصد الفريق جميع البطولات المطروحة في الساحة كما شارك الفريق في كأس العالم للاندية ، وهذه الانجازات الكبيرة للاندية اتت بصبر الفرق على المدراء الفنيين لسنوات طويلة . الاطاحة شعار الدوري السعودي كما هو معروف ان الدوري السعودي للمحترفين (زين) من اقوى الدوريات العربية من حيث المستوى للاندية بالاضافة للاعبين المحترفين او السعوديين بجانب الزخم الاعلامي الكبير الذي يتمتع به من واقع الاثارة والندية الكبيرة للفرق الا ان هذا الدوري اصبح مقصلة لكبار المدربين والذين استعانت بخدماتهم الفرق السعودية في نسخة هذا العام والذي يلتقط انفاسه الاخيرة حيث تبقت 4 جولات حاسمة في الصراع نحو اللقب والذي اقترب منه نادي الفتح كثيرا ، وبالعودة الى تداعيات اقالة المدربين في دوري المحترفين السعودي نلاحظ ذهاب مدربين كبار بداعي النتائج حيث شهد الدوري اقالة العديد من المدربين ما بين اندية المقدمة والوسط والقاع ، حيث كانت اقالة نادي الهلال الفرنسي كمبواريه وتعيين زلاتكو بديلا له ، فكانت الاطاحة بكمبواريه حديث الشارع الرياضي السعودي والعالمي من واقع السيرة الذاتية الكبيرة للمدرب والذي امضى فترة تدريبية مع نادي سان جيرمان في الدوري الفرنسي ، وقبل اقالة كمبواريه كانت هنالك اقالات اخرى في دوري المحترفين السعودي حيث اقالة نادي النصر المدرب الكولومبي ماتورانا وتعيين الاورجوياني كارينيو خلفا له والذي حقق نتائج ايجابية مع العالمي ، كما قام نادي الاتفاق باعفاء المدرب السويسري ألن جيجر وتعيين البولندي سكورزا ، كما غير نادي الوحدة المدرب المصري بشير عبد الصمد بالتونسي وجدي الصيد والذي لم يغير شيئا في نتائج الفريق في الدورة الاولى مما جعل ادارة الوحدة برئاسة علي داوود تقوم بالاستغناء عنه حيث خلفه مواطنه عبيد والذي تحسنت معه نتائج الفريق حيث حقق الفوز الاول له في الدوري على فريق الاتحاد ، ومن الفرق التي اطاحت بالمدربين في الدوري السعودي نادي الشعلة والذي اعفى مدربه المصري محمد صلاح حيث تم تعيين المدرب التونسي احمد العجلاني (الخبير بالدوري السعودي) ، ايضا اقالة نادي هجر البرازيلي باتريسيو وتعيين المدرب المصري طارق يحيى ولكن الاخير لم يكن لديه العصا السحرية في تحقيق نتائج ايجابية للفريق حيث مازال الفريق مهددا بالهبوط لدوري ركاء ، وحتى نادي الرائد ذهب في هذا المنحى واقال مدربه التونسي عمار السويح وعين المقدوني فلاتكو كوستوف لانقاذ الفريق ، وعندما تعرض نادي نجران للخسارة من المحرق البحريني في البطولة الخليجية اسندت الادارة الفنية للدولي السعودي الحسن اليامي . كما ابعد نادي التعاون مدربه المقدوني جوكيكا واسند المهمة للجزائري توفيق روابح ، وكما ارتبط الشقيقان في الاتحاد والاهلي بتاريخ مدينة جدة لم يسلم مدرباهما من المقصلة حيث اقالة نادي الاتحاد المدرب الاسباني كانيدا وتعيين مواطنه بينات بعد تدهور نتائج الفريق في دوري المحترفين وتراجع في مراكز لا تليق به كناد كبير في المملكة، وذهب النادي الاهلي في نفس الدرب والذي سبقه عليه العميد حيث اعفى مدربه التشيكي جاروليم من منصبه واسناد المهمة للمدرب الصربي الكسندر اليتش في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه ، فهؤلاء المدربون ضحايا دوري زين السعودي لكرة القدم هذا الموسم. (النموذجي) يحتذى به متصدر الدوري السعودي الحالي نادي الفتح والذي يملك 55 نقطة في المقدمة والذي حقق نتائج ابهرت المتابعين للدوري السعودي هذا الموسم يرجع الفضل في هذا الاداء الفني الجميل لاستقرار جهازه الفني بقيادة بن الخضرة فتحي الجبال والذي مكث مع الفتح ثلاث سنوات كانت هي ثمرة هذا العمل الجبار والذي تقوم به ادارة نادي الفتح برئاسة المهندس عبد العزيز العفالق حيث حرصت ادارة النادي على استقرار الطاقم الفني للفريق والذي يحقق النجاج من مباراة لاخرى ومرشح فوق العادة للظفر بلقبه الاول في دوري المحترفين السعودي لكرة القدم هذا العام . ونجاح الجبال في الادارة الفنية للفتح نموذج رائع يجب الاحتذاء به في كيفية الصبر للمدراء الفنيين حتي يحقق المشاريع الكبيرة للاندية بحصد الالقاب والسير نحو الانجازات ، فهل تعلمت ادارة الاندية السعودية من تجرية (النموذجي) هذا الموسم؟. مزاج الإداريين أم ضغط الجماهير في احيان كثيرة في انديتنا العربية تكون ادارة الاندية هي اساس المشاكل للفريق من واقع الانفراد بدفة ادارة الاندية والتحكم في تسيير هذه الفرق مما يقع في فخ امزجة الادارة والتي كلفت الاندية الكثير اذا كان في الشئون المالية او الاستقرار الفني للفرق، وبعض هذه العقليات والتي تتحكم في ادارة الاندية لابد ان تأخذ في عين الاعتبار جماهيرية الاندية الكبيرة ومكانتها في خارطة الكرة العربية واعطاء الفرص للآخرين في المشاركة في اتخاذ القرارات السليمة في عدم انهاء التعاقدات مع المدربين وعدم الصبر عليهم ، ويرى بعض المراقبين ان الجماهير في احيان كثيرة تضر بفرقها بحيث لا تحتمل الخسارة وتطالب بسرعة بتغيير المدربين مع العلم بان اعطاء الفرصة كاملة للاجهزة الفنية في تسيير دفة الامور الفنية وعدم الاستعجال في اتخاذ قرارات في نصف الموسم قد تنسف استقرار الفرق ، لذا وجب من الجماهير ان تنظر لمستقبل الفرق وعدم استعجال النتائج والتي تشتت اذهان اللاعبين وتؤثر في مردودهم الفني داخل المستطيل الاخضر. مدربو الطوارئ مظلومون ؟ يلاحظ في الاندية الرياضية العربية عدم اعطاء الفرصة كاملة للكادر الوطني والذي تحتاجه المنتخبات او الاندية عند الطوارئ فقط وفي حين تذهب كل الترشيحات للمدربين الاجانب والذين فشلوا في تحقيق بطولات كبيرة ، مما يكلف خزائن الاندية اموالا كثيرة ، وكما معلوم كيف نحج المدرب الوطني مهدي علي في قيادة منتخب الامارات لاحراز لقب بطولة خليجي 21 بالبحرين حيث انتصر المهندس على المدرب الاجنبي واكد ان الوطني بحاجة للثقة من قبل ادارة المنتخبات او الاندية ، وبمزيد من الصبر على المدرب الوطني تتحقق النتائج والاهداف المنشودة للمنتخبات الوطنية او الفرق . فلابد من اعادة النظر في اعطاء المدرب الاجنبي او الوطني الفترة الكافية في ادارة الشئون الفنية للفرق وعدم التعجل برحيله .