سيكون الاستقرار عنوان الموسم الجديد من الدوري السعودي الذي ينطلق يوم الخميس، بالنسبة لغالبية الاندية اذا ابقت تسعة منها على أجهزتها الفنية، وهي الشباب حامل اللقب والأهلي الوصيف والاتحاد والفتح والنصر وهجر والرائد والوحدة والشعلة. بالنسبة للشباب، فهو ابقى على مدربه البلجيكي ميشال برودوم لموسم اضافي بعد النجاح الذي حققه مع الفريق، كما سار على دربه وصيفه الأهلي بعدما جدد عقد مدربه التشيكي كارل غاروليم لموسمين بسبب المستوى الجيد الذي قدمه الفريق في الموسم الماضي. كما ابقى الاتحاد على مدربه الاسباني كانيدا والفتح على المدرب التونسي فتحي الجبال للعام الخامس على التوالي، وهذه المرة الاولى في الدوري السعودي التي يحتفظ بها مدرب ما بمركزه طيلة هذه الفترة، كما ابقى النصر على الكولومبي "العجوز" فرانشيسكو ماتورانا، بينما تمسك هجر ببقاء مدربه البرازيلي باتريسيو وابقى الرائد على مدربه عمار السويح، إضافة إلى الضيفين الجديدين فريق الوحدة الذي ابقى على مدربه المصري بشير عبد الصمد والشعلة ابقى على مواطنه محمد صلاح. وفضلت أندية الهلال ونجران والتعاون والفيصلي والاتفاق التعاقد مع مدربين جدد لأول مرة يعملون في السعودية باستثناء مدرب فريق التعاون المقدوني حاجي جوفيسكا الذي ترك نجران لينتقل الى التعاون. وطغت المدرسة الأوروبية على غيرها من المدارس التدريبية اذ يتواجد ثمانية مدربين من القارة العجوز مقابل أربعة عرب ومدربان من اميركا اللاتينية مع غياب تام للمدربين الوطنيين. الشباب أبقى على برودوم الذي حقق مع الفريق نجاحات مذهلة وخاصة في بطولة الدوري وقد منحت إدارة نادي هذا المدرب صلاحيات واسعة من منطلق اعتماده كمدير فني يتمتع بالمسؤولية الشاملة عن نشاط كرة القدم بالنادي. واستمر غاروليم مدربا للأهلي الذي عانى من كثرة تغيير المدربين قبل أن يشرف عليه المدرب التشيكي، اذ سبق وأن درب الفريق مجموعة من المدربين الذين لم يواصلوا العمل في النادي إما بسبب الإغراءات المادية أو الخلافات الإدارية إلى أن جاء هو وصنع فريقا قويا قادرا على المنافسة المحلية كما انه تأهل الى ربع نهائي دوري ابطال اسيا مما شجع الادارة على التمديد للمدرب عامين اضافيين. وبدوره، وضع الهلال حدا لمسألة المدرب بعد أن وقع مع الفرنسي أنطوان كمبواريه ويأمل مدرب باريس سان جرمان السابق انتشال الفريق من المعاناة التي واجهها منذ رحيل المدرب البلجيكي إيريك غيريتس لتدريب المنتخب المغربي. لعنة غيريتس ما زالت تطارد الهلال الذي حل في المركز الثالث في ترتيب دوري الموسم الماضي، اذ افتقد للاستقرار الفني بسبب تغيير المدربين لانه لم يستقر على مدرب واحد لموسم كامل منذ رحيل البلجيكي في تشرين الاول/أكتوبر 2010. وتعاقد الهلال مع الأرجنتيني غابريل كالديرون الذي لم يبق في منصبه حتى نهاية الموسم بعد أن تمت إقالته وتم تكليف سامي الجابر بتولي الإدارة الفنية للفريق الأزرق في آخر مواجهتين في الموسم ما قبل الماضي. وفي الموسم الماضي تعاقد الهلال أولا مع الألماني توماس دول الذي لم تكن له أي بصمة تذكر على الفريق فتمت إقالته في كانون الثاني/يناير 2012 وخلفه التشيكي إيفان هاسيك الذي توج بكأس ولي العهد بعد إشرافه على المباراة النهائية فقط، الا انه لم يقدم ما يشفع له بالاستمرار فتعاقد النادي لهذا الموسم مع كومبواريه. وجاء السويسري آلن غيغر بديلا للكرواتي برانكو إيفانكوفيتش في تدريب الاتفاق ليخوض بالتالي تجربته الاولى في منطقة الخليج بعد ان سبق له العمل مع فريق المصري البورسعيدي وقيادة وفاق سطيف الجزائري لتحقيق ثنائية الدوري والكأس. الاتحاد هو الاخر عانى من كثرة تغيير المدربين في الموسم الماضي، حيث بدأ الموسم مع البلجيكي ديمتري، قبل أن تتم إقالته بعد ثماني مباريات، ليتم إسناد المهمة للمدرب الوطني عبد الله غراب قبل أن يتعاقد بعدها الاتحاد مع السلوفيني ماتياس كيك الذي لم يبف في منصبه سوى ثماني مباريات لتتم إقالته ويعود الوطني عبد الله غراب إلى تولي المهمة التدريبية. وتعاقد الفريق مؤخرا مع الإسباني راؤول كانيدا الذي أشرف على ست مباريات من منافسات الدوري إضافة لبقية المسابقات، وقدم نفسه بصورة جيدة أسهمت في تأهل الاتحاد بجدارة لدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال آسيا رغم الظروف الفنية السيئة التي حاصرت النادي على كافة الاصعدة. وجدد الاتحاد ثقته في كانيدا الذي قاد العميد في الموسم الماضي وحقق معه نتائج مقبولة. فعلى الرغم من عدم تتويجه بأي بطولة، لم يذق الاتحاد طعم الهزيمة مع المدرب الاسباني الذي ستكون امامه فرصة كبيرة لتحقيق المجد لان فريقه سيتواجد في دوري أبطال آسيا إلى جانب الهلال والأهلي. ويواصل التونسي فتحي الجبال قيادتة لفريق الفتح للموسم الخامس على التوالي. ويعتبر الجبال خبيرا بشؤون الكرة السعودية وفرقها ولذلك من المتوقع أن يحقق نجاحات باهرة هذا الموسم. وفضلت إدارة نادي النصر استمرار المدرب الكولومبي العجوز فرانشيسكو ماتورانا الذي جاء لقيادة الفريق في الفترة الشتوية وحقق تقدما ملموسا بعد أن وصل بالفريق للمباراة النهائية لمسابقة كأس الملك للاندية الأبطال. وتعاقدت إدارة الفيصلي مع المدرب البلجيكي مارتن بريس خلفا للمدرب الكرواتي زلاتكو داليتش الذي رحل لتدريب الفريق الأولمبي بنادي الهلال. ويأمل المسؤولون في الفيصلي أن يحقق بريس نفس النجاح الذي حققه زلاتكو في الموسمين الماضيين. وأحضرت إدارة نجران المدرب الصربي مايودراغ ياشيش بديلا للمقدوني حاجي جوفيسكا الذي انتقل لتدريب فريق التعاون. والصربي ياشيش صاحب تجربة حديثة في المنطقة العربية، فيما سيكون المقدوني جوفيسكا أمام اختبار صعب مع التعاون بعد النجاحات الجيدة التي حققها مع نجران في الموسم الماضي. واسترد الرائد مدربه التونسي الخبير عمار السويح الذي اشرف موقتا على الاتفاق في ثمن نهائي كأس الاتحاد الاسيوي. وأبقى هجر على مدربه البرازيلي أورلاندو باتريسيو كمكافأة لهذا المدرب الذي قدم الفريق بشخصية منفردة استطاع بها الاستمرار في مصاف اندية الدرجة الممتازة. وما قيل عن باتريسيو ينطبق على المصريين بشير عبد الصمد ومحمد صلاح حيث سيقود الأول فريق الوحدة والثاني فريق الشعلة بعد أن قادا الفريقين للصعود، وكان استمرارهما نوعا من المكافأة الهادفة ايضا الى تحقيق الاستقرار الفني.