ركن مهم نفقده في الكرة السعودية، لو استطعنا تطبيق متطلباته لكان من الممكن رؤية المنتخب السعودي في مستوى أفضل بكثير مع ايجاد حلول للمشاكل الأخرى وتقديم الأندية المستوى المشرف خارجيا، ربما يتساءل البعض من خلال قراءة الأسطر الأولى ما هو هذا الركن، هذا الركن يتمحور حول طمأنينة العقل والثقة ألا وهو الاستقرار، بالاستقرارهناك خصائص مفيدة نجدها وهي عندما يتعود اللاعبون على أسلوب معين وتعامل المدرب معهم بطريقة متفاهمة، يصبح التكتيك مألوفا لديهم ويكون تطبيقه أسهل، ويحرز الفريق النتائج الممتازة وبالتالي هذا يؤدي الى إرضاء الجماهير بشكل أكبر. ربما يغيب النادي لفترة عن عدم إحراز البطولات، لكن مع الصبر ستأتي النتائج، لنأخذ على سبيل المثال نادي الفتح، مع احترامي الشديد له لكن لم يكن لهم ذاك الصيت العالي في الاعوام الماضية حتى صعد للدوري الممتاز عام2009 بعد 51 عاما من الانتظار. شهد هذا النادي استقرارا مع المدرب القدير فتحي الجبال وقد رأينا تغييرا جذريا، استمرار فتحي الجبال مع الفتح لمدة تتراوح بين خمسة إلى ستة اعوام حالة نادرة في الكرة السعودية وعلى وجه الخصوص في الدرجتين الممتازة والأولى، إذ نجد معظم الأندية تستعين بمدرب إلى ثلاثة مدربين في الموسم الرياضي الواحد، خصوصاً منذ بداية التسعينيات بعكس الحالة التي كانت عليها الكرة السعودية في السابق، وكانت مستقرة من الناحية الفنية، الآن بعد مضي ست جولات أقال ناديا النصر والاتفاق وهجر مدربيهم وأتوقع المزيد. لنعود للفتح، لم يقدم النادي المستوى الجيد في أول عامين إذ إنه حل في المركز الثامن ثم التاسع، لكن بعد التعلم من الأخطاء ثم الاستقرار من خلال الجهاز الفني، قدم الفتح مستوى أفضل في الموسم الثالث وحل في المركز السادس، الآن الفتح يتصدر الدوري وقدم مستويات جميلة أمام الفرق الكبيرة ومنها فوزه على الهلال والشباب في عقر دارهم. برأيي الخاص سبب رؤية الفتح بهذا المستوى المشرف والعالي هذا الموسم هو الاستقرار، معرفة المدرب كل صغيرة وكبيرة بالنادي، معرفة اللاعبين الأسلوب والتكتيك المتبع من مدربهم والأهم هو التعلم من الأخطاء. عندما نرى هذا الركن في الكرة السعودية، إن شاء الله سنرى منتخب يقدم مستويات أفضل، أندية تقدم المتوقع منها في البطولات الخارجية وتعود الهيبة التي طالما كنا نعرفها في الماضي عن الكرة السعودية.